من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ وزير العدل، تهانينا على مشروع قانون تظاهرك، إيه بس الحلاوة دي يا عالم! ليس من حقك أن تجبر منقبة على خلع نقابها إذا أرادت أن تتظاهر، كيف تقايضها على حرية الرأي بحرية العقيدة وتخيرها بينهما يا صاحب السعادة إلا إذا كنت لا تؤمن بكليهما وبكل الحرية أصلا ؟! ليس من حقك أن تطالب ملثما بكشف وجهه إذا أراد أن يتظاهر إلا إذا أردت أن تكون شريكا بالمساعدة في جريمة القتل التي سوف يرتكبها ضابط الشرطة الملثم بالرصاص من خلف مدرعته مطموسة الأرقام، ولمليشيات الإخوان في جرائم قتل المتظاهرين وخطف النشطاء وهتك الأعراض ، لا تسن مشروعات قوانين محكوم عليها بعدم الاحترام فهي ميتة حتى قبل أن تولد لمجرد أنك منفصل عن واقع البشر وواقع الأرض وكأنك تعيش في سويسرا أو حتى الفاتيكان!
ولأنك غير مدرك لأثر فضلك مع غيرك على ما آل إليه حال ثورة أبهرت العالم يوما وكانت أعظم ثورات مصر في تاريخها. لم يبق أمامك سوى أن تنص في قانونك على إلزام المتظاهرين بارتداء زي موحد ، وليكن يونيفورم فوسفوري فاقع برتقالي اللون كالذي يرتديه عمال النظافة لكي يسهل على ملثمي الشرطة المجرمين ومليشيات الاخوان اصطيادهم ليلا أو اختطافهم بسهولة وآهو كله حوادث سيارات وصباح الطب الشرعي!! إذا أردت لقوانينك أن تحترم فخذ الطريق الصعب وابدأ بالقاتل لا المقتول يا معالي الوزير، إبدأ بإصلاح الشرطة أولا قبل أن تطالب المتظاهرين بكشف وجوههم لهم أو بأي شيء آخر، هذا إن استطعت، وإلا فلن يحترم قوانينك أحد، تعامل مع الأسباب أولا لا النتائج، أما إن شئت أن تكون وزير ظلم لا عدل فهذا شأنك، لكن على الأقل كن عادلا في ظلمك، فالمساواة في الظلم عدل يا وزير العدل!
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ وزير الداخلية ، كن مبتكرا فيما تسوقه من مبررات لجرائم وزارتك، قل أن محمد الجندي مات من الضحك، وأن كريستي مات من الغيظ، أما جيكا فقد مات من القرف ، وحمادة بن المسحول طلع من هدومه بسبب نوبة صداع نصفي وقت أن كان رجالك يحاولون إنقاذه وتدليك فروة رأسه، وأن العشرات من شهداء جنازة بورسعيد الأيرار قد ماتوا بأنفلونزا الطيور لأنه مرض معد سريع الانتشار، اقترح عليك تغيير إسم وزارة الداخلية إلى جزارة الداخلية لصاحبها ومديرها المعلم محمد إبراهيم "وإخوانه" .
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ وزير الخارجية، أهنئك من كل قلبي، فقد كسبت الديبلوماسية المصرية ديبلوماسيا محنكا له باع طويل عريض في العمل الديبلوماسي هو السفير/ مكي ، وبالمناسبة فأنا أيضا طمعان في أن أكون سفيرا لمصر في إمارة ليش ليش تاين، وإن كنت لا تطمئن لشرط إجادتي للغتين على الأقل فعينني سفيرا لمصر في بوركينا فاسو، فهي دولة لا تتكلم إلا لغة واحدة يعرفها ويجيدها العالم كله من أوله لآخره وإن كنت أؤكد لك أني ،وعلى عكس غيري، لست في حاجة لاستثناء من شرط إجادة اللغة فأنا أتكلم أربع لغات حية وثلاث لغات ميتة ولغتين بيطلعوا في الروح!
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/وزير الدفاع، جميل منكم حقا أن تضطروا اضطرارا للاعتراف بقتل الملاك البريء الطاهر عمر بائع البطاطا ولو على سبيل الخطأ "بإصابة عن قرب نافذة في القلب!!" ، هو حقا اعتذار كريم لثلاثة أسباب، الأول أن الولد المسكين ، في جميع الأحوال ، كان يشكل خطرا محدقا على الدولة وعلى أمن السفارة الأمريكية، مين عارف البطاطا دي كان فيها إيه وللا ممكن يعمل بيها إيه وللا يحدفها على مين، تبقى مصيبة لو بطاطاية لبست في راس الست السفيرة بطحتها، خصوصا لو كانت لا تزال نيئة وممكن تعور،الثاني أن الاعتذار لم يعد هناك مفر منه وقد فشلت عملية اختطاف الجثة بعد أن نجح النشطاء البلطجية في تهريب صورته ميتا ونشرها فلم يعد أمامكم من خيار ،
الثالث أن الطفل البريء عاش محروما من كل شيء ، التعليم، الصحة ، والمدرسة واللعب والرعاية وكل حقوقه، فاستحق القتل الرحيم كخيل الحكومة تعويضا عن حياة تعسة مريرة لم يخترها ولم تكن له يد فيها، ليرسله الجند إلى الجنة مباشرة بلا خوتة، فإذا كنتم اعتذرتم عن الكيفية التي بها مات، فاسأل نفسك عمن يجب أن يعتذرعن الكيفية التي بها عاش.
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ وزير المالية : أنت حقا الرجل المناسب في المكان المناسب، مبعث اطمئناني على مالية مصر تحت يدك هو ما صرح به وأعلنه الاقتصادي المصري الفذ أحمد السيد النجار من أنك خنت شرف الأمانة العلمية و"اقتبست" صفحات كاملة من أبحاثه ودراساته نقل مسطرة لتنسبها لنفسك في مؤلفات، ما أسعدني بك رجلا يستحق أن يؤتمن على خزائن مصر، فلقد تطور العلم تطورا هائلا ونجح الإنسان في تفتيت الذرة، والأمانة بدورها ليست معضلة ، فهي أيضا في عصرنا هذا كما تعلم..يمكنها أن تتجزأ!
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ المستقيل غصب عنه، كف عن التدخل في عمل وكلائك بحجة أنهم وكلائك، عد للمواثيق الدولية ولإعلانات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لاستقلال القضاء لتعرف وتفهم أن التفويض يشمل الحق في التحقيق والتصرف معا لا التحقيق دون التصرف، فمن تولى التحقيق هو وحده صاحب حق التصرف، ولا تملك سيادتك التدخل بإملاء التصرف بالحبس أو إخلاء السبيل في تحقيق أجراه غيرك طالما وكلته وإلا انتهكت استقلال القضاء كله،
تقول المواثيق بالنص أن المحقق وحده – وكيل النيابة - هو من يملك القرار بناء على تفاصيل تحقيقاته التي لا يحيط بها وبملابساتها وتفاصيلها وظروفها إلا من تولى التحقيق فيها من دون أي شخص آخر حتى ولو كان النائب العام، ولأن حق وكيل النيابة في القرار أمر ضروري لبناء الثقة الضرورية بين من يتولى التحقيق ومن يحقق معه، أنت لا تملك أن تتدخل في قرار وكيل النيابة، ولكنك تملك فقط تغييره بنفسك وبقلمك وتوقيعك وعلى مسئوليتك، وذلك طبعا قد يحرجك، ولكنك لا تملك إملاء التصرف على وكيل النيابة لكي ترفع عن نفسك الحرج، التغيير بيدك يا سيادة المستشار العضو في تيار الاستقلال مع تحمل مسئوليته وتبعاته ، لا الإملاء على غيرك .
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ المرشد العام للإخوان المسلمين – المضلل العام لعموم المصريين، تتباكى على النباتات! تقتبس صورا لشهداء وتنسبهم زورا لجماعتك! تعلن أنك ستقتلنا بالحب، وما أكثر شهداء حبك، وعلى حد وصف نزار قباني (مع التصرف) يا والدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب ، الحسيني أبو ضيف وصحبه،
أنظر لما فعله القتل بالحب بتاعك في المعتصمين أمام سور قصر الانقسامية، الاتحادية سابقا، إذهب لمعسكر الجبل الأحمر لترى الحب بتاعك يمارس على قدم وساق يصبه أتباعك على رؤوس الأحياء منهم والأموات الذين يتقلبون في حنانك، إيه يابا الحب ده كله، كفاياك حب وارحمنا! أسألك سؤالا وأتحداك أن تجيب بالصدق والحق باعتبارك رجل متدين، قل لي كم مرة مال رئيس الجمهورية منذ انتخابه ليلطع قبلاته على يدك الكريمة؟ أرى في صورك الفوتوغرافية أطراف أنامل يديك الإثنتين تتلامسان ، يداك اللتان تتلقيان قبلات رئيس الجمهورية .. والعادة تحكم.. يقول خبراء لغة الجسد أن تلامس الأنامل دليل غرور وكبر (بكسر الكاف) ، أنظر لعينيك فأراهما تطفحان به، فلتعلم يا سفير القتل حبا أن الإيمان والكبر لا يجتمعان في قلب واحد.
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول للسيد/ رئيس الوزراء، كيف قبلت على نفسك يا رجل أن يخرج المستشار القانوني للرئيس ليعتذرعن تصريح أدليت به بمقولة أنك رجل عفوي؟!! رئيس وزراء عفوي؟ حاول معي أن تترجم وصف عفوي، هل معناها أنك لا تعني ما تقول؟ أن كلامك لا يمر على عقلك لتقييمه قبل أن ينطق به لسانك فلا تعرف كيف ومتى تمسك لسانك؟ أنك لا تدرك ما يجب أن تقول وما لا يجب أن تقول؟ قل لنا أي شهادة تحمل لكي نعرف من جانبنا كيف نتعامل معك وعلى أي محمل تريدنا أن نأخذ كلامك. رأيتك في العمرة تقف بين يدي الله الواحد القهار محاطا بالحرس والبودي جاردات المرعبين ضخام الجثة لا يظهر من جسدك سوي يداك المرفوعتين بالدعاء. حاول أن تتخيل كيف سينظر الله الواحد القهار لمنظرك هذا من فوق سابع سماء وأنت تقف بالبودي جاردات في قلب بيته وبين يديه محاولا الاختباء من قضائه وقدره، هل يقبل منك والدك أن تزوره وهذا حالك؟ لا تنس أن تأخذ حراسك معك في يوم الحشر، فقد ينفعوك .
من الآخر باسم الثورة والشهداء اقول للسيد/ رئيس الجمهورية، ظلمت نفسك بترشحك لرئاسة مصر، وظلم نفسه كل من وضع علامة أمام إسمك، وفيهم من دفع حياته كلها ثمنا، أنا مدين لك باعتذار، فلطالما قلت ، وفي عز جبروت مبارك، أنه أسوأ حاكم عرفته مصر في تاريخها، أعترف لك أنه لم يخطر ببالي ساعتئذ كم كنت على خطأ.
من الآخر باسم الثورة والشهداء أقول لكم جميعا منكم لله!