هي كلمات غريبة تبدو وكأنها شفرات سرية يتحدث بها الشباب بين بعضهم بعيداً عن كلمات أو لغة أصبحت بالنسبة إليهم رمزاً لعدم التطور في عصر «الفيس بوك» و«البلاك بيري»، إضافة إلي أنها تمنحهم شعوراً بالخصوصية والتميز والاختلاف بعيداً عن واقع روتيني لا يملأه إلا كل ما هو متحجر، ووسط اتهامات بالتفاهة والهيافة والثقافة الضحلة من جانب مجتمع يحيط بهم. فور سماعك إحدي تلك الكلمات من الممكن أن تنتابك نوبة من الاستغراب والدهشة، أو شعور بأنك تعيش في عالم آخر علي بعد آلاف السنين من أولئك الشباب «الجامد فحت» أو «العيال النايتي». لا يمكن القول إن هناك مصدرًا محددًا أو منبعًا رئيسيًا يخرج بتلك الكلمات «المطرقعة» إلي الحياة ومن ثم تتناقلها الألسنة، ولكن يمكن القول إن أكبر سوق تشهد تداولاً لهذه الكلمات هي أي تجمع شبابي في الجامعة أو المدارس أو الشارع أو النوادي، لتلعب السينما بعد ذلك دورًا مهمًا في ترويج تلك الكلمات بين عدد أضخم من الشباب. حاولت في هذا الموضوع «زنجفة» بعض الكلمات والعبارات التي قد تكون مفيدة لأولئك الذين قد يسمعونها ولا يعرفون معناها، حيث تبدو لهم تلك الكلمات «غريبة مُلّة»، وليست إلا أحد أوجه «الهرتلة» الاجتماعية التي نحياها. فإذا كنت في حاجة للتعبير عن إعجابك الشديد تجاه موضوع عام أو فكرة محددة أو أي شيء تراه مدهشًا فيمكنك الاختيار بين «جامد تنين» أو «جامد فحت»، «جاحد آخر حاجة» «في الجووون» أو «جامد فتيق» و«حوار جامد هبل السنين». وإذا كان الكلام الذي تسمعه من فصيلة الكلام الجميل المعقول اللي مش ممكن تقول حاجة عنه، فيمكنك قول «ده كلام خس»، وإذا كان الكلام مش خس فتأكد أن المتحدث هو «عيل فصيل»، ويطلق هذا المصطلح علي ذلك النوع من البشر الذي يستطيع بمجرد ظهوره سحب كل ذرة أوكسجين من المكان، وبعبارة أخري فهو «شخص أومليت» وتحتوي عباراته علي الكثير من «القلش الرخيص»، ومن الآخر «الواد ده حمضان». وفي محاولات التهرب والتخلص من الأخ «الفصيل» أو «البرشوط» و«الخنيق» اطلب منه فوراً أن «ينزل من علي ودانك» ولو منزلش قوله «فكك مني» أو «فكك من اللي يشكك». وأثناء حديثك مع أحد الشباب «المهيبر» بالتأكيد ستسمع كلمات تبدو غريبة ولكنها لطيفة ومقبولة، فإذا كان الحديث في سياق ترتيب خروجه أو نزوله فسيسألك «إيه النيز» وهي اختصار ل «إيه النظام» وهناك أجوبة معدة سلفاً للرد علي سؤال «إيه النظام»، مثل «تكسير عظام» أو «فانوسين واكصدام» أو أي حاجة آخرها «ام»، وهي كلها إجابات علي سبيل «القلش» أو «الهلك» أو بمعني أدق «الاستظراف». وبما أنك خارج عشان «تشهيص» يعني تروق نفسك ومزاجك، لا يمكن أن تكتمل الليلة دون «كاشات» أو «بنك نوت» أو «كام جندي»، وهو الاسم الجديد للجنيه، فيجب الاطمئنان علي حالة الكاشات وبالتالي تحديد مكان الخروجة التي ستحدد حجم «الشهيصة» التي ستحصل عليها، ليكون السؤال هو «مكّيش ولا مخيّش؟»، فإذا كنت مكيش دوس يا معلم، وإذا كنت مخيش قضيها «بي إس» (بلاي ستيشن) في البيت عشان تبقي «مليطة»، ومليطة هي حالة «الفوضي الصاخبة» أو «العك الهادف»! وإذا كانت الدماغ مش «طالبة» خروج، فستكون الكلمة المناسبة للتعبير عن حالة البقاء في البيت هي «مأنتخ» أو «مفخد» أو «مستكنيس». وفي التعاملات اليومية في حياة الهيبرة، هناك الكثير من الكلمات ذات الدلالات المختلفة علي الرغم من تشابهها ببعضها، فعلي سبيل المثال كلمة «فاكسان» تعني «فاشل» أو «بلا قيمة» أما كلمة «افتكاسة» فلها معني مختلف تماماً، فهي تشير إلي شيء جديد أو أي حاجة «مطرقعة»، وإذا لم تعجبك هذه الطرقعة يبقي «فاكس يا عم» وفكك من العيال «السيس»، يعني فرافير، ولو الحوار «جامد موز» يبقي «الأداء أصلي» و«من الآخر». ولو حد قالك «أبجني تجدني» يبقي فكك منه «وش» يعني «فوراً أو بسرعة»، لأنه هيكون عايز يطلّع منك أي «حملجة» وحملجة يعني مصلحة، وفي أغلب الأحيان بيكون الشخص المحملج «شاب منفسن» أو «نفسية»، وإذا أردت التخلص من هذه النفسية يبقي لازم «تكحرته» وتقوله «قصر» عشان «يلخص» وما «يحورش»، واطلب منه أن «يرسيك علي التيتة» والتيتة هي الخلاصة أو الزبدة، وإذا «أفور» يعني زودها في الرغي، يبقي مفيش غير انك «تفلّق» و«تكبّر دماغك» ولسان حالك يقول «شت طحن» أو «شت موت» تعبيراً عن حالة الغضب والاستياء.