تعرضت المؤسسات الصحفية والإعلامية وجميع العاملين بها قبل ثورة 25 يناير وخلالها وبعدها إلى عديد من الاعتداءات والانتهاكات بجميع الأساليب، سواء فى عهد الرئيس المخلوع أو فى أثناء الثورة وفى عهد المجلس العسكرى والمشير طنطاوى، والآن فى عهد الرئيس المنتخب بعد الثورة الدكتور محمد مرسى، بل كانت أكثر فجاجة فى عهد مرسى. ففى عهد الرئيس المخلوع مبارك وأنس الفقى، وزير الإعلام وقتها، ومن قبله صفوت الشريف، كانت الاعتداءات على الصحفيين والإعلاميين تتراوح ما بين إغلاق الصحف وتغيير سياستها التحريرية وإخراس صوتها، وقد كانت جريدتا «الدستور» و«الشعب» مثالين لهذا، بينما صدرت فى عصر المخلوع أحكام بالحبس لعدد من الصحفيين، مثل الحكم بالحبس سنة على كل من إبراهيم عيسى وعبد الحليم قنديل ووائل الإبراشى وعادل حمودة، بعد إدانتهم بتهمة سب وقذف الرئيس مبارك وابنه جمال، إلى جانب نشر أخبار كاذبة تسىء إلى رموز الحزب الوطنى الحاكم، فضلا عن قضية صحة الرئيس الشهيرة عام 2006 لرئيس تحرير جريدة «الدستور» السابق إبراهيم عيسى، فضلا عن الاعتداء بالضرب على الكاتب الصحفى الدكتور عبد الحليم قنديل بالضرب وتركه عاريا فى الصحراء، ورغم قيام الثورة فى يناير 2011 ضد كل ممارسات الاستبداد والقمع وبعد التنحى وتحديدا فى عهد المشير طنطاوى والمجلس العسكرى كانت الاعتداءات تحمل أساليب جديدة واضحة، وهى إما منع الصحف من الصدور وإما التحقيق مع إعلاميين وصحفيين أمام القضاء العسكرى مثلما حدث مع الإعلاميين يسرى فودة وريم ماجد وغيرهما، وذلك بعد بلاغات من مواطنين ضدهما تتهمهما بالتحريض على إسقاط الدولة والهجوم على المجلس العسكرى الحاكم، فضلا عن إجبار إدارة قناة على فصل الإعلامية دينا عبد الرحمن بعد الرد على الخبير الاستراتيجى اللواء عبد المنعم كاطو خلال مداخلة تليفونية، انتقد فيها بعنف مقال الكاتبة نجلاء بدير المنشور بجريدة «التحرير»، الذى حمل عنوان «أنا بالفعل آسفة»، التى تنتقد فيه اللواء حسن الروينى.
فى عهد الرئيس الإخوانى محمد مرسى وطوال العامين لم يختلف الوضع تماما، بل ربما زاد بشكل أكبر، فقد وقعت اعتداءات كثيرة على الصحفيين والإعلاميين، وتم التعامل معهم على أنهم «أعداء» هذه الهجمة الإخوانية على الصحافة والإعلام، بدأت بمنع مقالات لكبار الكتاب من النشر فى بعض الصحف القومية ومنع صحف أخرى من الصدور والاعتداء عليهم فى أثناء تأدية واجبهم فى تغطية الأحداث، بالإضافة إلى محاصرة أكبر مدينة بث للقنوات الفضائية، وهى مدينة الإنتاج الإعلامى، والمحاصرة والاعتداء على جريدة «الوفد»، وتهديد بعض الصحف الخاصة الأخرى بالاعتداء عليها، فضلا عن وضع مواد فى الدستور الجديد تجيز حبس الصحفيين فى قضايا النشر، بل وتتراجع عما حصلت عليه الجماعة الصحفية خلال السنوات الماضية من حقوق.
بينما وصل الاعتداء على الصحفيين إلى حد الاغتيال، حيث تم اغتيال الصحفى الشهيد الحسينى أبو ضيف على يد ميليشيات إخوانية فى أثناء تأدية واجبه فى تغطية أحداث الاتحادية الدامية، وكشف ميليشيات الإخوان فى أثناء اعتدائهم على المتظاهرين وقتلهم.