لا لا ... أرجوكم لندع السخرية جانباً فقد تحولت المسأله من الكوميديا الي المسخره السياسيه وأصبح أسم مصر سيره علي كل لسان تستعيض عنها الصحف العالميه بديلاً عن رسومات الكاريكاتير .. أشبعونا صراخاً وعويلاً عن تهمه إهانة الرئيس وإهانة الرمز ولكن آن الاوان أن نسأل متي يتوقف الرئيس عن إهانه الرئيس ؟ متي يتوقف عن إهانه المنصب وإهانه الرمز الذي كرامته من كرامه مصر التي يمثلها ؟ متي يدرك أنه من الخير له أن يصمت حتي لا يزيدنا تشهيراً وسخريه تجعل العالم يرمينا بإتهامٍ لا دفاع عنه بأنه الرئيس المصري المنتخب من شعب مصر ؟ .. ولكن ما أن أفكر قليلاً حتي أدرك مدي غباء السؤال الذي أطرحه ومدي الظلم الذي أتهمه به .. فالسيد الرئيس لن يتوقف عن تلك الإهانات المتتالية لمنصب رئيس الجمهورية في أي مناسبه أو حوار محلي او دولي .. ويجب أن نعترف ونسلم بالامر الواقع أن ما يخرج من شفتيه هو أقصي قدراته وأقصي ثقافته .وأقصي ما لديه من لياقه . هو لم يكن عامداً أبداً حين تحركت يداه الي موضع حساس في اللقاء الذي تندرت به وكالات الانباء والمحطات الفضائيه الدوليه فهذه حركه عفويه يقوم بها بعض الصنايعيه وبعض الناس في الشارع دون تحفظ والذين لم يأخذوا حظهم من تعاليم اللياقه . وهي الحركه التي جعلت هيئه المراسم البريطانيه الملكيه تعلن إلغاء زياره مرسي للملكه البريطانيه وأعلنت بكل وضوح " أن البروتوكول الملكي شديد الصرامه ولا يسمح بأي إحتمال للخروج عليه عن طريق الخطأ " وفين قفاكي يا مصر " تراااااخ " لم يكن مُتعمِداً أبداً أن يكرر النظر لساعته في لقاء ميركل فثقافة البسطاء تدفع كل من إشتري ساعة جديدة أن يكرر النظر إليها بتعمد مفتعل أمام الناس خاصه وإن كانت من النوع الذي لم يعتاده من قبل .. كما تترسخ في تلك الثقافه أن النظر المتكرر الي الساعة يوحي بأن صاحبها رجل مهم ومشغول ووقته غالي كالساعه الجديده .. لم يجد في قاموسه كلمة واحدة يخاطب بها الشعب ليعبر عن صلابته وقوه تحمله التي نرجوها سوي أن يصف نفسه بأنه جلده تخين .. وماأاكثر المخلوقات ذات الجلد التخين في هذا الكوكب .. يجلس في المحافل الدوليه ليتحدث عن جراب الحاوي " تمد ايدك فيه يطلع تعبان وحمامه ... والقرداتي اللي القرد بتاعه مات " ثم يلقي الفزورة علي الحضور وكأنهم حول القناية بعد لم الدوده " لو القرد مات القرداتي ح يشتغل إيه ؟ " ثم يصمت طويلاً منتظراً من الحضور أن يقولوا له " عروستي " فيحل لهم الفزورة ويحلي بقهم بعرق حلاوه طحينيه .. غابت الثقافة وتوقفت عند عصر الحاوي والقرداتي وهي المهن التي إندثرت قبل أن يولد الجالسون أمامه ... تلك هي خزينه مفردات الرئيس حسن النيةالتي يتحدث بها رمز مصر في المحافل الدولية فتسرع الكاميرات لتلتقط الابتسامات الساخره والغمزات بين الحضور فتظل وثيقة تلسعنا علي قفانا في نشرات الاخبار المحليه والدوليه .. زماااان في عصر الستينيات وما أدراك ما الستينيات يا ريس كان عبد الناصر يتحدي قوي العالم وهو يزأر " لقد فرض علينا القتال ولكن لن يوجد من يفرض علينا الاستسلام .. سنقاتل .. سنقاتل " ولكن حين رفعت حاجبك انت مهدداً المجهول في القمة العربية لم يسعفك القاموس سوي بالحديث عن الصوبع اللي ح تقطعه وان تقول لمن يدّعي أن مصر ح تقع " وقع في ركبك " والحمد لله أنك لم تكملها بجمله " إنشالله تتشك في قلبك يابعيد " او تهدر كالاسد " اللي لسانه ح يجيب سيره مصر بكلمه ح اقطعهوله من لغاليغو " أرجوكم لا تلوموا الرئيس الذي أُقسم أنه حسن النية ... هو يبذل أقصي ما لديه بل أنا متأكد أنه فخورٌ بنفسه وبأدائه وما لديه من ثقافه ..وهذا هو ما لديه سواء تحدث الانجليزيه او العربية عاميةً كانت أو فصحي ..سيدي أُقسم بالله أنني لست ساخراً ولكني حزين علي نفسي وحزين عليك وحزين علي هيبه مصر .. سيدي من يكتب خطاباتك صفر عربي صفر إنجليزي ..ساقط في التعبير فاشل في الإنشاء مدمن للمسلسلات التركي التي إن تركتها وذهبت الي طابور السولار فلن يفوتك شئ منها.. فلاجملة مفيدة ولا معلومة تصل الي العقل بخط مستقيم ... مقدمات عفي عليها زمن الملل عن مصر وموقعها التاريخي وثرواتها .ومناخها وحلاوه شمسنا وخفه ضلنا . الخ الخ الخ حتي وان كان الحدث مصيبه تقع علي ارض مصر .سيدي لقد سمعنا إعتراضك علي مانشيت أحد الصحف وهي تعلن " إهانه الرئيس فريضة " نعلم تمسكك بالفروض ولكن نتوسل إليك بلاش انت.. أرجووووك بلاش فرض مشيها سُنه .. مشيها نوافل ..ألطف بينا و يابخت من قدر وعفي .