«الجماعة» تطيح ب27 مديرا بالقاهرة لتعيين رجالها بدلا منهم «الإخوان» تسيطر على الأزهر و«عمرو بن العاص» لأول مرة فى التاريخ ..ومكتب الإرشاد يأمر «الأوقاف» بمنع نادر بكار من إلقاء خطبة الجمعة ب«المقطم»
لم يكن اختيار الدكتور طلعت عفيفى لتولى منصب وزير الأوقاف، فى حكومة الدكتور هشام قنديل ليأتى من قبيل الصدفة أو العبث الحكومى المؤسسى الذى تعودنا عليه منذ أن تولى قنديل الحكومة، فقد علمت جماعة الإخوان المسلمين أن الأوقاف وزارة «حيوية» جدا، ومن الضرورى السيطرة عليها، لأن من خلالها تستطيع الجماعة أن تروج سياستها إلى ملايين من أبناء الشعب المصرى الذين يرتادون مساجد الوزارة لأداء الجُمع والجماعات، ولهذا وضعت الإخوان الرجل المناسب فى المكان المناسب بوزارة الأوقاف، حيث بدأ الوزير فى إعادة رسم سياسات الوزارة والإطاحة بقياداتها، وتولية قيادات إخوانية بدلا منهم، لتطبيق السيناريو الذى وضعته الجماعة، ل«أخونة الدولة» كلها، ومن ضمنها طبعا قطاع الوزارات.
من جانبها علمت «الدستور الأصلي» أن وزارة الأوقاف فى طريقها إلى عقد اختبارات جديدة اليوم (الأحد) لمديرى الإدارات على مستوى القاهرة، البالغ عددها 27 إدارة، تمهيدا لترسيبهم فى تلك الاختبارات وإعطاء مسوغ للإطاحة بهم، وتعيين الموالين لجماعة الإخوان بدلا منهم، ومن ضمن تلك الإدارات السيدة زينب، وعين شمس، والمقطم، والمطرية، وبولاق، والسلام، والنهضة، والمرج، والبساتين، وحلوان، ومايو، والتبين، بهدف الاختيار من بينهم، بينما لا تزال المعايير التى سيتم الاختيار على أساسها غير محددة، بما يؤكد ما ذهبت إليه مصادر داخل الوزارة، بأن مديرى الإدارات الحاليين سيتم الاستغناء عنهم كلهم، وتعيين كوادر إخوانية بدلا منهم.
وفى إطار سعى عفيفى لتفصيل وزارة على مقاس قيادات الجماعة، فقد قام بشخصه، بتولى خطبة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، بالتناوب مع كل من الشيخ صلاح سلطان، ومحمد الصغير، بينما أسند الخطابة بمسجد صلاح الدين الأيوبى بالمنيل إلى جمال عبد الستار وكيل الوزارة لشؤون الدعوة، ومسجد الصديق بمساكن الشيراتون للشيخ محمد الصغير، وفى المسجد الأزهر قام الوزير بمنع إمامى المسجد متولى الصعيدى، والشيخ عبد الله، من الصعود على المنبر، بحيث يتناوب الصعود عليه أعضاء مكتب الإرشاد، وبذلك يكون عفيفى قد مكن الجماعة من إحكام قبضتها على أهم مساجد العاصمة وأكبرها، وأكثرها تأثيرا.
كل هذا لم يكن كافيا من وجهة نظر مكتب الإرشاد، فالوزارة ذاتها تمثل أهمية كبيرة تفوق المساجد، لذا فقد كان لزاما أن تبدأ الجماعة بتنفيذ الشق الثانى من خطتها بالقضاء على كل خطوط المقاومة لها، والشروع فورا فى «أخونة الوزارة»، عبر الإطاحة بالقيادات القديمة ووضع الموالين لجماعة الإخوان بدلا منهم، وفى سبيل ذلك تم تعيين الدكتور جمال عبد الستار وكيلا لشؤون الدعوة، وعبد الله مقلد رئيسا للقطاع الدينى، وصلاح سلطان أمينا عاما للشؤون الإسلامية، وسلامة عبد القوى متحدثا إعلاميا للوزارة، بينما تم إسناد المكتب الفنى للوزير إلى الشيخ محمد عبد الرازق، واستكمالا لبنود خطة الأخونة التى تُجرى على قدم وساق، فقد تمت الإطاحة بوكيل وزارة أوقاف القاهرة الشيخ محمد عز عبد الستار، وجاؤوا بدلا منه بآخر يدعى محمد عبد الرازق، لم يلبث أن مر على توليه 15 يوما حتى تم نقله واستقدام آخر من الشرقية اسمه الشيخ محمد عبد الفتاح، بتوصية مباشرة من الرئيس مرسى، الذى أوصى أيضا بتمكين شيخ يدعى سعيد، استقدمه الرئيس من الشرقية بلدياته، بدلا من صفوت نظير، بالإضافة إلى كل ذلك، لم ينس الوزير الاستعانة ب15 مستشارا ومساعدا لمساعدته فى ما يقوم به.
وقامت الأوقاف بمنع المتحدث الإعلامى باسم حزب النور، نادر بكار، من إلقاء خطبة الجمعة أول من أمس بمسجد «المستورة» بمنطقة المقطم، بناء على تعليمات من وزير الأوقاف الذى هدد بمنع مسؤول «النور» والاستعانة بالشرطة لتحرير محضر ضده، فى حالة إصرار بكار على اعتلاء منبر المسجد.
القيادى السلفى نادر بكار كان قد تلقى دعوة من إدارة المسجد بإلقاء خطبة الجمعة الماضية، وذلك منذ أسبوع إلا أنه فوجئ يوم الخميس بقيام مدير وزارة الأوقاف بمنطقة جنوبالقاهرة الشيخ محمد عبد الرازق، بإصدار تعليمات بمنع مسؤول حزب النور من صعود المنبر، وتوجه مفتش من الوزارة إلى المسجد، وقام بتدوين ملحوظة بالدفتر بالاتصال ببكار، وإخطاره بعدم الحضور، لأنه «شخص غير مُرحب بوجوده»، رغم أن إدارة المسجد كانت قد علقت لافتات الترحيب ببكار على مدار أسبوع كامل قبل موعد الخطبة، وكانت لافتات الترحيب قد بدت وكأنها «بشرى» بقدوم بكار.