من أسوأ مظاهر الموسم الكروي الحالي كان فيلم الشتاء والصيف بطولة عدلي القيعي مدير التسويق بالأهلي ووليد سليمان لاعب بتروجت.. قد يبدو الأمر بسيطاً وهيناً، وقد يبدو عادياً ويروق لجماهير الأهلي، لكنه في حقيقة الأمر أمر يبعث علي الرثاء والحسرة ويعني ببساطة أنه ليس لدينا اتحاد كرة ينظم ويدير أي مسابقة بشكل احترافي يكرس جزءًا أو بعضا من مبادئ اللعب النظيف تبع عمنا بلاتر.. يعني بصريح العبارة «العيب في النظام».. فلا يوجد ناد في أي مسابقة كرة في العالم يفاوض لاعبا 365 يوما في السنة، مساءً وصباحا وفي فترة الانتقالات الصيفية ثم الشتوية ثم الصيفية التي تعقب الشتوية ثم في الأيام التي تفصل بين الفترتين، حتي لو كان هذا التفاوض شرعيا ومشروعا وبفاكسات مش من بتاعة بالميراس ترسل يومياً أو شهريا إلي ناديه المسكين الذي لم يعرض قط اللاعب للبيع ولم يقل أبداً ولم يبدو عليه إطلاقاً أي أعراض تدل علي أنه يريد بيع اللاعب.. كما لا يوجد لاعب في العالم يرتبط بعقد احترافي مع أي ناد في العالم يخرج - دون أن يوقفه أحد - في كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والقادمة من الفضاء وعلي الشبكة العنكبوتية في الصباح وبعد الظهر وعند صلاة العصر وحتي حلول المساء ليقول إنه يحب الأهلي ويموت في دباديب الأهلي ويريد الانتقال للأهلي، بينما هو قد لهف مئات الآلاف من الجنيهات وربما الملايين من عقد احترافي يمتد لثلاث أو أربع سنوات مقبلة مع ناديه الأصلي.. ولأن العيب في النظام، فلا يوجد اتحاد في أي منطقة من المناطق الملتهبة في العالم أو التي تعتمد الفوضي أسلوب عمل وحياة، أو تلك التي ترزح تحت وطأة الاحتلال أو تحيا تحت نيران الحروب الأهلية، يسمح لأي فريق أهلي أو غير أهلي بأن يفعل ذلك أو أقل بخمسة وعشرين سنة ضوئية من ذلك.. ولو أننا في انجلترا أو في أي بلد متحضر آخر، لاستدعت لجنة علي الفور اللاعب المفتوح علي التفاوض والنادي الذي يفاوضه بفاكسات شرعية ومن جانب واحد طيلة الموسم، وربما لفرض عقوبة علي ناديه قليل الحيلة ورئيس ناديه الحاضر الغائب الذي لا يفعل شيئا.. هكذا يبدو بتروجت ناديا بدون إدارة، ولو أن هناك رئيسا ملو هدومه، لفعل أضعف الإيمان ورفع سماعة الهاتف المتنقل وضرب «ميسد كول» لنظيره حسن حمدي، ليقول له أرجوكم توقفوا وعندما نرغب في بيع اللاعب سيكون الأهلي أول من نعرضه عليه.. أما لو كان هناك رئيس ناد من النوع الحراق، لأرسل لاتحاد الكرة يهدد ويتوعد ولا بأس أن يستنجد بعبد المعين من تضرر ناديه من مفاوضات الأهلي الشرعية ليلا ونهاراً مع لاعب لا يرغب النادي في بيعه، لأنه ناد يريد المنافسة علي بطولة لو كان اتحاد عبدالمعين يعتقد أن من حق الأندية غير الأهلي والزمالك شرعاً أن يكون لها طموح مشروع في المنافسة علي بطولة. والأسئلة التي لا تجد أجوبة: هل يُسمح للنادي الأهلي أن يدخل من الطريق الشرعي ليفاوض أي لاعب لم يفكر ناديه في بيعه؟.. وهل أخلاقيات الأهلي التي لا شك فيها تسمح له بالتجاوب مع حالة المراهقة الكروية للاعب يحصل علي الملايين من ناديه؟.. وهل أخلاقيات الأهلي التي لا شك فيها تسمح له بالإلحاح وإرسال فاكس في الشتاء وغيره في الصيف لضم اللاعب دون أن ينضم هذا اللاعب، ودون أن يوافق ناديه أبداً علي بيعه؟.. وإذا كان نادي بتروجت مسكينًا وغير قادر علي ضبط فونية هيام لاعبه علي نفسه خاصة بالليل، هل الأهلي غير قادر علي تصويب الأمور وغلق الملف والقول للاعب سنضمك عندما ينتهي عقدك مع ناديك لو حافظت علي مستواك؟.. وهل الأهلي، وهو النادي المحترف الوحيد في منظومة تسبح في بحر الهواية، بطوله، بعرضه، ببطولاته يقف علي لاعب لا يريد ناديه بيعه مهما كان حجمه؟. وهل يضمن القيعي أو غيره بعد كل هذا الضغط الجوي والبحري والبري علي بتروجت ورئيسه الأعزل ألا يتحول اللاعب إلي دكة البدلاء؟.. والأهم أنه وبعد كل هذه الفاكسات الشرعية، وكل فترات الانتقالات الصيفية والشتوية، هل القيعي لا يزال بحاجة لمن يجعله يفهم أن النادي بحاجة للاعب، وأن هناك شيئًا اسمه أخلاقيات الأهلي حتي لو كان العيب في النظام؟!!..