جاءت نتيجة الجمعية العمومية لحزب الوفد مساء أمس الأول لتثير حالة من الجدل حول انتخابات رئاسة الحزب المقبلة فقد كانت النتيجة متقاربة بما يؤكد أن الانتخابات التي يتنافس فيها كل من محمود أباظة رئيس الحزب الحالي وفؤاد بدراوي، منافسه في الانتخابات ستكون ساخنة للغاية فقد انقسمت أصوات الجمعية العمومية تقريبا بين التيار الداعم لأباظة وحصل علي 54 % من نسبة الأصوات فيما حصل التيار الآخر المساند لبدراوي علي 46% من أصوات الهيئة الوفدية. هذه النتيجة يراها فؤاد بدراوي تشير إلي أن «الجمعية العمومية ليست تحت وصاية أحد» وأن أعضاء الوفد يمتلكون الإرادة التي تمكنهم من الاختيار دون توجيه أو وصاية. ويضيف بدراوي: إن تقارب النتائج يشير إلي انتخابات ساخنة علي موقع رئيس الحزب سيكون التنافس فيها علي أشده. نتائج الانتخابات تشير إلي انقسام الحزب إلي فريقين أحدهما يساند محمود أباظة، الرئيس الحالي، ويحاول أن يحافظ علي موقعه الحالي داخل الحزب، وهذا التيار يمثله الغالبية العظمي من أعضاء الهيئة العليا للحزب والتي وافقت الجمعية العمومية علي بقائها لمدة عام إضافي أمس الأول، ويبدو التيار المساند لأباظة في انتخابات رئاسة الحزب القادمة أكثر ميلاً للتعامل مع السلطة في مصر بلغة هادئة وغير صدامية وهو أقرب لمنهج الحوار الدائم. فيما يبرز تيار آخر بداخل الحزب وهو التيار المساند لفؤاد بدراوي وغالبيته من الشباب ودعاة التغيير وهو تيار يميل إلي دعوة حزب الوفد إلي النزول في الشارع والضغط علي نظام الحكم حتي لو تطلب الأمر الدخول في مواجهة معه لا سيما حول قضية التحول الديمقراطي وإطلاق الحريات، هذا التيار برز خلال الجمعية العمومية الأخيرة بلافتاته التي حملت هجوماً علي نظام الحكم فضلا عن المطبوعات التي كان يوزعها شباب الحزب وتنادي بالدخول في مواجهة مع الدولة حول التعديلات الدستورية ونزاهة الانتخابات. يقول محمد حرش مؤسس جهة «وفديون ضد التوريث» إن نتيجة الانتخابات رسالة إلي الدكتور محمد أباظة بأن كوادر الوفد تطالب بالتغيير وأنها تختلف مع العديد من السياسات الحالية لقيادات الحزب. مضيفا: «دعوت عددا كبيرا من أعضاء الهيئة الوفدية إلي مظاهرة حاشدة أمام مجلس الشعب يوم تمديد قانون الطوارئ. مستطردا « لابد أن ينزل الوفد إلي الشارع ولابد أن يخوض معركة الديمقراطية مع الناس فقد سئمنا من النظام الحاكم». وأشار «حرش» إلي أنه دعا أعضاء الجمعية العمومية إلي مؤتمر كبير للدكتور محمد البرادعي يفتح فيه الحوار حول ما يطرحه من أفكار حول قضية التغيير. ويبدو أن الدكتور محمد البرادعي سيكون أحد العوامل التي ستحسم الانتخابات المقبلة علي موقع رئيس الحزب، فهناك رفض في أوساط شباب الحزب المختلفين مع أباظة حول موقفه وموقف القيادات الحالية من التعامل مع البرادعي، وهناك ترحيب بين عدد كبير منهم بالدخول في حوار مباشر مع الرجل الذي يصنفه الكثير من شباب الوفد علي أنه وفدي في الأساس وأنه من أسرة وفدية، هذا التيار غالباً سيصوت ضد محمود أباظة في الانتخابات المقبلة بسبب موقفه من البرادعي الذي كان حاضرا بقوة في جدل الوفديين أثناء انعقاد جمعيتهم العمومية. إذن ستكون الانتخابات المقبلة ساخنة وتنافسية وسيحسمها أكثر من عامل مثل مدي الجهد الذي سيبذله كل مرشح في إقناع الوفديين بأفكاره، ثم طبيعة التعامل مع نظام الحكم في مصر، ثم طبيعة موقف كل منهما من قضية الدكتور محمد البرادعي.