وفقا لماتيسر لنا من معلومات عن " سر الالفية".. اقصد مشروع الثانوية العام الجديد و قرينه او خليله الامين..اقصد النظام الجديد المقترح للقبول بالجامعات.. وذلك من خلال امتحانات مؤهلة للالتحاق بالكليات او التخصصات المختلفة بكافة الجامعات..وبغض النظر عما يحصل عليه الطالب من مجموع فى الثانوية العامة..او الاخطبوط المفترس لجيوب وطموحات وآمال الأباءوالامهات والابناء( من وقعوا ويقعون فى الفخ بالفعل.
او من لم يصبهم الدورقبل الزمان بزمان.. او من اصابهم ونجوا منه.. لكنهم خرجوا منه محبطين يتعاملون مع اقدارهم التى كتبها على جبينهم مكتب التنسيق.. كتحصيل حاصل ربما طوال حياتهم).. المهم ان اللافت للنظر فى المشروع الجديد انه يشترط فقط النجاح فى امتحان الثانوية فقط ..على ان تكون الامتحانات التكميلية التى تجريها الجامعات وتشرف عليها.. هى المؤهلة للالتحاق بكلياتها المختلفة.. وهو مايعنى الاطاحة بنظام او مكتب التنسيق بدرجاته ومعاييره.. التى لاتفرق بين ابن غفير او نجل وزير فى الالتحاق بالجامعات الحكومية( وايضا بعض التخصصات الحساسة واولويات القبول بكليات معينة بالجامعات الخاصة)..صحيح ان لنظام التنسيق سلبياته.
خاصة على ضوء التركيز الاسرى والمجتمعى والاعلامى غير العادى على الثانوية بامتحاناتها وتنسيقها..باعتبارها عنق الزجاجة لطموحات وآمال الطلاب واسرهم.. ناهيك عن الشحن العصبى والنفسى الهائل.. وكأن الطلبة واسرهم مقبلون على حرب نووية وليس امتحان ثانوية.. كما ان التنسيق قد يحرم نوابغ وافذاذ من الالتحاق بالتخصصات التى يمكن ان يتفوقوا فيها بشكل او بأخر.. كما انه قد يدفع طلاب الى اقتحام مجالات او مايسمى بكليات القمة او احداها..رغم تفوقه واستعداده الطبيعى للتميز والعطاء لنفسه وللوطن فى تخصصات او كليات اخرى..وذلك لالشىء الا ان مجموع درجاته يؤهله لاحدى الكليات الاكثربريقا او مكانة فى المجتمع..وذلك بسبب عقد وخلفيات نفسية متراكمة وموروثة ..ورغم كل ماسبق.. يبقى التنسيق هو افضل ضمان لتكافؤ الفرص والنزاهة والشفافية الحقيقية وليس نزاهة "عطية مزالشفافية" اياها..
المهم وفى كل الاحوال لابد من توافر الضوابط التى تضمن نزاهة وعدالة وسرية الامتحانات التحريرية( واكرر التحريرية) المؤهلة للقبول بالكليات المختلفة..وهوامر اعتبره نخبة من عمداء واساتذة الجامعات خارج نطاق امكانيات الجامعات المالية والبشرية..
والاخطر ان هذا المشروع يفتح الباب على مصراعيه للوساطة ويغتال مبدأ العدل وتكافؤ الفرص.. وهذا الاخير بالفعل هو مكمن الخطر..اما بالنسبة للامكانيات.. فهذا امر يمكن تدبيره..اذا ما عاد الاستقرار واستقامت الاوضاع.. ثم ان هذه الامتحانات يجب ان تتم على غرار اى امتحانات تحريرية نزيهة وشفافة.. ووفقا لمعايير علمية مدروسة.. لضمان التحاق الطالب المناسب بالكلية المناسبة لقدراته وامكانياته الذهنية والنفسية والشخصية الخ.. بما يعود باكبر قدر ممكن من النفع على مستقبل الطلاب والمجتمع.. لكن ورغم الاهمية القصوى للمقابلات الشخصية والاختبارات النفسية( كشف الهيئة) وما ادراك ما هو كشف الهيئة .. او "بوابة الفرج البهية" لابناء كبار القوم وخلاصته؟.. وذلك فى مجتمعات تتشبث بثقافة "اللى له ظهر..اوظبطنى النهاردة .. اظبطك "بكرة" وماالحياة الا تدوالا "للتظبيط المتبادل"!.
ثم لماذا لايكون المشروع الجديد مزيجا يجمع بين ايجابيات نظامى التنسيق والامتحانات المؤهلة النزيهة معا ..ويقلص سلبياتتهما الى اقصى حد ممكن.. فالاجماع والكمال لله وحده.. ولنحاول فى هذا السياق ان نستفيد بالتجارب العالمية.. وذلك مع مراعاة خصوصياتنا وطبائعنا الرقيقة الجياشة..وعلى ان يكون ذلك فى اطار اصلاح جذرى وشامل للمنظومة التعليمية من السفح الى القمة.. اما ان تكون الثانوية سنة او سنتين..اونلغى سنة سادسة ابتدائى ثم نعيدها..فهذا استخفاف بما تبقى من شظايا طائشة من عقل فى العقول.. ان كان قد تبقى فيها شىءاصلا. (على الماشى): **"ليس لكل الزهور الجميلة رائحة طيبة" (حكمة فرعونية) ** "بقدرماتتواصل الارواح والمشاعرالفياضة الجارفة.. بقدر ماتتباعد الرغبات والنزوات الجامحة