لماذا 9 وليست 10؟.. لأننا في 2009 وليس في 2010.. حسبتك ستفهم الإفيه علي الفور.. وإذا كنت مصراً فهي طلبت كده، والحكاية تبدأ كالتالي: تألقت حيوانات مصر بشدة في 2009، برزت علي الساحة التي أخلاها لهم البشر طوعاً أو كرهاً، ومنذ آخر حيوان شهير في العالم «راجع النعجة دوللي بتاعة الاستنساخ»، وأشهر حيوان في مصر «راجع السلعوة وحاسب تعضك» لم تتألق الحيوانات كما تألقت هذا العام، وكل ذلك لأسباب منطقية في بلد مثل مصر، فالمصريون يعيشون مع الحيوانات قصصاً تقترب من الغرام أحياناً ومن الانتقام في أحيان أخري. هناك مصريون يربون الحيوانات بقصد التجارة «معانا خرفااان العييييد»، أو التربية «راجع كتب تربية الكلاب»، أو حتي يتهادوا بها «ممكن تقبلي مني القطة دي»، ومصريون يعيشون مع الحيوانات «هناك سيدات يفضلن أن ينام كلابهن بجانبهن أكثر من أزواجهن»، ومصريون يعيشون عيشة الحيوانات «بعض المصريين ينامون في زرايب، وتعاملهم الحكومة معاملة الحيوانات». وإذا كانت مصر هبة النيل، فالنيل يستخدمه المصريون في الشرب، واستحمام حيواناتهم، ومن الغريب أن هذا البلد الذي يحب شعبه نظافة حيواناتهم الشخصية غير مهتم أساساً بأكوام الزبالة - التي تبدو كأكوام زبالة وطلعلها بلد - بنفس القدر الذي يهتم بحموم حيواناته في النيل. نجوم 2009 من الحيوانات في مصر يمكن رصدهم كالتالي: الحمير.. عددها في مصر أقل من مليون ومع هذا تحس إنهم كتير! حمير مصر تعاني الأمرين إما بسبب العربجية «شييي يا حمار وكرباج يلسوع علي جسمها»، وإما بسبب سوء التفاهم بين المصريين والحمير، والذي يجعلهم ينعتون الشخص الغبي بكونه «حمار»، وعلي الرغم من أن الظاهر يقول إن مصر «مليانة حمير» إلا أنه من العجيب أن عدد الحمير في مصر «حسب الهيئة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة» 950 ألف حمار، ولا نعرف طبعاً من العبقري الذي قام بالتعداد، وهل عدها حماراً حماراً أم أن الحمير هي التي سلمت إقرارات الأسرة؟! المصادفة غير اللطيفة في هذا التقرير أن أكبر عدد حمير في مصر يوجد في إحدي محافظات الصعيد وهي محافظة بني سويف حيث يوجد بها ما يزيد علي 145 ألف حمار، في حين أن محافظة البحر الأحمر قاربت علي إعلان نفسها «محافظة خالية من الحمير» بعد أن وصل عدد الحمير فيها إلي 46 حماراً فقط، ويقال إن باقي الحمير موزعة علي باقي المحافظات وتوجد في الحظائر والريف والمدن وعدد من الوظائف القيادية في القطاع الحكومي!!! وضع الحمير في مصر دفع أحمد الشربيني رئيس جمعية أصدقاء الحيوان للإعلان عن ضيقه الشديد بسبب القسوة المبالغ فيها والتي يتم استخدامها مع الحمير في مصر، بينما أثبت عام 2009 أن الحمير كانت خياراً استراتيجياً للإسرائيليين التي استهدفت عدداً كبيراً من الحمير التي كانت تهرب الأسلحة والمعدات والمؤن عبر الأنفاق السرية علي الحدود، مما أدي إلي نفوق عدد كبير من الحمير. الفئران.. أعادت الطاعون إلي الحياة وسبب رئيسي في «إنفلونزا الماعز»! يحب المصريون الفئران التي تسكن - تقريباً - في عدد كبير من البيوت المصرية في المناطق الريفية والشعبية، وعلي الرغم من أن أشهر فأرين في العالم هما ميكي ماوس وجيري بطل كارتون توم وجيري المشهور، إلا أن الفئران ألمحت في 2009 لدخولها في مجال أفلام الرعب، بعد الأمراض المتلاحقة التي بدأت تظهر بالقرب من مصر، وذلك مع ظهور مرض الطاعون في ليبيا في بداية يونيو الماضي، مع تأكيدات بيطرية أن الفئران ناقل جيد للمرض« صباح الرعب فعلاً»، وتصدرت الفئران لفترة تقترب من شهر واجهة الأحداث، ليقترب العام من أن يكون عام مواجهة المصريين مع الحيوانات، لا سيما بعد انتشار الشائعات بأن الطاعون دخل فعلاً مصر، وهو ما أدي إلي رش المناطق المتاخمة للحدود مع ليبيا للقضاء علي الفئران في هذه المناطق لمنع انتقال المرض من ليبيا إلي مصر فعلياً. ومع بداية يوليو الماضي خفت الحديث عن مرض الطاعون بعد انحساره في ليبيا، وبالتالي انتهي الحديث عن الفئران، لكن الحديث عن الفئران قد يعود حال دخول مرض الحمي المجهولة أو ما يعرف بإنفلونزا الماعز إلي مصر، حيث يؤكد الدكتور سامي طه - عضو مجلس نقابة البيطريين - أن الفئران ناقل لمرض الحمي المجهولة. ويشير الدكتور حامد سماحة - رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة - إلي أن أعداد الفئران في مصر لا حصر لها وتوجد بكثافة في المناطق الريفية وكذلك في المناطق الحدودية. الأبقار.. عددها 9 ملايين وكيلو اللحم منها وصل ل50 جنيهاً! بعد جنون البقر الشهير الذي انتشر منذ سنوات عقد المصريون اتفاقية سلام مع الأبقار، علي الرغم من أن الأبقار نفسها كانت تعرقل المفاوضات وأكبر دليل علي ذلك ارتفاع أسعار لحومها المبالغ فيها، والذي وصل لأكثر من 75 جنيهاً للكيلو في بعض الأوقات« أكيد البقر هو السبب في هذه الزيادة»، لكن في 2009، وفي شهر يوليو الماضي تصدرت الأبقار المشهد من جديد بشكل آخر مع ما أثير وقتها من انتشار لمرض الحمي القلاعية الذي يصيب الحيوانات بصورة عامة والأبقار بصفة خاصة، ومع هذا وصل كيلو اللحم البقري إلي خمسين جنيها في بعض المناطق في مصر. وتؤكد إحصائية حديثة صدرت عن وزارة الزراعة في 2009، أن عدد الأبقار في مصر يبلغ نحو 9.2 مليون بقرة تتوزع علي محافظات الجمهورية، وأشارت هذه الإحصائية إلي أن محافظة بني سويف تأتي في المركز الأول من حيث وجود الأبقار بها«أحسن بني سويف..وحوش»، حيث يوجد بها ما يقرب من نصف مليون بقرة في حين يمكنك رصد البقر بمنتهي السهولة في جنوبسيناء التي تقع في ذيل المحافظات من حيث وجود الأبقار بها، حيث يوجد بها نحو 65 بقرة فقط.
الخنازير.. تصدرت «المانشيتات» وأغلقت مدارس وأنعشت تجارة «الكمامات».. بعد إعدامها! باستثناء خنازير والت ديزني الشهيرة تستطيع أن تقول إن المصريين لا يلتقون كثيراً بالخنازير، ولم يكن أيهم يتصور أن عام 2009 سيشهد مواجهة قدرية بينه وبين الخنازير، وأن إغلاق المدارس وتجارة الكمامات واستغلال رعب الناس في توزيع الأدوية وخلق خطر جديد يخشاه الشعب المصري كل ذلك سيكون بسبب الخنازير، فبعد الإعلان عن فيروس الإنفلونزا A/H1N1 سادت حالة من الارتباك لدي المسئولين في مصر، والذين واجهوا الوباء العالمي بإعدام الخنازير نفسها التي قدرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة أعدادها بنحو 150 ألف خنزير، في حين تقدرها مصادر بيطرية مصرية معتمدة علي تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» بنحو 350 ألف خنزير. الموضوع تم بناء علي توصية من مجلس الشعب «تخيل مجلس شعب يجتمع من أجل خنازير!»، ولأن المصريين «مدقدقين» ظهرت مشكلات جديدة من نوعها مثل تهريب الخنازير، وهو ما اضطر قوات الشرطة الباسلة لمطاردتها «ولا كأنهم بيهربوا مخدرات»، وبيع الخنازير في السوق السوداء «شكراً لمنطقة الزرايب»، وقامت مواجهة شرسة بين الزبالين وأصحاب زرايب تربية الخنازير، وبين الحكومة لتنتهي بإعدام كل الخنازير في لحظة واحدة، والقضاء علي حيوان موجود في مصر منذ قرون، وتشريد عاملين في هذا المجال رغم دفع تعويضات لأرباب هذه المهنة. لكن الخنزير عاد مرة أخري للظهور في دور المضطهد هذه المرة، وهو ما دفع منظمات حقوق الحيوان للوقوف بجانبه ضد مصر لا سيما أن محافظة مثل القليوبية استخدمت مثلاِ الجير الحي في إعدام الخنازير وهي حية، حيث كانت تُلقي الخنازير في حفر وهي حية ثم يلقي عليها الجير الحي مما يتسبب في آلام جسدية فظيعة للخنازير، ثم تردم هذه الحفر بالرمال. وتجاه هذه الممارسات الخاطئة في عملية إعدام الخنازير، فضلاً عن عملية الإعدام الجماعي لها بشكل لم تتخذه أي دولة أخري ظهر بها المرض فقد قوبلت الخطوة المصرية بإعدام الخنازير باستهجان تام علي المستوي الدولي سواء من المنظمات العالمية لحقوق الإنسان، أو من قبل الاتحاد الفيدرالي الأمريكي لمصدري لحوم الخنازير، الذي مارس ضغوطًا شديدة علي الحكومة المصرية لوقف قرار الإعدام والذبح الجماعي للخنازير، لكن هذه الضغوط لم تنجح في إثناء الحكومة المصرية عن القرار الذي اتخذته بذبح وإعدام الخنازير، التي لا تزال تنتقم من العالم بطريقتها الخاصة.
الخيول.. أصيبت بالإنفلونزا التي قد تنتقل إلي الإنسان.. المصري طبعا! فارس الأحلام يأتي راكباً علي حصانه، والراجل الجامد يشبهونه في مصر بالحصان، وكل مهرة ولها خيال لكن الخيول في مصر فرضت نفسها علي الشاشة في أغسطس 2009 بعدما تم الكشف عن ظهور إصابات جديدة بمرض إنفلونزا الخيول«كأن الحكاية ناقصة»، ورغم نفي وزارة الزراعة فإن البيطريين يؤكدون أن مرض إنفلونزا الخيول موجود في مصر منذ أن دخلها في منتصف الثمانينيات مع الخيول المستوردة من الخارج، لكنه ينتشر حاليا في عدد من المحافظات بصورة تشكل تهديدًا للصحة العامة للمواطنين، حيث إن مرض إنفلونزا الخيول يشبه مرض إنفلونزا الطيور، من الممكن أن يتحور داخل الخيول، وتحور مرض إنفلونزا الطيور يعني أنه ينتقل من إنسان إلي إنسان، بدلاً من وضعه الحالي الذي ينتقل فيه من طائر إلي إنسان. وتقدر وزارة الزراعة عدد الخيول في مصر بنحو 138 ألف رأس، وتحتل محافظة الشرقية المركز الأول من حيث وجود الخيول بها، حيث يوجد بها نحو 47623 رأسًا، في حين تحتل محافظة جنوبسيناء ذيل القائمة من حيث وجود الخيول بها، حيث يوجد بها نحو 25 رأسًا فقط.
الجمال .. أحضرت الحمي القلاعية من السودان وتنافس المواطن المصري في الصبر! الجمل صبور، وكذلك المواطن المصري، وإذا كانت قوة تحمل الجمال تمتد لأيام وأيام، فإن 80 مليون مصري يتمتعون بصبر مبالغ فيه وقوة تحمل لافتة للنظر امتدت لثلاثين عاماً، وفي يوليو الماضي عادت الجمال للظهور بعد أن اقتصر وجودها علي الأمثال الشعبية «آدي الجمل وآدي الجمال» والأكلات «راجع الكفتة ام رز التي يفضل صنعها من اللحمة الجملي». الظهور هذه المرة جاء بعدما تردد من أن الجمال المستوردة من السودان تحمل بداخلها فيروس الحمي القلاعية، ونتج عن ذلك أن خضعت الجمال للفحص البيطري، الذي لم يتوصل إلي نتيجة نهائية، لتلجأ وزارة الزراعة في النهاية إلي المحترفين والناس اللي بتفهم حيث ذهبت إلي معهد أبحاث بريطاني لتحديد إصابة الجمال بالمرض من عدمها، وجاءت النتيجة أن الجمال لا تحمل الفيروس أصلاً، وبالتالي خرجت الجمال براءة!! وتوجد الجمال في كل المحافظات المصرية، فبحسب إحصائيات وزارة الزراعة هناك أكثر من 100 ألف جمل في مصر، حيث تحتل سوهاج المركز الأول من حيث وجود الجمال بها حيث يوجد بها نحو 29909 جمال، في حين أن محافظة بورسعيد لا يوجد بها أي جمل من أي نوع والعهدة علي وزارة الزراعة.
كلاب وقطط.. عدد لانهائي وإنفلونزا قد تنتقل لكل بيت! إذا لم يكن لكلاب مصر وقططها دور في 2009، فمن يأخذ الدور .. العرس مثلاً؟..طبعاً لأ، فمع حلول شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين 2009، أثار الإعلان عن اكتشاف حالات مصابة بفيروس الإنفلونزا بين القطط والكلاب كثيرًا من المخاوف بين الأوساط العلمية والشعبية في مصر وفي العالم، كما يؤكد الدكتور محمد سيف الأستاذ بطب بيطري بني سويف، أنه كان معروفًا قبل تسجيل هذه الإصابات أن فيروس الإنفلونزا لا يصيب القطط، وأضاف أن التخوف حاليا من أن تحدث إصابات بمرض إنفلونزا الخنازير عن طريق القطط والكلاب. ويؤكد الدكتور حامد سماحة - رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة - أنه لا يوجد حصر دقيق لأعداد القطط والكلاب في مصر. الماعز..الإنفلونزا مرة أخري! أما الماعز فقد تصدرت المشهد في شهر ديسمبر الجاري مع ظهور حالات إصابة بين البشر والحيوانات بما يعرف بإنفلونزا الماعز في هولندا، لكن وزارة الزراعة أعلنت أن المرض لم يدخل مصر بعد، وقامت باتخاذ عدد من الإجراءات مثل الفحص الدوري لقطعان الماعز في المحافظات لمكافحة المرض حال دخوله مصر. وتقدر أعداد الماعز في مصر بنحو 1980992 رأسًا، وتحتل محافظة الشرقية المركز الأول من حيث وجود الماعز بها، حيث يوجد بها نحو 157068 رأسًا، في حين تحتل محافظة بورسعيد المركز الأخير حيث يوجد بها 1570 رأسًا فقط.
الطيور والدواجن.. تسببت في خسارة 7 مليارات جنيه.. ولسه! وتظل الطيور هي الأبرز كذلك منذ أول ظهور لمرض إنفلونزا الطيور في مصر في فبراير 2006، التي سجلت رقمًا قياسيا في مصر، فبعد مرور عام تقريبًا - وتحديدًا في فبراير 2007 - علي ظهور المرض بلغ عدد البؤر المصابة بالمرض نحو 1270 بؤرة، لتصل في 2009 إلي 3000 بؤرة مصابة بالمرض. وقد حمل الخبراء البيطريون الحكومة مسئولية انتشار مرض إنفلونزا الطيور في مصر، حيث أعلنت الحكومة مع ظهور المرض في شهر فبراير 2006، أنها مستعدة لمواجهته، لكن هذا الأمر لم يتحقق علي أرض الواقع، حيث لم تتبع الحكومة الطرق العلمية الموصي بها في التعامل مع الأمراض الوبائية، حيث لم تقم بتحصين الطيور بعقار جيد، حيث تم تحصين الطيور بعقار صيني ثبت فشله، فضلاً عن أن إعدام الطيور المصابة بالمرض لم يتم بالطرق الصحيحة المتعارف عليها دوليا، حيث كان يتم إعدام الطيور المصابة عن طريق جنود الأمن المركزي الذين كانوا يضربون الطيور المصابة بالعصي حتي الموت ثم ينقلونها إلي عربات الأمن المركزي تمهيدًا لدفنها في أماكن الدفن، وساعدت تلك الطريقة في انتشار المرض، حيث كانت الطيور المصابة والتي تم إعدامها بعصي جنود الأمن المركزي تسقط علي جانبي الطريق مما أدي إلي انتشار المرض. وقد كشفت دراسة أجراها معهد بحوث الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة، أن حجم الخسائر التي لحقت بقطاع الدواجن في مصر لا تقل عن 7 مليارات جنيه، حيث تم إعدام ما يقرب من 40 مليون دجاجة منذ ظهور المرض وحتي الآن. وتؤكد تقريرات وزارة الزراعة أن مصر بها ما يقرب من 175 مليون طائر منزلي تتوزع في منازل 7 ملايين أسرة ريفية وتشمل البط والأوز والدجاج والديوك الرومي، أما فيما يتعلق بالمزارع فتؤكد إحصائيات وزارة الزراعة أن عددها يبلغ نحو 25 ألف مزرعة تنتج سنويا نحو 700 مليون دجاجة، فضلاً عن 7 مليارات بيضة.