بلاغ أمام النائب العام ضد إدارة السجن.. ومعتقلون: الزنازين لا تصلح لاحتجاز الآدميين والإهمال يصل إلي حد غرق النزلاء في برك الصرف الصحي والأمراض منتشرة بشكل كبير كشف عدد من التقارير الحقوقية عن مخالفات داخل سجن برج العرب الذي يقع علي مشارف محافظة الإسكندرية. من جانبه أكد م. جمال إمام عضو لجنة مناصرة القضية الفلسطينية والمعتقل حالياً بسجن برج العرب علي خلفية تنظيم مظاهرات مناصرة للمسجد الأقصي ل«الدستور» أن السجن يقع بمنطقة نائية منخفضة عن مستوي سطح البحر وهو ما يجعل الحالة الصحية للنزلاء سواء في الصيف أو الشتاء في تدهور مستمر، خاصة أن الزنازين سيئة التهوية وسيئة الإضاءة وهو ما يؤدي إلي انتشار عدد من الأمراض المزمنة بين السجناء أشهرها الأمراض الصدرية. وأضاف: هناك مشاكل دائماً ما تواجه النزلاء سواء السياسيين أو الجنائيين أهمها أنه سجن مغلق ليس مسموحاً فيه بالتحرك بحرية إذ يجري حبس السجناء داخل الزنازين والعنابر معظم أوقات اليوم وهو ما يعتبر سجناً داخل السجن، فضلاً عن تدني مستوي المرافق والخدمات، وهو ما يظهر بقوة في حالة تعطل ماكينات الرفع الخاصة بمواسير الصرف الصحي، حيث إن العنابر والزنازين منخفضة عن سطح الأرض وهو ما يؤدي إلي تحول العنابر إلي برك من الصرف الصحي في حالة تعطل مواتير الرفع. وكشف تقرير صادر عن مركز ضحايا لحقوق الإنسان حصلت «الدستور» علي نسخة منه أن سجن برج العرب ينقسم إلي خمس مجموعات، فضلاً عن زنازين الانفرادي ثم غرف الإعدام، وأشار التقرير إلي أن كل مجموعة داخل السجن مكونة من 5 عنابر وكل عنبر مقسم إلي 18 زنزانة، ويتم تقسيم كل عنبر إلي 4 أقسام بحيث تعزل كل 5 أو 6 زنازين عن الزنازين الأخري. ورصد التقرير أن القوام الرسمي للسجن 8 آلاف سجين، إلا أن الدفاتر الرسمية سجلت ارتفاع كثافة المساجين إلي 22 ألفاً، فضلاً عن ارتفاع عدد السجناء إلي 16 داخل الزنزانة الواحدة. ولفت خميس جابر القيادي بتجمع «مهندسون ضد الحراسة» الذي سبق اعتقاله عام 2008 إلي أن السجن تنتشر فيه أمراض متعددة منها الجرب والدرن والأمراض الصدرية والروماتيزم وفيروس «سي» الكبدي والأمراض المعوية والرمد. وكشف «جابر» عن إن إدارة السجن تقوم بفتح الزنازين لمدة 6 ساعات فقط يومياً من الساعة 8 صباحاً إلي الساعة 2 ظهراً، مشيراً إلي أن إدارة السجن تقوم بجمع المعتقلين السياسيين في المجموعة «ه» لفصلهم عن النزلاء الجنائيين. وانتقد «جابر» عدم وجود الحد الأدني من الرعاية الصحية، مشيراً إلي أن مستشفي السجن به جميع الأقسام لكنها غير مفعلة الأمر الذي يضطر الإدارة إلي الخروج بالمرضي إلي المستشفي العام وهو ما يعرض حياة عدد منهم للموت في حال تأخر إسعافهم، كما أن مستشفي السجن يفتقر للأدوية ولا يوجد به سوي مسكنات غير معلومة حتي للأطباء من النزلاء والمعتقلين. جدير بالذكر أن مركز «سواسية» لحقوق الإنسان كان قد تقدم ببلاغ للنائب العام ضد إدارة سجن برج العرب لسوء التعامل مع النزلاء والأهالي وهو ما تبعه قيام رئيس نيابة برج العرب بعمل تفتيش مفاجئ علي إدارة السجن للوقوف علي الاتهامات التي تضمنها البلاغ، وأكد عبدالمنعم عبدالمقصود عضو مجلس إدارة المركز أن نتائج التفتيش وتحقيقات النيابة ستتضح خلال أيام.