كشف البروفيسور جيا زانج رئيس الجمعية الآسيوية لأمراض الكبد عن رصد خبراء الكبد الصينيين جينات جديدة من فيروس بي الكبدي من المحتمل أن تساعد في الشفاء من مرض فيروس بي الكبدي وإيجاد علاج له، خاصة أن مرضي الفيروس يتعذر علاجهم حتي الآن بمضادات الفيروس المعروفة، وقال زانج في الكلمة التي ألقاها بمؤتمر الاتحاد الآسيوي الباسيفيكي لأمراض الكبد الذي يعقد حاليا بالعاصمة الصينية بكين بمشاركة أكثر من 4500 طبيب من 40 دولة: إن الكروموسوم الذي يدعيcd26 من المحتمل أن يحدد الأشخاص الذين قد يستجيبون للعلاج بنسبة أكبر مقارنة بغيرهم من المرضي، حيث ثبت أن الخلفية الجينية للمريض تحدد نسبة الاستجابة للعلاج ومدي إمكانية إصابته بسرطان الكبد في المستقبل، خاصة أن واحداً من كل 100 ألف نسمة بآسيا معرض للإصابة بسرطان الكبد نتيجة الفيروسات الكبدية. من جانبه أوضح نائب وزير الصحة الصيني وي مين تاو أن التحدي الأكبر الذي يواجه مواطني بلاده هو انتشار مرض فيروس بي الكبدي بمعدلات تصل إلي 10% من مواطني البلاد البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، في الوقت الذي لا يزال يخضع فيه 19% منهم فقط للعلاج، 34% منهم يعالجون علي نفقة التأمين الصحي، بينما 56 % الباقون يعالجون علي حسابهم، لافتاً إلي أن الحكومة الصينية بدأت في تنفيذ برنامج طموح للتخلص من فيروس بي والذي يمثل المشكلة الرئيسية للصحة هناك بخلاف مصر التي ينتشر بها فيروس «سي» الكبدي بمعدل إصابة يصل إلي 9 ملايين مريض، ولفت تاو إلي وجود خطة لدي الحكومة تقضي بضرورة تغطية نفقات علاج كل المواطنين مع تطعيم جميع الفئات المعرضة للإصابة بالفيروس مثل الاطباء والتمريض واستخدام تقنية العلاج بالجينات للمرضي لتحديد الأشخاص الممكن استجابتهم للعلاج. فيما قام رئيس المؤتمر بتكريم الطبيب المصري العالمي الدكتور جمال شيحة أستاذ الكبد بجامعة المنصورة الذي يعد العضو العربي الأول و الوحيد بالاتحاد الآسيوي لأمراض الكبد، واستعرض البحث الخاص به الذي أجراه علي مرضي فيروس «سي» الكبدي الذي تم علاجهم بالإنترفيرون محلي الصنع والذي أكدت نتائجه ضرورة توفير المزيد من الدراسات حول ذلك العقار، خاصة أن نسبة الشفاء حسب الدراسة التي أجريت علي 114 مريضاً تصل إلي 25 %.. من جانبه قال شيحة إن مؤتمرالاتحاد الآسيوي يعد تجمعاً علمياً ضخماً لمناقشة الجديد في علاج الفيروسات الكبدية، خاصة فيروس «بي» الكبدي، مشيراً إلي ظهور عقار يمكنه زيادة نسبة الشفاء من فيروس سي الكبدي تصل لما بين 80 و90% وهو ما يعد طفرة في مجال علاج فيروس سي الكبدي تمد المرضي بالأمل وذلك إذا ماتم إعطاؤه لمريض فيروس سي الكبدي بالإضافة إلي الإنترفيرون طويل المفعول وأقراص الريبافيرين. ووجه شيحة انتقادات شديدة لوزارة الصحة لاعتمادها عقار الإنترفيرون المصري قبل إجراء دراسات كافية عليه، واصفاً تلك الخطوة بالمهزلة، وأكد شيحة أنه أجري دراساته عام 2004 قبل أن يثار الجدل الحالي حول العقار، لافتا إلي ضرورة تقييم العقار بحيادية تامة بعيداً عن صراعات شركات الأدوية، مؤكداً ضرورة وقف تعميم العقار بمراكز التأمين الصحي و اقتصارها علي عدد محدود جداً من تلك المراكز لحين الانتهاء من الدراسة المقارنة حوله لقياس فعاليته، وردا علي وجود دراسات تثبت أن العقار المصري تصل نسبة الاستجابة له إلي 55% قال شيحة إن الدراسة التي أجريت علي العقار غير كافية ولابد من تدعيمها بمزيد من الدراسات علي عدد أكبر من المرضي، وأوضح أن الطب يقوم حالياً علي الحقائق وليس علي نباهة الموظفين علي حد قوله. في المقابل أكد الدكتور قائد المرادي رئيس وحدة زراعة الكبد بمستشفي تيانجين الجامعي المعروف بإجرائه زراعة الكبد لآلاف المرضي من المصريين في تصريحات ل«الدستور» أن أزمة توقف المستشفي عن إجراء زراعات الكبد للأجانب راجع للضغوط التي مورست من قبل المنظمات الحقوقية والإعلام علي الصين لوقف زراعات الكبد للأجانب وإعطاء الأولوية للمواطنين، مشيراً إلي أن العمليات تجري حاليا بصور ودية وتعتمد علي الواسطة في المقام الأول من قبل السفراء العرب كالسفيرين المصري و السعودي، وقال المرادي رداً علي الاتهمامات بفشل أغلب العمليات والتربح من المرضي غير المؤهلين لإجراء الجراحات كمرضي سرطان الكبد إن المستشفي حقق نسب نجاح أكثر من 85%، وهناك شخصيات شهيرة من أعضاء مجلسي الشعب والشوري والسياسيين ورؤساء الجامعات قاموا بإجراء الجراحة بالصين وحالتهم مطمئنة، معرباً عن سعادته لإقرار قانون زراعة الأعضاء في مصر.