شهدت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب في اجتماعها -الثلاثاء- هجوماً عنيفاً من قبل نواب الأغلبية والمعارضة علي اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولإهداره المال العام.. في الوقت الذي حاول فيه المهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع اتحاد الإذاعة والتليفزيون الدفاع عن سياسة وزارة الإعلام في شراء كل المسلسلات التليفزيونية خلال شهر رمضان الماضي بقيمة 88 مليون جنيه مرجعاً عملية الشراء إلي أنها تسهم في زيادة حصيلة الإعلانات لنحو 100 مليون جنيه. وكان النائب حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات قد قاد هذا الهجوم وتساءل: ماذا استفاد الشعب المصري والعربي من إذاعة مسلسل «ابن الأرندلي» يعني نصاب وحرامي وزير نساء، وقال الطحان موجهاً حديثه ل«الشيخ»: انتوا بتذيعوا لعيالنا إيه ومن المسئول عن إذاعة المسلسلات بهذا الشكل مرة الأرندلي ومرة زعيم عصابة ومهرب في مسلسل الأدهم.. إيه العظمة دي؟! أكد الطحان ضرورة النهوض بالإعلام المصري، مشدداً علي أنه الوسيلة الأساسية لتشكيل وجدان الشارع. وحول ما أثاره مقدمو طلبات الإحاطة وفي مقدمتهم النائب الدكتور جمال الزيني وعلي عطوة وخليفة رضوان بشأن توقف بعض القنوات الفضائية ووصفهم القرار بأنه إهدار للحريات وتكميم الأفواه والأقلام، نفي المهندس أسامة الشيخ صحة ما ذكر لافتاً إلي أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليس جهة الاختصاص سواء في إصدار التصاريح لعمل هذه القنوات أو وقفها، وأفاد بأن المسئول عن متابعة هذا الأمر هو المنطقة الإعلامية الحرة التابعة لهيئة الاستثمار. وكشف الشيخ عن أن المشكلة الحقيقية التي نواجهها في هذا الإطار هو عدم وجود كيان إعلامي مسئول عن عملية تنظيم ومتابعة هذه القنوات وإعطاء التراخيص أو منعه فضلاً عن متابعة المحتوي وحماية الملكية الفكرية للقنوات، وطالب نواب مجلس الشعب بتبني تشريع لإنشاء هذا الكيان مما سيحقق الهدف من ميثاق الشرف الإعلامي.. إلا أن ذلك لم يرض النائب أحمد شوبير وكيل لجنة الشباب الذي ظل منصتاً طوال الاجتماع ثم تساءل عن حقيقة قرار وقف البرنامج الذي كان يقدمه علي قناة «الحياة»، إلا أن الشيخ رد عليه باستفزاز قائلاً: لقد نفذنا حكم القانون بالكامل وأبلغنا به كلاً من رئيس قنوات الحياة ووزير الإعلام وجميع الجهات المختصة. وشدد علي أن الحكم تم تنفيذه بقوة القانون وحاول بعض النواب الالتفاف حول شوبير مؤكدين عبر رسائل قصيرة ألقوها خلال اجتماع اللجنة أنه سيخرج منتصراً من المحنة التي يعيشها. وحاول المهندس أسامة الشيخ عرض رؤيته، لافتاً إلي وجود مخطط يرمي إلي استبدال شراء المسلسلات المصرية بمسلسلات خليجية وسورية، وقال: هؤلاء رددوا أنهم لن يشتروا مسلسلات مصرية إلا بعد أن يكون سعرها مثل سعر زجاجة البيبسي كولا، واستطرد قائلاً: «حينما تقوم بإنتاج المسلسلات أو نشارك في إنتاجها فأنت تحمي صناعتك ضد من يحاولون تدميرها ولن نسمح بتدمير الصناعة التليفزيونية مثلما حدث في صناعة السينما المصرية» وأشار إلي أن الاتحاد يدخل كشريك في إنتاج المسلسلات وينتج المسلسلات الدينية والتاريخية كاملة. وحول ما أثاره النائب الدكتور إبراهيم الجعفري بشأن قيام اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإبرام عقود مع شركة الأقمار الصناعية نايل سات لشراء قطعة أرض من أملاك الدولة بالمخالفة للقرار الجمهوري رقم 375 لسنة 1995 أشار «الشيخ» إلي تحويل تنازل مدينة الإنتاج الإعلامي عن 14 فداناً لشركة نايل سات مقابل سداد الرسوم المتأخرة علي اتحاد الإذاعة والتليفزيون للشركة إلي مجلس الدولة للفصل في صحة عقود التنازل. جاء ذلك في الوقت الذي تعهد فيه «الشيخ» بإصدار لائحة جديدة للأجور للعاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون لرفع رواتبهم وحوافزهم بما يجعلهم علي مستوي دخول القنوات الخاصة، ورفض «الشيخ» في رده علي طلب إحاطة مقدم من النائب صلاح الصايغ المساواة بين أجور مهندس الديكور والعاملين في البرامج الرئيسية بالتليفزيون المصري والعاملين بالقنوات الإقليمية، مشيراً إلي أن مثل هذه المهن يرجع التقدير المالي فيها إلي الإبداع، وشدد علي نجاح قطاع الإذاعة والتليفزيون في التصدي للمحاولات الأمريكية بمنع بث بعض القنوات عبر النايل سات وأكد نجاح مصر في تولي الدفاع عن هذه القضية مع الجامعة العربية، لافتاً إلي أن هذه الضغوط كانت تستهدف عدم بث قنوات تضعها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن قائمة الإرهاب والتطرف والعنصرية عبر قمر النايل سات، وأشار إلي أن مجلس وزراء الإعلام العرب اعتبر ذلك تدخلاً في الشئون الداخلية.