خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة ارتبط النجم الكبير «حسن يوسف» بتقديم المسلسلات الدينية.. دائماً لحسن يوسف مسلسل في رمضان ودائماً أيضاً كانت له شكوي بأن المسلسل لا يحظي باهتمام من قبل المسئولين علي وضع الخريطة الرمضانية وأنه يذاع إما والناس نائمة أو مشغولة بإعداد الإفطار أو بعد السحور وهم أيضاً نائمون لا أتذكر من بين كل هذه المسلسلات التي قدمها «حسن يوسف» سوي مسلسل «إمام الدعاة» الذي يتناول سيرة حياة الإمام «محمد متولي الشعراوي» استحوذ المسلسل علي احتفاء وترقب المشاهدين بداية من أغنية التتر التي كتبها «أيمن بهجت قمر» ولحنها «محمود طلعت» وغناها «محمد فؤاد» وهو يردد «آمين آمين.. آمين يا رب العالمين» كان المسلسل هو الأفضل لأنه يتناول أولاً شخصية كاريزمية مثل «الشعراوي» كما أن ارتباط «حسن يوسف» بالشعراوي في السنوات الأخيرة منح أداءه سحراً خاصاً.. لا أتذكر بعد ذلك سوي أن «حسن يوسف» كان يقدم مسلسلات فقيرة إنتاجياً وإبداعياً تتناول شخصيات مؤثرة في حياتنا الدينية ولكنها تمر مرور الكرام ولا يتذكرها أحد.. يبدو «حسن يوسف» وكأنه استسلم تماماً أمام إحساسه بتجاهل المسئولين لما يقدمه رغم أن هناك ترديا إبداعيا ملحوظا في هذه المسلسلات أكد «حسن يوسف» أنه سيتجه إلي المسلسلات الاجتماعية وحدد الشخصيات التي يتمني تقديمها وكلها تحمل ملامح إيجابية فأعادنا الفنان الكبير إلي المربع رقم واحد في الدراما عندما يعتقد البعض أن المطلوب للفنان الذي أصبح يطلق عليه ملتزم - والمقصود به المتدين - أن يقدم شخصيات إيجابية ونتجاهل تماماً أن العمل الفني حتي يكتمل فإن الأمر لا يخلو أبداً من شخصيات سلبية وأن الممثل المبدع الذي له موهبة بحجم «حسن يوسف» يستطيع أن يجيد توصيلها وفي النهاية فإن رسالة الفن ستظل تواجه الشر وتدعو للخير.. من الواضح أن «حسن يوسف» لا يزال يقف فكرياً عند حدود الشخصية الدرامية الإيجابية فإذا لم يكن العمل الفني دينياً فإنه يفضل فقط الأعمال الاجتماعية التي يؤدي هو فيها شخصية الطيب المعطاء الذي يحمل علي كتفيه كل مبادئ التقوي والفضيلة؟! أتذكر أن المخرج «إسماعيل عبد الحافظ» طلب قبل 10 سنوات من «حسن يوسف» أن يشارك «سميرة أحمد» في بطولة مسلسل «امرأة من زمن الحب» وهو الدور الذي أداه بعد ذلك «يوسف شعبان» واشترط «عبد الحافظ» أن يحلق «حسن يوسف» ذقنه التي لا تتلاءم مع الشخصية فكان رد «حسن يوسف» أوافق علي شرط واحد أن يحلق المخرج شنبه والغريب أن «عبد الحافظ» كان ولا يزال ليس لديه شنب!! أري في «حسن يوسف» مهما تقدم به العمر قدرة علي الأداء علي شرط واحد أن يمتلك المرونة اللازمة لتقبل كل الأدوار الخيرة منها والشريرة فإذا عاد «حسن يوسف» إلي هذه القناعة فلا شك أنه سوف يعود إلي مكانته التي صنعتها له أفلامه ومسلسلاته ومسرحياته.