ارتبطت فكرة الخلود إلى النوم فى ساعة مبكرة والاستيقاظ صباحا فى وقت باكر في أذهان العديد من الأشخاص بأنه يجعل الانسان نشيطا وحكيما وذا ثروة على المدى البعيد، ولكن كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون بجامعة مدريد النقاب عن ان الاشخاص الذين يميلون الى السهر لوقت متأخر من الليل لمتابعة اعمالهم يستطيعون الاسيقاظ باكرا مثل الاخرين وتتحسن حالتهم المادية بشكل ملحوظ . وأجرى خبراء من جامعة مدريد اختبارات على حوالي الف من المراهقين ، ووجدوا أن الاشخاص الذين فضلوا البقاء حتى وقت متأخر للدراسة والاستذكار او العمل أظهروا نوعا مختلفا ومميزا من الذكاء الذى ارتبط فيما بعد بالعمل بوظائف مرموقة ذات دخل أعلى.
وقام الباحثون بفحص العادات اليومية للمراهقين والساعة البيلوجية للجسم لتحديد ما إذا كانوا يحبون البقاء حتى وقت متأخر والنوم في وقت لاحق في الصباح، أو يفضلون الذهاب إلى الفراش في وقت مبكر، ليكونوا في ذروة نشاطهم في الصباح.
وعلى ذلك تم قياس الأداء المدرسي والاختبارات الاستقرائية، أو القدرة على حل المشكلات، كما اتخذت الدرجات الأكاديمية في الموضوعات الرئيسية في عين الاعتبار.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أنواع السهر خلال المساء سجلت معدلات ناجحة أكثر من أنواع العمل فى الصباح، كما ان الاشخاص الذين يفضلون السهر لديهم قدرة أكبر على التفكير من الناحية المفاهيمية والتحليلية ، وقد تم ربط هذه القدرات إلى التفكير الابتكاري والالتحاق بالمهن المرموقة وتحسين الدخل.
وقال جيم هورن، أستاذ علم النفس الفسيولوجي بجامعة لوبورو: "أنواع السهر خلال المساء تميل إلى أن تكون أكثر الأنواع الباعثة على الإبداع، والتى انتجت شعراء وفنانين ومخترعين، في حين أن أنواع العمل فى الصباح غالبا ما ينظر لها بالاشارة لموظفين الخدمة المدنية والمحاسبين.
وشملت الدراسة بعض الشخصيات الشهيرة التى تفضل العمل والسهر خلال الليل مثل الرئيس الاميركى باراك أوباما، والعالم تشارلز داروين، والسياسى ونستون تشرشل، والمطرب الشهير الفيس بريسلي ، والمبتكر توماس اديسون، ونابليون.