استمرت أزمة بركان ايسلندا الاثنين لليوم الخامس لتخيم على الساحة الدولية ، حيث عقد وزراء النقل في دول الاتحاد الاوروبي اليوم محادثات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة لبحث الوضع الناجم عن غمامة الرماد البركاني التي عمت أوروبا منذ أيام وأدت الى شلل حركة الطيران فيما علق ملايين الركاب في المطارات حول العالم. وقد أغلقت حوالى 30 دولة مجالها الجوي او فرضت قيودا على استخدامه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، فيما علق حوالى 8،6 مليون راكب في انحاء العالم بحسب المجلس الدولي للمطارات ، وتقدر شركات الخطوط الجوية الخسارة اليومية بما يتراوح بين 200 الى 300 مليون جنيه استرليني في اليوم ، بينما قدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) خسائر قطاع الطيران بمعدل 200 مليون دولار يوميا . كما تدهورت اسعار اسهم كبرى شركات الطيران الاوروبية صباح اليوم بنسبة 4% الى 5% فقدت اسعار أسهم شركة "اير فرانس/كي ال ام" وشركة ادارة المطارات الباريسية قرابة 5% ،كما فقدت شركة لوفتهانزا الالمانية 5% في بورصة فرانكفورت ، وفي لندن خسرت شركة بريتيش ايرويز قرابة 4% صباح اليوم بينما بلغت خسارة ايبيريا أكبر شركة طيران أسبانية 4% ببورصة مدريد . وقال اندرو ادونيس وزير النقل البريطاني ان الوكالات الاوروبية والدولية تجري محادثات طارئة في محاولة لتخفيف الفوضى، مضيفا بقوله :"نريد ان نتمكن من استئناف الرحلات في اسرع وقت ممكن لكن السلامة تبقى الهاجس الرئيسي"، وأكد توليفيينه يانكوفيتش رئيس الفرع الاوروبي للمجلس أن "اكثر من 8،6 مليون راكب تأثروا حتى الان فيما خسرت المطارات الاوروبية ما يقارب 136 مليون يورو"موضحا أن الحركة شلت في 313 مطارا. ومديانيا بدأت بعض الدول باعداد خطط لاعادة مواطنيها العالقين في الخارج ، حيث بدات بريطانيا التي لديها 150 الف مواطن عالقين في الخارج، محادثات مع مدريد لاقامة مكان تجمع في اسبانيا حيث اعيد فتح المجال الجوي ، كما تدرس احتمال نقل بعض الاشخاص الى البلاد عبر سفن البحرية الملكية. كما شهدت عدة مطارات أوروبية انفراجة في مجال استئناف الرحلات الجوية، معلنة عن إعادة فتح جزئي لأجواء عدد من الدول، فيما واصلت دول أخرى فرض الحظر على الرحلات الجوية وتمديده لساعات إضافية، على أن يتم لاحقاً تحديد ما إذا ستتم إعادة فتح أجوائها. في المقابل أصدر المجلس الدولي للمطارات في أوروبا - الذي يمثل المطارات الرئيسية - ورابطة شركات الطيران الأوروبية بيانا مشتركا حثوا فيه المسؤولين على إعادة النظر في القيود المفروضة على الطيران بسبب البركان ،وقال البيان "أن ثوران البركان الايسلندي ليس حدثا غير مسبوق والإجراءات المطبقة في أجزاء أخرى من العالم بشأن الانفجارات البركانية لا يبدو أنها تتطلب هذا النوع من القيود التي تفرض في الوقت الحاضر في أوروبا". كما رابطة إدارة المطارات أبرز رابطة لشركات الطيران الاوروبية "باعادة تقييم فورية" للقيود المفروضة على الطيران في اوروبا ، وانتقدت ابرز شركتين المانيتين هما "لوفتهانزا" وشركة خطوط برلين بشدة السلطات لعدم اجرائها حسابات لمدى كثافة الرماد في الاجواء ، ورفض وزير النقل الألماني بيتر رامساور هذه الانتقادات معتبرا ان اي قرار آخر كان ليعتبر "غير مسئول" _على حد وصفه_. وكاتت الشركتان قد أجرتا في نهاية الاسبوع رحلات داخلية بدون ركاب لم تؤد الى "اي اضرار" بالنسبة للطائرات ،كذلك أجرت شركة اير فرانس ايضا رحلات تهدف الى تقييم مدى خطورة سحابات الرماد على الطائرات ولم ترصد اي طائرة "اية شوائب" ، واعتبرت شركة "كي ال ام" الهولندية أن المجال الجوي الاوروبي "آمن" بعد سلسلة تجارب ، كما اجرت بريتيش ايرويز رحلة تجريبية ستعرف نتائجها لاحقا . من ناحية أخرى أعلنت وزارة النقل البلغارية أنه تم صباح اليوم الاثنين إعادة فتح مطارى (بلوفديف وبورجاس) فى جنوب البلاد عقب انقشاع سحابة الرماد الناتجة عن ثورة البركان الأيسلندى واتجاهها نحو الشمال. وذكرت وكالة أنباء صوفيا البلغارية نقلا عن الوزارة أنه تقرر فتح مطارى (بلوفديف وبورجاس) لمدة ست ساعات كبداية ولكن من المحتمل أن يستمر ذلك بناء على الأحوال الجوية. وقد استمر مطار العاصمة صوفيا فى تسيير رحلاته الجوية لإيطاليا وأسبانيا وروسيا واليونان ومصر وليبيا ، غير أن وزارة النقل قالت إنه تم إلغاء معظم الرحلات من وإلى مطار العاصمة بسبب توقف الحركة الجوية فى كثير من دول غرب ووسط أوروبا التى لاتزال مغلقة بسبب الرماد البركانى. ومن المتوقع أن يفتح مطار (فارنا) وهو رابع مطار رئيسى بلغارى أبوابه فى وقت لاحق اليوم. وبعد وصول السحابة الرمادية إلى شمال وجنوب شرق وجنوب وسط بلغاريا أمس الأحد من المتوقع أن تتحرك السحابة البلغارية باتجاه الشمال الغربى.