اتفق عدد من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين، على أن تصريحات جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، بأن الخلافات بين التوجهات الأمريكية والإخوان المسلمين لإدارة الشأن الداخلى المصرى، تؤكد خيبة أمل أمريكا فى إدارة الإخوان للبلاد، لكنها لن تصل إلى حد الصدام. مدير مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق الدكتور عبد المنعم سعيد، قال إن كلام جون طبيعى ومنطقى، ولا يمكن اعتبار نقده لسياسة الإخوان نذيرا بصدام مع حكم الإخوان. «تحليل واقعى جدا جدا يعكس خيبة أمل الإدارة الأمريكية فى إدارة حكم الإخوان لمصر، ويعكس قلق الولاياتالمتحدة على الأوضاع فى مصر وحماية مصالحها فى المنطقة» هكذا جاء تعليق الباحث السياسى بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتجية الدكتور حسن أبو طالب، حول ما ذكره وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بأن الوضع فى مصر أصبح صعبا جدا جدا. أبو طالب أشار إلى أن سعى «الإخوان المسلمين» إلى الاستيلاء على الدولة وإقصائها لكل القوى السياسية الأخرى والانفراد الدائم بالسلطة، كل هذا أدى إلى تغيير صورة الإخوان لدى الداخل والخارج، ليؤكد الجميع فشل إدارة الإخوان لمصر بعد ثورة يناي.
من جانبه أكد الدكتور محمد قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجة قال: «إن الجانب الأمريكى اعتقد فى البداية أن الإخوان يحظون بقاعدة شعبية وهو ما قد يؤدى إلى نوع من الاستقرار، وهو ما جعل وجود قناعة أمريكية بأن الشكل الإخوانى ممكن أن يحكم مصر بشكل مطمئن، وإن ارتكبوا بعض الأخطاء، ولكن الرؤية اختلفت لأن النتيجة جاءت بعيدة عن توقعاتهم.
وعن الشروط التى وضعها كيرى لتقديم مساعدة اقتصادية ودعم مالى أكبر إلى مصر، فأكد قدرى أنه يتحدث عن قواعد عالمية على الدول أن تلتزم بها إذا أرادت هذه المساعدات، لأن عدم الالتزام بهذه القواعد سيجعل من هذه المساعدات مجرد دعم مالى لا فائدة منه. الخبير العسكرى اللواء حسام سويلم، قال إن سياسيات المؤسسة العسكرية والتعاون مع الإدارة الأمريكية لم تتغير سواء فى الماضى أو الحاضر ولن تتغير فى المستقبل. مضيفا أن المؤسسة العسكرية فى مصر تحافظ على تماسكها رغم كل ما تمر به البلاد. مضيفًا أن تصورات الإدارة الأمريكية عن المؤسسة العسكرية فى مصر لم تتغير، ولكنها تغيرت فقط فى نظرتهم إلى حكم الإخوان.
مضيفا أن كيرى صادق فى ما قاله حول فشل الإخوان فى تحقيق الاستقرار لمصر، وأن كيرى تحدث لتحقيق المصلحة الأمريكية، وهذه المصلحة تتحقق مع استقرار الأوضاع فى مصر.