نجح الدكتور زكي بدر - وزير التربية والتعليم - في أن يجعل وزارته محل اهتمام وسائل الإعلام.. بسبب قراراته الكثيرة وزياراته المفاجئة لبعض المدارس.. ورغبته الحقيقية في فتح ملفات كثيرة منسية داخل وزارته.. سكت عنها كل وزراء التربية والتعليم طوال سنوات عديدة مضت.. منها مثلا ملف طباعة وتأليف الكتب المدرسية.. والذي تكونت حوله وداخل دهاليز الوزارة شبكة مصالح كبيرة.. لا نتجاوز إذا سميناها ب «المافيا» وضمت المستفيدين من تعاملهم مع الوزارة.. وبات هؤلاء جميعًا أشبه بشبكة عنكبوتية تلتهم كل من يقترب منها بمن فيهم الوزير نفسه. وعندما حاول الوزير السابق يسري الجمل إعادة تنظيم مسألة طباعة الكتب ثارت تلك المافيا في وجهه.. لكن زكي بدر أطاح - بقرار واحد- بعشرة من كبار العاملين بقطاع الكتب المدرسية.. والذين كانوا حجر عثرة ضد تطوير شكل ومحتوي الكتاب المدرسي.. رغم الثورة التكنولوجية الهائلة في الخارج.. والتي أنهت مثلا مفهوم الحقيبة المدرسية الكلاسيكية وما تضمه من كتب مدرسية وكراسات وأقلام.. وحلت مكانها الحقيبة الذكية.. والتي تضم جهازًا صغيرًا أشبه بشاشة عرض يحتوي علي كل المنهج الدراسي مع كراسة وقلم تكنولوجي يكتب ويصور ويسجل.. وتكلفة هذه الحقيبة لا تتجاوز ألفي جنيه وسيتم تخفيضها مستقبلا (هذا النموذج موجود داخل الأكاديمية العربية بالإسكندرية). فكرة الحقيبة الذكية تمت محاربتها عند عرضها علي الوزير السابق لتعميمها في بعض المدارس.. بسبب تهديدها مصالح تلك المافيا.. وما جري مع الحقيبة الذكية. تكرر مع موقع (مدرسة أون لاين) والذي ضم جميع المناهج الدراسية لمراحل التعليم المختلفة.. وساعد التلاميذ علي الاستيعاب وكان سيقضي علي الدروس الخصوصية.. لكن عندما أطاح بدر بقيادات طباعة الكتب المدرسية.. لم يقدم لنا تصورًا بديلا.. وهل سيحل آخرون لإدارته أم سيعتمد الوزير علي التكنولوجيا كبديل للنظام السابق.. للأسف لم يقدم بدر هذا أو ذاك.. مما أعطي انطباعا بأن طرد موظفي قطاع الكتب كان غاية وليس وسيلة. في الجهة المقابلة.. أعجبتني زيارات الوزير المفاجئة لبعض المدارس لمشاهدة التسيب والإهمال وغياب قيادات المدارس.. وعندي هنا ثلاث ملاحظات حول مجمل نشاط الوزير منذ توليه الوزارة: 1- بما أن الوزير لن يستطيع زيارة جميع مدارس مصر (43 ألف مدرسة) ليراها علي الطبيعة.. فسؤالي للوزير: ما الحل العملي إذن خاصة أن ما رآه الوزير في مدارس حلوان حاصل مثله في غالبية مدارس الجمهورية؟!. 2- قرار الوزير نقل إدارة مدرسة حلوان إلي إدارات أخري بالمحافظة.. ونقل مديري المدرسة إلي الصعيد.. نراه غير مدروس لأنه عاقب بقراره السابق الإدارة المنقول إليها هذا المدير المهمل.. وكنا نعتقد أن النقل للصعيد.. سياسة قد ولي زمانها.. كما أن هناك طرقًا أخري للعقاب إذا أراد الوزير.. مثل الخصم من الراتب أو تجميد الترقية إلخ.. لذا نعتقد أن الوزير مطالب بمراجعة قراره السابق. 3- تصب أنشطة الوزير وقرارته في اتجاه واحد وهو الشق الأول من اسم الوزارة ونعني به التربية.. وهي سياسة مطلوبة ونؤيدها لكن ماذا عن الشطر الثاني للوزارة ونقصد به التعليم.. والذي لا يقل أهمية عن شطرها الأول؟!.. الإجابة عند وزير التربية والتعليم.