الرئيس السوداني: أجرينا استطلاعاً سرياً كشف أن 30% فقط من سكان الجنوب يؤيدون الانفصال عن الخرطوم موظفو المفوضية ينقلون صناديق الانتخابات تبدأ اليوم الانتخابات السودانية لخوض أول انتخابات تعددية منذ ربع قرن في السودان أكبر بلد أفريقي خرج قبل خمس سنوات من حرب أهلية دامية ولا يزال يشهد حركة تمرد في دارفور، واضطرابات في الجنوب الذي يستعد لتقرير مصيره بشأن الوحدة أو الانفصال مطلع 2011. وأكدت المفوضية القومية للانتخابات إنهاء الاستعداد في أغلب أنحاء البلاد التي تبلغ مساحتها مليونين و500 ألف كلم مربع، ليتمكن نحو 16 مليون ناخب مسجلين من الإدلاء بأصواتهم من الأحد إلي الثلاثاء لاختيار الرئيس والبرلمان الوطني ومجالس الولايات. ولكن المفوضية كانت ولا تزال توزع أمس بطاقات الاقتراع إلي مختلف المناطق في بلد مترامي الأطراف. من جهته، أكد الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة أن 30% فقط من سكان جنوب السودان يؤيدون الانفصال عن الشمال، في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية قبل الانتخابات التي تبدأ اليوم. وقال البشير في مقابلة مع قناة «الشروق» التليفزيونية السودانية الخاصة «أجرينا استطلاعاً سرياً أعطانا نتيجة أن 40% من المواطنين الجنوبيين مع الوحدة، 30% مع الانفصال، و30% لم يحددوا موقفهم بعد». وأضاف «لذلك برنامجنا القادم هو الوحدة وسندفع بعدد من القيادات إلي جنوب السودان وسأقود هذه الحملة بنفسي». واعتبر الرئيس السوداني أن «وحدة السودان هي أول تحدٍ سيقابلنا». من جهته، قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي تشرف مؤسسته علي الانتخابات، إنه يتوقع أن تسير الأمور علي ما يرام. وقال كارتر بعد وصوله إلي السودان، «لا نري سبباً يدعو إلي القلق ماعدا بالنسبة إلي بعض المحطات النائية. المواد الانتخابية قد تصلها متأخرة بعض الشيء، ولكن لديهم ثلاثة أيام علي الأقل للإدلاء بأصواتهم». وغذت المخاوف بشأن الاستعدادات اللوجستية الجدال في السودان بشأن تأجيل الانتخابات. وانتقدت بعض أحزاب المعارضة خصوصاً قيام مفوضية الانتخابات بطبع بطاقات الاقتراع للانتخابات الرئاسية في مطابع حكومية بدلاً من أن يعهد بها لشركة سلوفاكية تم اختيارها في وقت سابق. وأنهت الأحزاب السودانية والمرشحون للرئاسة الجمعة حملاتهم الانتخابية، وعلي رأسهم الرئيس عمر البشير الساعي إلي تأكيد شرعيته فيما يسعي حزبه للحفاظ علي الغالبية في المجلس الوطني. وتشكل الانتخابات ورقة مهمة بالنسبة للبشير لتأكيد شرعيته في وجه الغرب والمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور قبل سنة. وبدت شوارع الخرطوم أمس خالية وتساور مواطني الخرطوم مخاوف من اندلاع أعمال عنف أو توترات أمنية بالسودان، وقالت مصادر ل «الدستور» إن آلاف من المواطنين غادروا الخرطوم أمس تخوفًا من مآلات الانتخابات وارتفعت أسعار تذاكر السفر والطيران وبدأت تباع في الأسواق السوداء بثلاثة أضعاف أثمانها بحسب شهود عيان نظرًا للإقبال الكبير عليها. من ناحية أخري أكدت الشرطة السودانية هدوء الأحوال الأمنية بجميع أرجاء البلاد، كما بثت المفوضية العليا للانتخابات تطمينات للمواطنين بإحكام القبضة الأمنية علي ربوع العاصمة، كما حذر والي الخرطوم في تصريحات صحفية من الشائعات التي انتشرت في الخرطوم بحظر التجوال نافيًا هذه الأحاديث، لافتًا إلي البلاغ عن أي حالة إفلات عبر الرقم 999، كما تبدأ الشرطة حالة الاستنفار الأمني وتقوم بنشر أعداد كبيرة من رجال الشرطة والأمن في جميع شوارع العاصمة بلغ عددها مائة ألف شرطي لتأمين أجواء الانتخابات.