لما أي حد بيسألني عن أحلامي ومسقبلي شايفاهم إزاي؟ وأفتكر نفسي لما كنت صغيرة، وكان حلمي الكبير اللي باكلم كل قرايبي وأصحابي عنه إني أبقي طيارة.. باسوق طيارة يعني.. يمكن وقتها ما كنتش فاهمة المجال ده شكله ازاي، ولا هو إيه بالضبط، وكان كل اللي عاجبني هي الحاله والجو نفسه، والسفر والطيران، لكن فضل ده حلمي، ومع الوقت اتغيرت كل حاجة من حواليا، واتغيرت معاها أحلامي وشكل المستقبل بتاعي، وبقيت ممثلة بأحلم أحلام مختلفة وشايفة المستقبل بشكل تاني.. مستقبلي بقي هو أدواري وأفلامي ومسلسلاتي وحياتي الجديدة اللي باعيشها باستمتاع علي الشاشة، ومع كل دور جديد باحلم حلم جديد.. يعني أحلامي متجددة طوال الوقت، لكن في نفس الوقت وزي أي أم حبيت إني أشارك بنتي الوحيدة أحلامها وأعرف هي بتفكر في ايه وشايفة مستقبلها ازاي، واتفاجئت لما لقيت «روتانا» بنتي بتقولي إنها اختارت خلاص انها تدرس طيران، وسألت عن أنسب الأماكن للدراسة دي، وراحت أكاديمية الطيران في الأردن.. في الأول حسيت بفرحة كبيرة قوي إن بنتي كبرت وبقي لها أحلامها الخاصة، وكمان فرحت إنها بتحلم نفس حلمي القديم ومتمسكة بيه ومصرة إنها تحققه وتنجح فيه، لكن بعد شوية تفكير رجعت تاني أقول لنفسي.. لازم أنصحها تفكر أكتر وتدور وتعرف إن المجال اللي بتختاره ده هيبقي هو كل حياتها الجاية، وهيكون هو مستقبلها، ومش معني أنها بتفكر نفس تفكيري وبتحلم نفس حلمي، يبقي ده شيء كويس، لأن الزمان اتغير خالص، والظروف كمان اتغيرت.. بصراحة حسيت وقتها إني مش أنانية وبقيت زي كل أم بافكر مش بس في مستقبلي أنا، ولكن في مستقبل بنتي كمان، وبأحاول إني أعرف هي بتفكر إزاي وهتتعامل مع كل مشاكلها وأزماتها اللي جاية بأي شكل، وقتها هأكون مرتاحة ومطمئنة علي مستقبلي كأم ومستقبل بنتي كمان.. الحمدلله اطمنت علي بنتي ومع كل مرة بازورها في الأكاديمية، ومع كل مرة هي بتيجي فيها مصر، بابقي فخورة بيها وشايفة نفسي في عينيها، وحاسة بسعادة بسعادتها إنها قدرت تعمل اللي أنا مقدرتش أعمله.. وفي نهاية كلامي أتمني لكل الناس إنهم يحققون أحلامهم في السنة الجديدة.. ويفضلوا يحلموا أحلام كبيرة.. لأن الأحلام الكبيرةهي اللي بتخلينا عايشين.. وعلي قد حلمنا.. ربنا بيدينا.