الكل يسأل خصوصًا بعد الأداء الفاشل لمحمد مرسى فى الرئاسة وإدارة البلاد.
فرغم مرور 10 أشهُر على وجوده فى الرئاسة لم يفعل شيئا فى كل القضايا، بل يزيد الانقسام بين الشعب مما يهدِّد بحرب أهلية فعلا، فهو أصبح رئيسا لأهله وعشيرته، بل قل فقط هو مندوب مكتب الإرشاد فى الرئاسة، لأن الرجل لا حول له ولا قوة، ينفذ أوامر مكتب الإرشاد.
ولم يستطع محمد مرسى الخروج عن طوع قياداته فى مكتب الإرشاد، فقد أقسم على السمع والطاعة ومنح بيعته لمرشده.
ومن ثم فالرجل ملتزم بالبيعة وبالسمع والطاعة.
وقد حاول من قبل التملص من السمع والطاعة عندما قال لقياداته فى الإخوان إنه يرى من نافذة قصر الرئاسة ما لا يرونه من نافذة مقر مكتب الإرشاد فى المقطم ليتركوه فى حاله ليصبح رئيسا حقيقيا، إلا أنهم ذكّروه أنهم يرون أكثر منه رغم ذلك وعليه الاستمرار فى ما يفعله وستأتيه كل القرارات وعليه تنفيذها.
ووصل به الأمر إلى طلب إعفائه من هذا المنصب لأنه كبير عليه ولا يستطيع أن يجد حلولا للمشكلات والقضايا الكبرى التى لا يستوعبها حتى الآن، إلا أنهم ذكّروه أنه لن يمكنه ذلك.
وذكّروه أيضا أن الجماعة صرفت عليه 650 مليون جنيه فى الانتخابات الرئاسية للاستثمار فى منصب الرئيس، ومن ثَم فلا بد من الحصول على أرباح هذا الاستثمار.
وطلبوا منه أن لا يعود إلى ذلك أبدًا حتى يتم الحصول على الأرباح، وقد بدؤوا فعلا فى حينها.
فها هم الإخوان يسيرون على نفس سياسة النظام السابق فى الاعتماد على الأهل والعشيرة وأهل الثقة.
وها هو رجل أعماله حسن مالك يمارس نفس الدور الذى كان يمارسه أحمد عز.
ويجرى تعيين أفراد الإخوان وأقاربهم وأصهارهم فى مناصب الدولة، وليس مهمًّا الخبرة أو الكفاءة، وإنما المعيار فقط انتماؤه الإخوانى، والسمع الطاعة لقيادته.
ولعل تعيين أحمد فهمى صهر محمد مرسى فى رئاسة مجلس الشورى الباطل من أجل المكافآت والنفوذ والحراسات رغم عدم كفاءته.
وهناك الحديث عن مكاتب سمسرة وتخليص يقوم بها أفراد من الإخوان والحصول على أموال مقابل ذلك.
كل ذلك يجرى دون أى شفافية.
فماذا يفعل مرسى فى الرئاسة بعد كل ذلك؟ ولماذا يحرص على البقاء، اللهم إلا مستمتعا بالقصور الفخمة وبطائرة الرئاسة وتوظيف أبنائه وأقاربه واستقبالهم فى القصور؟
أما شؤون البلاد فليس له علاقة بها..
وهو أمر مكشوف الآن للجميع.
وقد كشفه وفضحه بعض المستشارين الملاكى الذى حاول بهم مرسى تجميل وجهه بعد أن وصل مندوبًا للإخوان إلى قصر الرئاسة.
فقد كشفوا أنهم لا علاقة لهم بأى قرارات يتخذها محمد مرسى وأنه لا يستشيرهم إطلاقا..
فضلا عن الكذب والتضليل الذى يمارَس فى قصر الرئاسة.. وأنهم ليسوا إلا ديكورا لمحمد مرسى.. فانفضوا من حوله.. وحتى من كان ضمن فريق ترزية القوانين والقرارات وأحد المحرضين على عدم احترام القضاء وأحكامه بدءا من قراره بعودة مجلس الشعب المنحلّ إلى الإعلان الدستورى المستبد ها هو يتركه..
ويبقى معه أهل السمع والطاعة الأصليون الذين يتخذون تعليماتهم من مكتب الإرشاد.
لقد بات محمد مرسى مفضوحا.. وبان كذبه وتضليله.. وبان عجزه وفشله..
ومع هذا لن يترك منصبه حتى بعد أن سقطت شرعيته.
وسيظل متمسكًا بمندوبيَّة قصر الرئاسة.
وستتسمك به جماعة الإخوان ومكتب إرشادها مندوبًا فى الرئاسة.
فإن محمد مرسى هو استثمار الجماعة وقيادتها وأعضائها، ولا بد أن يظل حتى جنْى الأرباح، وقد بدؤوا فى جَنْيِها. لكنهم يريدون المزيد.
بئس محمد مرسى الذى يرضى أن يكون فى قصر الرئاسة ولا يحكم.