بعد فترة طويلة من الحديث عن السياسة والتعليم والأمن والذي منه، شعرت مثلما يشعر كل من يغرق في هذا، أنني بحاجة إلي فرصة للترويح عن النفس، وما أن قرأت عن مسرحية سكر هانم، التي تعرض علي مسرح الريحاني، وقرأت اسم مخرجها الأستاذ أشرف زكي، وعملاقيها عمر الحريري ولبني عبد العزيز، إلي جوار أسماء مثل أحمد رزق وأحمد السعدني، وطلعت زكريا، وروجينا، ومروة عبد المنعم وإدوارد، حتي توقًَّعت أنني سأقضي معها سهرة لطيفة، خاصة أن منتجها ومؤلفها أحمد الإبياري، أشار إلي أنها رؤية جديدة، لفيلم كنا نعشقه كثيراً في طفولتنا وحداثتنا وشبابنا، ومازلت أستمتع بمتابعته حتي الآن .... ولأن طبيعتي ملتزمة بعض الشيء، ولأن المسرح يقول : إن العرض يبدأ في العاشرة، فقد كنت هناك قبل العاشرة بربع الساعة، وانتظرت ... ولكن الانتظار طال، وطال، وطال، حتي بلغت الساعة الحادية عشرة، ولم يبدأ العرض بعد، وعندما فتحوا أبواب المسرح للجمهور، كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة بقليل، وكانت في انتظاري علي نحو شخصي مفاجأة جميلة، فقد حضر الصديق الفنان المبدع خالد صالح العرض، ومعه عدد من الفنانين، منهم سليمان عيد، والنجم الشاب، صاحب المستقبل اللامع والذي تربطني صداقة قديمة بوالده وبه، أحمد فلوكس، وكان لقاء جميلاً بيننا، جعلني أتصوًَّر أن حضورهم هو سر تأخر العرض، ولكن هذا لم يكن حتماً سر الخدمة السيئة، وحالة الفوضي في المسرح، التي جعلتني أترحم علي المرحوم عميد المسرح يوسف وهبي، وأزداد احتراماً لمسرح المبدع محمد صبحي. المهم أن العرض قد بدأ باستعراض كالمعتاد (ماعرفش ليه )، ثم بدأت أحداث المسرحية، لأكتشف أن أحمد الإبياري لم يكن دقيقاً في دعايته، فقد أشار إلي أنها رواية جديدة، لكنني لم أر إلا فيلماً تحوًَّل إلي مسرحية، تدار علي نحو تجاري بحت، يجعلك تعتقد أن النص المسرحي مجرًَّد ضيف شرف، لكننا في قعدة فرفشة، ولسنا في نص مسرحي، وهذه سمة صارت ناجحة تجارياً، وفاشلة بالطبع فنياً، وستجعلنا نربح الملايين لسنوات، ثم نخسر الريادة المسرحية والفن المسرحي لدهور .... وللحكاية بقية.