أكبر عقبة امام حركة تمرد هي ان تنسى لماذا نجحت! صحيح ان دراما العساكر السبعة المختطفين خطفة الأضواء من تطور حركة "تمرد" لكن ما هي الا أيام قليلة وتعود تمرد للصدارة فهي تمثل أمتداد حقيقي لمطلب شعبي حقيقي له جذور وأصول. ولذلك أنوه الى ان أكبر ما يواجه تمرد ليس الأخوان ولا الدولة ولا الحوادث العارضة ولكن "فكر" القائمين على "تمرد". تمرد نجحت لأنها سلمية ولأنها خاطبة الشعب بلغة يحبها الشعب. هي حركة خرجت من شباب ولكنها لا تتبنى اي "عنف" (ضع 10 خطوط تحت عنف) وهي لا تنتمي الى اي أحزاب او تيارات او قوى سياسية او جبهوية (ضع 10 خطوط أخرى) وتطلب من الجماهير أشياء بسيطة للغاية (ما فيهاش عطلة ووقف حال ولا أندساس بلطجية) وهي التوقيع على أستمارة تقول اننا نتمرد على النظام الحالي ونطالب بأنتخابات رئاسية مبكرة. الحجة الأقوي لدى "تمرد" من وجهة نظري الشخصية انها من الشارع الذي يمنح الشرعية وهو الآن يطالب بنزع هذه الشرعية بعد ان ظن مرسي ان معه تفويض بفعل ما يشاء في حين ان الجماهير لم تأتي به وانما أسقطة منافسه وأعطت مرسى توكيل بأمور محددة.
تختلف تمرد في أطارها الحركي بأنها حركة أحتجاجية ذو طابع بنائى. بمعنى، هي ليست حركة "يسقط يسقط حكم المرشد او العسكر" وانما هي حركة تطرح بديل وهو انتخابات رئاسية مبكرة! وفي رأيي هذا تطور نوعي مهم جداً في عقلية الشباب والنشطاء خاص أولئك الرافضين لأي أنتخابات مهما كان أسمها بحجة ان الأنتخابات سيتم تزويرها وانها تعطي شرعية لمن في الحكم! التطور هنا في قبول فكرتان. الأولى ان الشارع أسلوب وان الصندوق اسلوب وان الأختيار بين الأثنين يعتمد على النتائج الفعالة وليس على تفضيل وسيلة لمجرد انها أفضل من وجهة نظر الشباب. المهم تفضيل الشعب. والثانية، ان تمرد تضرب المفهوم الخاطء ان الثورة شيء والسياسة شيئا أخر. هذه الذهنية تسببت في عمل تحديات جمه امام الأحزاب والتيارات السياسة وصبت لصالح الأخوان في الأستفتاء الأخير. بيد ان حركة تمرد تضع كل هذا في أطار جديد او واقع جديد بالآحرى وتغير المفهوم بالتدريج وبالسرعة المناسبة وتساهم في تبصير النشطاء عبر نتائجها وتقدمها.
اذا نحن امام خطوة في طريق النضج السياسي وبلورة وعي جديد يتشكل الى الأفضل ويسلك طريق أكثر وسطية وأقرب لقلوب وعموم الناس وفي هذا تطور رائع للشباب ودرجة من النضوج ستتعب الإخوان بشدة في اي أنتخابات قادمة مهما كان اسمها. ولذلك، اكثر من يخشي من استمرار حركة تمرد هم الأخوان والسبب واضح، لو عرف الشباب الطريق لأقناع الناس وحشدهم الى الصناديق وواجهوا بكل شجاعة اي محاولة للتزيور كما يواجهوا بشجاعة وبصدور عارية كل التحديات في الشارع فعندها سيتيقن الجميع بما فيهم الأخوان ان المسألة مجرد وقت قبل ان يملك الشباب زمام الأمور كاملة.
اما التحدي الذي أخشى منه هو ان تسيطر قوى معينة على عقل وفكر "تمرد" فتهوى بها الى العنف والمظاهرات الصاخبة التى يتبعها الإعتصامات والدخول في معارك تستنزف الثورة والحركة والناس وتطيح بأمال الجماهير ونرى مرة اخرى كر وفر بين المتظاهرين والشرطة يتبعها بزوغ نجم البلطجية و"كومندات الشوارع" وتنتهي الحركة "بتصنيفها" على انها مثل الحركات السابقة. ولو حدث هذا لا قدر الله فلن يهزم الشعب. كل الحكاية انه سيبحث عن بديل أخر. لذلك أقول لا أخشي على تمرد الا من نفسها، ففي نجاح تمرد نجاح لنا جميعاّ.
ملحوظة اخيرة، 30 يونيو هو يوم "تمرد" الكبير وهو يوم الذهاب الى الإتحادية وبالتالى هو امتحان لتمرد. لو انتهى اليوم بسلام، ستنجح كل فعاليات تمرد حتى تفرض الأنتخابات الرئاسية المبكرة. ولو انتهى اليوم بأي طريقة أخرى فكما قلت، سيفرز الشعب من هو أقدر على القيادة كما أفرز تمرد ومن قبلها كثيرون.