الانقسام الذى تواجهه مصر حاليا يثير تساؤلا عن سبب وقوف باراك أوباما، الزعيم الأكثر أهمية فى العالم والقائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية الأكثر قوة، مرتبكا وعاجزا فى مواجهة تحديات الإسلام الراديكالى، حسب ما نشرته مدونة «أمريكان ثينكر» الأمريكية. أكدت المدونة الأمريكية أنه من المحتمل أن تقوم وجهات نظر الرئيس أوباما عن المشكلات المتعلقة بالإسلام بخبرته الطفولية فى إندونيسيا، التى ولدت لديه انطباعا بأن غالبية المسلمين هم أهل للخير، وأنه وعلى الرغم من صحة هذا الانطباع فإنه أثر بطريقة سلبية على تفكيره الاستراتيجى والسلوك العملى لسياسته.
وتضيف «بالنسبة إلى الرئيس أوباما، فإن مصطلح الإسلام الراديكالى هو نوع من المحرمات، وفى فترة ولايته الأولى وعلى مدار أربع سنوات، لم يبرع فى نطقها ولو لمرة واحدة، وبدلا من ذلك كان يفضل تعريف أتباع الإسلام الراديكالى على أنهم مجرد إرهابيين، والمشكلة هنا أن الإرهاب هو طريقة مستخدمة من قِبل العدو لا اسمه، ونظرا لهذا الجهل أو الغطرسة، لم يستطع الرئيس أو وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون تطوير استراتيجية فعالة تجاه الإسلام الراديكالى بشكل عام وتجاه مصر بوجه الخصوص».
وترى أن الأعمال التى تقوم بها الإدارة الأمريكية الحالية تعمل على تسهيل نمو البذور السامة للإسلام الراديكالى، وأن أول شعاع أمل ظهر لزعيم الإخوان المسلمين الطموح والمتشدد محمد مرسى، عندما أصبح واضحا له أن الولاياتالمتحدة ضحت بحليفها المخلص حسنى مبارك، وأن مرسى ارتكب خطأ كبيرا للغاية، عندما افترض أنه أعد أرض خلود الجماعات الإسلامية المستبدة فى مصر، وأعلن السلطة المطلقة على البلاد، وأنه كان على عجله من أمره لأسلمة مصر بفرض الدستور المثير للريبة ذلك المشابه للدستور الإيرانى.
تختتم تقريرها قائلة «أحداث ميدان التحرير الحالية تمثل معضلة كبيرة لإدارة أوباما، والمشكلة هى أن التظاهرات المناهضة لمرسى تطارد الديكتاتور الجديد للخروج من قصره، الذى تحول لقلعة محاطة بالأسلاك الشائكة والدبابات».
وتضيف: «ليس من المحتمل أن يستقيل مرسى، وهو يعلم تماما ضعف باراك أوباما، ويفكر فى كل الوسائل الممكنة للحفاظ على سلطاته الديكتاتورية، والسؤال الذى يطرح نفسه حاليا هو، هل سيخذل الرئيس أوباما المتظاهرين المناهضين لمرسى بنفس الطريقة التى تخلى بها عن الإيرانيين الشباب الذين سال دمهم فى شوارع طهران عام 2009؟».