أزمة حقيقية ولغط حاد وحالة من التوتر الشديد سادت أروقة وزارة الطيران المدنى، بعد الإعلان عن تعيين عمر محمد مرسى، نجل رئيس الجمهورية، المتخرج فى عام 2012 بإحدى وظائفها دون نشر إعلان مسبق، فى واقعة وساطة ومحسوبية فجة ودون اعتبار للظرف العام الذى تمر به البلاد أو التعامل بحد أدنى من المساواة والعدل مع أقرانه الذين يبحثون عن فرصة عمل، وهو ما أثار غضب واحتجاج العاملين بالوزارة. وتحسبا لحدوث أى مظاهرات احتجاجية من جانب العمال، قامت أجهزة الأمن بالدفع بعدد 6 سيارات أمن مركزى، ومدرعتين، وسيارة إطفاء، فضلا عن وجود أربع سيارات أمن مركزى فى محيط الوزارة من الخارج، فى ظل حالة من الاستنفار الأمنى المكثف، تأهبا لمواجهة أى تظاهرات بسبب تعيين ابن مرسى بالوزارة.
على صعيد الرفض الشعبى دعا عدد من التيارات السياسية والشعبية إلى مسيرات لمحاصرة مبنى وزارة الطيران ومبنى «الشركة القابضة للمطارات» الملاصق للوزارة للمطالبة بتعيين كل الخريجيين العاطلين منذ سنوات عن العمل.
وبالتوازى، توالت الاعتراضات القانونية ضد تعيين ابن مرسى، حيث تقدم المواطن عصام خليل، ببلاغ إلى النائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبد الله، ضد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الطيران المدنى، ورئيس الشركة «القابضة للمطارات والملاحة الجوية»، ليطالب بعزل وزير الطيران ورئيس الشركة، والتحقيق فى الواقعة. البلاغ رقم (2662 لسنة 2013 عرائض النائب العام) سرد كيف عُين نجل الرئيس فى الشركة «القابضة للمطارات والملاحة الجوية»، ومعه تسعة أفراد آخرين بناء على إعلان داخلى.
بينما خرج الأخير بتدوينة على حسابه على «تويتر» يعلن أنه لم يستكمل أوراق تعيينه وطرح سؤالا: «كيف يحصل شاب على وظيفة فى مصر الحبيبة؟»، وكان الأجدر أن يوجهه إلى والده ويأتى بالإجابة لملايين العاطلين فى مصر بدلا من استخدام نفوذ والده لسرقة فرصة عمل.
على جانب آخر تظاهر عدد من الحاصلين على درجتى الدكتوراه والماجستير أمس أمام مقر حزب الحرية والعدالة المواجه لمبنى وزارة الداخلية وأمام مبنى مجلس الشورى، للمطالبة بتعيينهم أسوة بنجل رئيس الجمهورية خريج عام 2012.