أبو حلبية: الدول العربية عارضت مصادرة إسرائيل للأراضي عام 1976 لكنّها لم تقدّم للقضية أي جديد "كما تفعل اليوم"
قال المؤرخ الفلسطيني حسن أبو حلبية، إن أحداث يوم الأرض بدأت "فعليًا" قبل شهر من يوم 30 مارس 1976، وذلك بعد قيام إسرائيل ب"مهاجمة" الأراضي الفلسطينية في منطقة الجليل والقرى المجاورة منها، خاصةً قرية "عرابة". وأوضح أبو حلبية الذي يعمل أيضًا رئيسًا لقسم السياحة في وزارة السياحة والآثار بقطاع غزة أن إسرائيل "ركزت" على منطقة الجليل في مصادرة الأراضي، وذلك لأنها من أكثر المناطق الفلسطينية الخصبة، بحيث أنشأت عليها الكثير من المشاريع "الصهيونية" و"الاستيطانية". وعن بداية دخول إسرائيل لمدينة الجليل وقرية "عرابة"، قال أبو حلبية: "في الأول من مارس عام 1976، دخلت إسرائيل قرية عرابة رسمياً بعد قرار إسرائيل بمصادرة أراضيها". وأصدر قائد لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية حينها ما يُعرف بوثيقة (كيننغ) في 1 مارس 1976، والتي تقترح تهويد منطقة الجليل والقرى المجاورة، وفرض الضرائب على الفلسطينيين، وتقليص فرص العمل المقدمة لهم. وأضاف: "في أواخر مارس استمرت الهجمة الإسرائيلية في مصادرة الأراضي، واستشهد 6 فلسطينيين خلال اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمواطنين الفلسطينيين أثناء الدفاع عن أراضيهم، وانتشرت أحداث المصادرة إلى الأراضي والقرى المجاورة، وضمت إليها أراضي عام (1948)". وذكر أن الفلسطينيين واجهوا هذه الهجمة "الإسرائيلية" بمظاهرات عديدة، وانتفض الفلسطينيون بعد انتشار خبر استشهاد الفلسطينيين الستة. وأشار أبو حلبية إلى أن الأراضي الفلسطينية شهدت إضراباً عاماً استمر لمدة "أسبوع" كامل، احتجاجاً على المصادرة الإسرائيلية وقتل الفلسطينيين. ونوه إلى أن هذا الإضراب يُعدّ الأول من نوعه بعد عام 1936 حيث أضرب الفلسطينينون لمدة 6 أشهر بعد قيام الجيش البريطاني - في ذلك الوقت - بمصادرة الأراضي الفلسطينية وتمليكها ل"الإسرائيليين". ولفت أبو حلبية إلى أن الكثير من الدول العربية عارضت مشاريع مصادرة إسرائيل للأراضي عام 1976، لكنّها لم تقدّم للقضية أي جديد "كما تفعل اليوم". وقال المؤرخ الفلسطيني: "يحيي الفلسطينيون في كافة مناطق تواجدهم، في الداخل والشتات، ذكرى يوم الأرض، بفعاليات ومسيرات، وتعتبر هذه الذكرى رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني، كونها تعبّر عن محور الصراع مع إسرائيل المتمثل بالأرض". ويحيي الفلسطينيون، اليوم السبت، 30 مارس، ذكرى "يوم الأرض"، التي ترجع لأحداث وقعت في عام 1976م بعد إقدام الحكومة الإسرائيلية على مصادرة مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. ومنذ ذلك الوقت، يحيي الفلسطينيون في كافة مناطق تواجدهم، هذه الذكرى بفعاليات ومسيرات، ويعتبرونها رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني، كونها تعبّر عن محور الصراع مع إسرائيل المتمثل ب"الأرض". وتعود جذور الأحداث إلى ما يعرف إعلاميًّا باسم ب"نكبة فلسطين" عام 1948، وتأسيس دولة إسرائيل على أنقاضها، حيث بقي داخل حدود فلسطين التاريخية قرابة 156 ألف فلسطيني، لم تستطع القوات الإسرائيلية إجبارهم على الرحيل، كبقية اللاجئين الفلسطينيين، وتم منحهم الجنسية الإسرائيلية. لكن السلطات الإسرائيلية دأبت على مصادرة أراضيهم، وقراهم، والتضييق عليهم بهدف دفعهم لمغادرة البلاد. وفي عام 1976 صادرت الحكومة الإسرائيلية مساحات كبيرة من أراضي هؤلاء العرب الأقلية، الواقعة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في منطقة الجليل (شمال إسرائيل).