لم يكتفِ الإخوان منذ توليهم السلطة بالتعدّى على القضاء.. والاتفاف حول أحكامه.. لأنه يصدر أحكامًا لا يرضون عنها.. ودعكم مما يدّعونه من ثورية الآن للتخلص من قضاء كشف تضليلهم وكذبهم، وجماعة استقلال القضاء التى خدعت الناس باستقلال القضاء.. فإذا بهم جماعة استغلال القضاء وخدم للسلطة الجديدة، بعد أن شاركوا فى تقاسم تورتة الثورة ومن أجل المصالح الخاصة.. والمناصب والنفوذ.. والأموال «!!».
ويأتى الإخوان الآن ليتحدّثوا عن محاكمة ومحاسبة كل مَن تسبّب فى قتل الثوار ورموز النظام السابق الذين أفسدوا الحياة السياسية.
فأين كنتم يا أيها الإخوان عندما ذهب شباب الثورة إليكم فى مجلس شعب الكتاتنى المنحل، وقدّموا عريضة بمطالب الثوار الأصليين، وكان على رأسها: - تطهير كل مؤسسات الدولة من الفاسدين. - محاكمة سياسية لرموز النظام السابق على إفسادهم الحياة السياسية. - وضع خريطة طريق لاسترداد الأموال المنهوبة. - إعادة هيكلة وزارة الداخلية التى كانت أحد الأسباب الرئيسية فى قيام الثورة. لكن ماذا فعل الإخوان؟ منعوا الثوار من وصول رسالتهم إلى مجلس الكتاتنى.. وأتوا بميليشياتهم لمنعهم من الوصول إلى مجلس الشعب.. ولم يفعل الكتاتنى وإخوانه والمؤلفة قلوبهم من شخصيات كان يظن الناس أنها ثورية فإذا بها تحالفت مع الإخوان لتكون مقدمة لهم فى عملياتهم «القذرة»، وتخليص بعض الأمور فى مقابل المناصب والأموال!! ولم يستجب مجلس شعب الكتاتنى وإخوانه وقتها بإصدار تشريعات تتيح محاكمة رموز النظام السابق سياسيًّا.. فلم تكن لديه تعليمات من قياداته بهذا.. وإنما كانت لديهم أجندة خاصة كان على رأسها تبديد الثورة وإجهاضها بالاتفاق مع جنرالات المجلس العسكرى الذى تبنّاهم.. ومع قوى خارجية.. تتكشّف مخططاتها فى هذه الأيام.. فقد كانوا يخدعون الناس ويضللونهم.. ويكذبون عليهم.. ويعملون على إجهاض الثورة.
.. فقد كان كل مخططاتهم هو الدستور.. ومن ثَم حاربوا بالكذب والتضليل والخداع من أجل تشكيل جمعية تأسيسية حتى ولو بالباطل، ليضمنوا دستورًا طائفيًّا لخدمة جماعة ومن معها.. وليس دستورًا توافقيًّا كان على قمة مطالب الثورة.. فماذا فعل الإخوان فى أهداف الثورة؟
لقد استخدموها من أجل مصالحهم بعد أن استطاعوا السطو على الثورة بالتضليل والخداع.. وهم لم يكونوا ثوارًا ولا دعاة ثورة، وإنما انتهازيون. .. والآن يتكلّمون عن تطهير القضاء.. ومحاسبة الفاسدين من النظام السابق!! ويستمرون فى الكذب والتضليل والخداع.. فماذا عن الفساد السياسى الآن الذى تمارسه جماعة الإخوان ومندوبهم فى قصر الرئاسة.
.. أليس فى ما يفعله الآن مرسى.. فساد سياسى؟! أليس فى ما يفعله هشام قنديل فساد سياسى؟! أليس فى تدخّل المقطم من خلال مكتب الإشاد.. فساد سياسى؟! أليس فى الاعتداء على القضاء فساد سياسى؟! أليس فى الإصرار على النائب العام الخاص.. فساد سياسى؟
أليس فى الفشل فى إدارة البلاد.. وإدخال البلاد فى أزمات طاحنة ما كان يجب أن تدخل فيها فساد سياسى؟! أليس فى تحويل الشرطة من خدمة الشعب إلى ميليشيات لصالح الإخوان فساد سياسى؟! وحدّث ولا حرج عن شبكة العائلات الإخوانية التى توظّفت وحصلت على مناصب مهمة دون أى خبرة.. وهو ما ينعكس على الأداء العام للأجهزة والمؤسسات.. أليس فى ذلك فساد سياسى؟! وحدّث أيضًا عن سيطرة بعض الشخصيات والقيادات الإخوانية وتابعهيم من المؤلفة قلوبهم فى تخليص بعض أمور البزنس مع رموز النظام السابق والمحظوظين الجدد من رجال حسن مالك وأتباعه وقياداته.. أليس هذا فسادًا يجب تطهيره أيضًا؟!
وبعد ذلك.. أليس فى الدستور الطائفى الذى تم فرضه بالإجبار وباستفتاء مزيّف فساد سياسى؟! وأليس فى القوانين والتشريعات الفاسدة التى تخرج الآن من مجلس شورى صهر محمد مرسى فساد سياسى؟! أليس فى وجود أحمد فهمى نفسه على رأس مجلس باطل.. فساد سياسى؟! وهناك الكثير الذى تمارسه جماعة المقطم من فساد سياسى.. يجب التطهير منه..
فلمن التطهير.. للقضاء أم للإخوان؟! الشعب يريد الخلاص.