في مظاهرة تاريخية في كوينز بارك بمدينة تورنتو في كندا تجمع المئات من المصريين الكنديين تضامنا مع حركة تمرد المصرية وإعتراضاً على حالة التدهور التي أصبحت ملحوظة على جميع المستويات في مصر. قالت ياسمين محمود الناشطة الشابة حديثة الهجرة إلى كندا: "لم يتغير اي شيء في مصر منذ تولي مرسي للرئاسة منذ عام بل على العكس، فإن مرسي قد كرس حكمه لنشر العنف والتخريب، اضافة الى التشجيع على التمييز الطائفي والاعتداءات الجنسية الممنهجة ضد الناشطات الثوريات." ويدعم ذلك الرأي، تصريح لجنة التدقيق الاوروبية والتي اشارت الى ان الحكومات المصرية التي تلت حكم الرئيس المخلوع لم تحرك ساكنا لتحقيق الديمقراطية والشفافية في التعامل مع ميزانية الدولة و تحسين الاقتصاد او حقوق الانسان. وامام تلك الحكومة العاجزة المخيبة للامال، اطلق الشباب المصري حملة تمرد في بداية مايو من العام الحالي لاسقاط الرئيس مرسي، ذلك الرئيس الذي فقد ثقة الشعب المصري به. وفي خلال الاسابيع القليلة الماضية، انتشرت حملة تمرد بشكل موسع في مصر وفي دول اخرى حول العالم ونجحت في تجميع اكثر من 22 مليون استمارة موقعة لاسقاط الرئيس. وفي هذا الصدد، علق احمد الزهيري احد منسقي حركة تمرد المصرية في كندا: "منذ توليه السلطة، سخر مرسي سياساته لنشر حركة الاخوان الفاشية وتوسعة نطاق سلطتها . ولهذا كانت النتيجة الطبيعية لممارسات مرسي هي تمزيق نسيج المجتمع المصري وتهديد الامن القومي للامة المصرية."
وبالاضافة الى انعدام الامن والامان في مصر، فقد لمس المصريون خلال عام واحد التدهور الحاد في الاحوال المعيشية بشكل غير مسبوق، ومثال على ذلك تقلص النشاط السياحي، وتدهور الاقتصاد، واختفاء المواد الرئيسية مثل البنزين والكهرباء بالاضافة الى ازدياد لا مثيل له في نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر. لقد بات واضحا ان حكومة الاخوان المسلمين قد فشلت فشلا ذريعا بجميع المقاييس في تحقيق مطالب ثورة يناير: عيش، حرية، عدالة اجتماعية.
كما عقب ماهر رزق الله، احد الناشطين السياسيين المتواجدين في كوينز بارك على أهمية الحدث قائلاً: "نحن الكنديون من اصل مصري نجتمع اليوم للتضامن مع الشعب المصري في نضاله المستمر لتحقيق الحرية والديمقراطية، كما نطالب حكومة كندا بمساندة حركة الاصلاح الديمقراطي في مصر كأهم العوامل الرئيسية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط وسائر دول العالم".
وصرحت سهام قدسي، منسقة جبهة الانقاذ الوطني - فرع كندا: "ان الكنديين من اصل مصري يلعبون دورا رئيسيا تجاه المجتمع المصري وذلك عن طريق الدعم السياسي المستمر لكتلة المعارضة الاساسية في مصر والمتمثلة في جبهة الانقاذ الوطني. الامر الذي سيساعد الجبهة على تقديم برامج مجتمعية على جميع المستويات: السياسية، والاجتماعية والاقتصادية و الثقافية، وستكون النتيجة النهائية لتلك الجهود هي خلق مجتمع مصري مدني ديمقراطي.
هذا وقد طالب المصريون في وقفتهم من الهيئة العامة للامم المتحدة الاعلان عن شجبها للممارسات القمعية التي يقوم بها نظام الاخوان المسلمين ، وكذلك شجب السياسات الامريكية في مصر والشرق الاوسط والتي تروج للإسلام السياسي وقهر الشعوب و تحويل المنطقة العربية الى خلايا لتنمية الإرهاب.
وجدير بالذكر أن عدة مدن كندية اخرى كانت قد شهدت مظاهرات مماثلة للتضامن مع حركة تمرد المصرية مثل اوتاوا ومونتريال و كالجاري.