ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، أن تنامي الأدلة حول استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين، يؤكد أن الرئيس بشار الأسد يتحدى بذلك كلا من الولاياتالمتحدةوروسيا، والتي تعد أقرب الحلفاء الدوليين له. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني أن إعلان إسرائيل أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية ضد المدنيين يقدم فرصة أمام الولاياتالمتحدةوروسيا لأن يتعاونا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت إن "قيام الأسد باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه يؤكد أنه تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي، فضلا عن أنه يؤكد أيضا أن الأسد ضرب بذلك التحذيرات الروسية في هذا الشأن عرض الحائط".
وأضافت أن التحذير الروسي للأسد إزاء استخدام الأسلحة الكيماوية جاء على لسان فيتالي نومكين، مدير معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم والخبير الروسي في شئون الشرق الأوسط، ردا على سؤال وجه إليه بأحد المؤتمرات الأمنية، التي أجريت في إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن "الوضع الراهن بسوريا ينبغي أن يقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأن الوقت قد حان للتخلى عن دعم الأسد والسعي من أجل تفعيل مرحلة انتقال سياسي في سوريا"، ورأت أن اليأس يبدو أنه تسلل بالكامل إلى نفس الأسد حتى أنه تجاهل جميع التحذيرات الدولية إزاء استخدام الأسلحة الكيماوية.
وأشارت إلى أن توحد آراء واشنطن وموسكو حول ضرورة الابتعاد عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا جاء في شهر فبراير الماضي، عندما اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائب الرئيس الأمريكي جو بيدن على هامش إحدى المؤتمرات الأمنية في مدينة ميونخ الألمانية.
كانت روسيا قد أعلنت آنذاك في ميونخ أن هناك مزاعم واتهامات متبادلة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية من كلا الطرفين بالأزمة السورية (الحكومة والمعارضة) ودعت إلى فتح تحقيق أممي حول هذه القضية، في حين دعا لافروف يوم أمس في بروكسل إلى ضرورة أن يركز المحققون حول تقارير بعينها أكثر من مجرد فتح تحقيق موسع.
يذكر أن رئيس قسم الأبحاث بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إيتاى بارون قد قال يوم أمس إنه "على حد فهمنا استخدم النظام السورى أسلحة كيماوية فتاكة فى عدد من الحوادث وكانت على الأرجح غاز السارين القاتل".
واختتمت "واشنطن بوست" تقريرها بذكر أنه قد حان الوقت لروسيا، لأن تنضم إلى الجهود الدولية الرامية إلى إزاحة الأسد عن سدة الحكم، إذ أن الوضع الراهن بسوريا يقدم فرصة حقيقية، إذا ما تحلى الزعماء الدوليون بالشجاعة الكافية لاغتنامها.