تسود حالة من الاحتقان بين أكثر من 150 معتقلا سيناويا بسجن الغربانيات في برج العرب بسبب تدهور أوضاعهم داخل السجن وطول فترة اعتقالهم رغم حصولهم علي عشرات الأحكام القضائية بإخلاء سبيلهم. وقال المعتقلون في رسالة إلي ذويهم إنهم يعانون من المعاملة القاسية التي تنتهك آدميتهم وتعنت إدارة السجن في منحهم حقوقهم الأساسية التي تكفلها لوائح السجون. وأكد المعتقلون في رسالتهم أنهم يعانون سوء المعاملة من جانب إدارة السجن والمخبرين متمثلة في التهديد الدائم بالعزل في غرفة الحبس الانفرادي فضلاً عن التهديد بالضرب والتعرض للتعذيب، بالإضافة إلي تدني الخدمات داخل السجن من حيث الأطعمة ونظافة الزنازين ومساحاتها ودورات المياه، مشيرين إلي أن الزنازين تحتوي علي عدد كبير من المعتقلين كما يوجد داخلها دورة مياه صغيرة مفتوحة دون باب، وانعدام فتحات للتهوية الجيدة ما يؤدي إلي إصابتهم بأمراض صدرية مختلفة، فضلاً عن تدني مستوي النظافة وانتشار الأمراض الجلدية والحشرات. وكشف المعتقلون أن إدارة السجن تتعنت معهم عند طلب الخروج يومياً للتعريض في ساحة السجن، حيث يسيطر علي خروج المساجين مسئولو العنابر والزنازين إذ يتم حرمانهم من الخروج من الزنزانة والتعرض لأشعة الشمس بتعليمات إدارة السجن، وأشار المعتقلون علي خلفية سياسية إلي عدم وجود رعاية صحية كافية بالسجن، وأكدوا أن بينهم عددًا من المرضي بأمراض مختلفة لا يوجد لها علاج داخل السجن، مما أدي إلي تدهور حالتهم الصحية يوماً بعد يوم. وانتقد المعتقلون مصادرة إدارة السجن لحقهم في رفع مذكرات إلي وزارة الداخلية للتظلم من عدم إخلاء سبيلهم رغم حصولهم علي عدة أحكام بإخلاء السبيل من المحاكم المختلفة. كما استنكر المعتقلون ما وصفوه بتعنت إدارة السجن في الموافقة علي الزيارات التي تنظمها لوائح السجن مرة أسبوعيا في حين تمنع إدارة السجن عددا كبيرا منهم من الزيارة لمدد تزيد علي الشهر. وطالب المعتقلون في رسالتهم بإخلاء سبيلهم وفقاً لأحكام القضاء وتعديلات قانون الطوارئ التي حصرت تطبيقه في حالات الإرهاب وتجارة المخدرات، مشيرين إلي أن المحاكم المختلفة أثبتت براءتهم من تهمة القيام بأعمال إرهابية، كما أنه لم يثبت علي أي منهم الاتجار في المخدرات. وتقول زينب العدوي - زوجة أحد المعتقلين - أزواجنا تم القبض عليهم في أوقات مختلفة بعد سلسلة التفجيرات التي تمت في سيناء منذ عدة سنوات ورغم حصولنا علي عشرات الأحكام القضائية بإخلاء سبيلهم وثبوت براءتهم من المشاركة في أي أعمال عنف أو تفجير إلا أن وزارة الداخلية تتعنت في الإفراج عنهم. وأضافت: نعاني دائماً من عدم السماح لنا بزيارتهم في المواعيد المحددة بشكل أسبوعي، فضلاً عن تعرضنا للتفتيش بشكل غير إنساني حيث تقوم السجانات ببرج العرب بتفتيشنا ذاتياً بشكل مهين، فضلاً عن التعنت في الكثير من الأحيان في قبول دخول الأطعمة والملابس. بينما تقول عائشة عنان - زوجة أحد المعتقلين - وهي تبكي: أزواجنا يتعرضون لأشكال من الإهانات داخل السجن ويتم التنكيل بهم فقط لأنهم رفضوا معاملة الشرطة لأهالينا في سيناء معاملة غير أخلاقية واقتحام منازلنا والتطاول علي النساء. وأضافت: أزواجنا ليسوا إرهابيين وليسوا تجار مخدرات، فنحن مواطنون مصريون ولن نستطيع تحمل استمرار معاملتنا بهذا الشكل المهين لوقت أكثر من ذلك. وتساءلت «عائشة»: حصلنا علي الكثير من الأحكام القضائية بإخلاء سبيل المعتقلين فهل تريد وزارة الداخلية أن نلجأ إلي الأممالمتحدة حتي تفرج عنهم. من جانبه استنكر هيثم أبو خليل - نائب رئيس مجلس إدارة مركز ضحايا لحقوق الإنسان - سوء حالة المعتقلين السيناويين بسجن برج العرب، مشيراً إلي أن التعامل غير الإنساني مع المعتقلين داخل السجن يخالف مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وقعت عليه مصر، لافتاً إلي أن المركز بصدد تقديم مذكرة إلي منظمة الكرامة الدولية لحقوق الإنسان لتقديم بلاغ إلي الأممالمتحدة ضد وزارة الداخلية المصرية حول تدهور حالة المعتقلين السياسيين في هذا السجن. وأكد أن المركز سيتبني حملة داخل مصر للمطالبة بإشراف وزارة العدل علي السجون ووقف جميع الصلاحيات التي يتيحها القانون لوزارة الداخلية للضغط علي السجناء لتغيير آرائهم أو لإجبارهم علي الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها. في السياق نفسه أكد خلف بيومي - مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان - أن المركز سيقوم بتحريك عدة دعاوي قضائية ضد وزير الداخلية لإلزامه بتنفيذ أحكام القضاء بإخلاء سبيل معتقلي سيناء بسجن برج العرب. وقال: وزارة الداخلية تتعمد إهدار أحكام القضاء وعدم تنفيذها وتمعن في إذلال المعتقلين، وهو ما يعاقب عليه بالحبس والعزل من الوظيفة العامة مضيفًا: سنظل نلاحقه بالأحكام القضائية والضغط عليه للإفراج عن المعتقلين وتحسين أوضاعهم داخل السجون.