ملثمون يحرقون أكشاك بيع السجائر ويطلقون الرصاص فى الشارع بالتزامن مع اشتباكات المقطم بالتزامن مع شبح الحرب الأهلية التى بدأت نذرها فى المقطم، جددت الجماعات المتشددة بسيناء ظهورها العلنى داخل مدينة العريش، ونظم مجموعة من الملثمين المسلحين مساء أول من أمس يستقلون سيارات دفع رباعى دون لوحات حملة على بائعى السجائر بوسط مدينة العريش.
مصادر أمنية وشهود عيان قالوا إن الملثمين المتشددين قاموا بإحراق بعض فاترينات وأكشاك بيع السجائر بشارعى 23 يوليو و26 يوليو وميدان السادات بوسط مدينة العريش. كما قاموا بإطلاق النار فى الهواء بصورة عشوائية مما أدى إلى انتشار حالات من الرعب والذعر بين المواطنين، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها خشية تعرضها للتلف. ومن جانبها قامت قوات الأمن بطمأنة المواطنين كما قامت بمطاردة المسلحين الذين فروا من المنطقة، دون وقوع إصابات.
وفى رفح قال شهود عيان إن أفرادا منتمين لإحدى الجماعات المتشددة قاموا بحرق عدد من الكافتيريات بأحياء الأحراش والنور برفح كان آخرها كافتيريا مملوكة للمواطن «م.ز» وأخرى بالكوثر الأسبوع الماضى، وذلك لادعائهم بقيام هذه الكافتيريات بعرض الأفلام المخلة وترويج العقاقير المخدرة على الزبائن بعد منتصف الليل. وقال شهود العيان إنه منذ سقوط النظام السابق، انتشرت تلك المجموعات من الإسلاميين المتشددين فى شمال سيناء يستقطبون صغار السن ويغدقون عليهم بالأموال ويزوجونهم أيضا فى محاولة لضمهم إليهم.
وينتشر بسيناء عدد من الجماعات الإسلامية المتشددة أبرزها الجماعات التى ترفع راية الجهاد فى وجه إسرائيل، ومعظم هذه الجماعات مرتبط فكريا أو تنظيميا بجماعات جهادية فلسطينية، وهى جماعات تتبنى أفكار تنظيم القاعدة، لكنها لا تتصل بها تنظيميا، وتقترب أفكار هذه الجماعات من فكر الجماعة الإسلامية فى ما يخص الجهاد باعتباره الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين، «والهدف من الجهاد إقامة الدولة الإسلامية، وإعادة الإسلام إلى المسلمين، ثم الانطلاق لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد» على حد قولهم.
ولا تأخذ الجماعات المتشددة فى سيناء شكلا تنظيميا واحدا، حيث يوجد على أرض سيناء عدد كبير من الجماعات الجهادية مختلفة المسميات والأهداف، أشهرها وأكبرها «الجهاد والتوحيد»، و«أنصار الجهاد»، و«السلفية الجهادية»، وأحدثها تنظيم «مجلس شورى المجاهدين»، و«أكناف بيت المقدس»، ويحمل أعضاء هذه الجماعات السلاح، ويتلقون تدريبات عسكرية شبه منتظمة على يد بعض أعضاء الجماعات الجهادية الفلسطينية، حيث يتصل عدد من هذه الجماعات بجماعات جهادية فلسطينية، خصوصا أن عددا كبيرا من المنتمين للجماعات الجهادية الفلسطينية كان ينتقل لسيناء هربا من الحصار، أو للتدريب فى بعض المناطق الصحراوية البعيدة عن أى رقابة بوسط سيناء، فضلا عن تعاون الجماعات الجهادية الفلسطينية مع نظيرتها المصرية فى نقل السلاح لغزة عبر الأنفاق، وفى إخفاء بعض عناصرها حال توتر الأوضاع بالقطاع.
أما الجماعات التكفيرية، وهى جماعات تنتهج فكرا متشددا، وتتركز بالمنطقة الحدودية خصوصا مركزى رفح والشيخ زويد، بالإضافة إلى منطقة الوسط، ويقوم فكر هذه الجماعات على مبدأ الجهاد ضد الكفار على حد وصفهم، وتصنيفهم للكفار يشمل كل من لا يقيم شرع الله، وهى جماعات تتبنى أفكارا قائمة على تكفير الحاكم الذى لا يطبق شرع الله، وتنسحب على من دونه من أركان نظام حكمه، وصولا إلى قاعدة المجتمع البعيدة عن شرع الله.
ونشطت هذه الجماعات فى رفح والشيخ زويد عقب الثورة وسط غياب الأمن وتتشابه أفكار الجماعات التكفيرية المختلفة، دون أن يجمعها إطار تنظيمى واحد.
ويطلق أهالى سيناء على أعضاء هذه التنظيمات اسم «التكفير والهجرة»، أو «التكفيريين»، وتنتشر هذه الجماعات بالمنطقة الحدودية ووسط سيناء، بل فى بعض المناطق بمدينة العريش، حيث أعلنت إحدى هذه الجماعات عن نفسها بعد ثورة يناير، مستغلة حالة الفراغ الأمنى التى عانت منها سيناء.
وأطلقت على نفسها اسم «تنظيم الرايات السوداء» التى دخلت فى حرب ضروس مع الشرطة ولا ترى الجماعات التكفيرية غضاضة فى استهداف المدنيين، كونهم أبناء مجتمع كافر لا يقيم حدود الله على حد وصفهم.
وتسبب بعضها فى إثارة الفزع بمناطق مختلفة برفح خلال الأشهر الماضية، بعد تعديهم على بعض المواطنين وأصحاب المحلات والدخول فى اشتباكات مسلحة مع إحدى العائلات برفح لمساندة زعيمهم وهو من عائلة أخرى نشب خلاف بينه وأحد المواطنين، ودعوة بعضها لتطبيق الشريعة بالقوة، لذلك لا يحظى أبناء هذه الجماعات بأى تعاطف من أبناء سيناء.
ويوجد أيضا نوع من الجماعات الإسلامية الذى يمكن وصفه ب«الخلايا النائمة»، حيث إنها جماعات إسلامية غير محددة الفكر بشكل واضح، إذ تنتهج خليطا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، واستولت تلك الجماعات على منابر المساجد بالقوة خصوصا فى القرى وهددت الأئمة بل وصل الأمر إلى قيامهم بالاعتداء على أحدهم وطرده من المسجد والاستراحة بالقوة، كما شغل بعضهم الفراغ فى عجز الأئمة وأصبحوا يبثون أفكارهم بطريقة شرعية عبر منابر المساجد الأهلية التى لم يتم ضمها للأوقاف بشمال سيناء. ومن المساجد التى سيطرت عليها الجماعات برفح مساجد النور وأبو بكر الصديق وقباء والرحمة والتوبة والمدينة ومسجد الرحمن وبعض المساجد بالقرى. وقال مصدر محلى إن العناصر الجهادية بدأت تظهر فى كل من رفح والشيخ زويد وهى تحاول الإسراع فى ضم أكبر عدد ممكن من الشباب المتشدد إليها فهى تسابق الوقت خوفا من عودة الأمن بقوة لسيناء خلال الفترة المقبلة.