وزير الإسكان يتابع جهود تحسين مستوى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي    التموين تزف بشرى سارة عن أسعار السندويتشات في المحلات بسبب الرغيف السياحي    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    المالية: الفجوة التمويلية بأفريقيا تؤدي إلى تراجع معدلات الاستثمارات التنموية    مصادر: تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة قد يؤجل للجمعة    بوريل: "الكهرباء الأوكرانية" عرضة للتدمير بسبب تأخر توريد أنظمة الدفاع الجوي    تأكد غياب كارفاخال عن موقعة ريال مدريد وبايرن ميونخ بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا    اليوم.. محاكمة حسين الشحات بتهمة التعدي بالضرب على محمد الشيبي    نجم الأهلي: مباراة مازيمبي صعبة لهذه الأسباب    فيديو.. الأرصاد: الأجواء مستقرة بشكل كبير حتى الاثنين المقبل    «التضامن» تكشف عن خطتها لتيسير حج الجمعيات الأهلية.. «باصات» ووعظ ديني    علاقة شذوذ تنتهي بشروع طالب في قتل ثلاثيني ب6 أكتوبر    كثافات مرورية متحركة بشوارع القاهرة والجيزة    فيلم «عالماشي» يحقق إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر.. كم بلغت؟    عاجل| العواصف الرملية.. تعرف على التأثير الصحي للعواصف الترابية على أصحاب الجيوب الأنفية    «الرعاية الصحية»: 10 مستشفيات جديدة تدخل الخدمة في يونيو المقبل    وزير الري: تحديد مواقع ورسم خرائط مآخذ المياه ومراجعة منحنيات التصرفات    تحذيرات من تسونامي في إندونيسيا نتيجة تساقط الحمم البركانية في البحر (فيديو)    جامعة عين شمس تناقش جهود تحالف الأقاليم في إطلاق القوافل التنموية    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    سعر الدولار بالجنيه الآن في البنوك و السوق السوداء اليوم الخميس بعد الانخفاض الجديد    واشنطن توافق على عملية عسكرية إسرائيلية في رفح مقابل هذا الشرط    أسعار اللحوم والفراخ في أسواق أسيوط اليوم الخميس    تفاصيل المذبحة الأسرية فى الغربية ..المتهم والضحايا يقيمون فى منزل العائلة بكفر الزيات    وزير المالية يلتقي رئيس «النقد العربي»: حريصون على تعزيز التعاون على المستويين الثنائي والإقليمي    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    أسعار الحديد اليوم الخميس 18 - 4 - 2024 في الأسواق    اليوم، زد يحل ضيفًا ثقيلا على الإسماعيلي بالدوري    أسعار الأسمنت اليوم الخميس 18 - 4 - 2024 في الأسواق    حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    زلزال بقوة 6ر6 درجة يضرب غرب اليابان    حالة طقس السعودية والخليج.. وحقيقة تأثُّر مصر بمنخفض الهدير    بعد استقالة المحافظين.. هل تشهد الحكومة تعديل وزاري جديد؟    «تموين بني سويف»: حملات مستمرة لمتابعة إنتاج رغيف خبز يليق بالمواطنين    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    الصين قادمة    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    7 علامات بالجسم تنذر بأمراض خطيرة.. اذهب إلى الطبيب فورا    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    «البيت بيتى 2».. عودة بينو وكراكيرى    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024.. 5 أيام متصلة مدفوعة الأجر    الجزائر تقدم مساهمة استثنائية ب15 مليون دولار للأونروا    إبراهيم سعيد: احتفالات لاعبي الزمالك بعد الفوز على الأهلي مبالغ فيها    أنت لي.. روتانا تطرح أغنية ناتاشا الجديدة    «معلومات الوزراء»: 1.38 تريليون دولار قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية عالميًا عام 2023    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    ارسنال ومانشستر سيتى آخر ضحايا الدورى الإنجليزى فى أبطال أوروبا    صفقتان من العيار الثقيل على أعتاب الزمالك.. وكيل لاعبين يكشف التفاصيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماهير الأهلي‏..‏ الوجه الحقيقي

مخطئ من يظن أن أزمة لافتات جماهير النادي الأهلي في لقاء انبي التي طالبت فيها بإحداث التغيير انتهت‏..‏ ومخطئ من يتصور أن الأمر لا يتعدي حدثا عارضا شهدته مباراة واحدة‏..
‏ بل القضية تتصاعد يوما بعد يوم قد تتحول قنبلة موقوتة في حال عدم مواجهة اللافتات بعودة الكرة الجميلة والانتصارات المدوية للفريق‏.‏
الأهلي ليس ناديا يعمل بمعزل عن جماهيره‏..‏ ومن يردد هذه الكلمات يعاني من عدم الوعي في قراءة فصول علاقة النادي بالجماهير‏..‏ وقراءة حيثيات قرارات مصيرية عرفها الأهلي في الألفية الثالثة كان للجمهور دور مؤثر فيها‏.‏
فالأهلي أظهر الدور الحقيقي والتأثير الفعال لجماهيره في صناعة القرار عندما ظهر عدلي القيعي مدير التسويق والتعاقدات يطالب الجماهير بمقاطعة شركة محمول كبري في مصر كوسيلة ضغط علي الشركة لاجبارها علي عدم إذاعة اعلانات قام لاعبو الفريق بتصويرها بعد تعاقدهم مع الشركة وهو ما يضر بعقود رعاية مالية للنادي وتضعه أمام خسائر مالية ضخمة‏..‏ ولولا سلاح الجماهير ما تراجعت الشركة بصورة مؤقتة عن إذاعة الاعلانات‏.‏
والجماهير هي السلاح الذي يلجأ اليه الجهاز الفني في لقاءاته المهمة ووسط انهيار فني يعاني منه الفريق لتقديم الدعم وإرهاب المنافسين في نفس الوقت وعندما تغضب الجماهير وتعلن الانقلاب علي الجهاز الفني فلابد من اعتراف القائمين عليه كحسام البدري المدير الفني وهادي خشبة مدير الكرة بالخطأ والبحث عن علاجه والابتعاد عن نغمة انها قلة لا تعبر عن الجمهور الحقيقي للأهلي فالجماهير الأهلاوية شريكة في اتخاذ القرار وهي حقيقة يعلمها مسئولو النادي جيدا خاصة في الالفية الثالثة التي تعد الحقبة الزمنية الأكثر تفاعلا للجماهير واحداثها التغيير وأداء دور البطولة في اتخاذ القرار‏.‏ وتعد الألفية الثالثة نموذجا صارخا لحالات عديدة كان للجماهير فيها دور مؤثر في صناعة القرار وتوجيه المسئولين إلي خطوات كانوا يرفضونها في السابق‏.‏
صيف عام‏2000‏ كان هو البداية في هذا المسلسل من تصاعد وتفاعل التأثير الجماهيري في قرارات النادي الأهلي‏.‏
أول ضحايا الجماهير كان هو راينر تسوبيل المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بين عامي‏1998‏ و‏2000.‏
في صيف عام‏2000‏ رحل التوأم حسام وإبراهيم حسن عن الأهلي وانتقلا إلي الزمالك في صفقة وصفتها إدارة النادي الأبيض وقتها ب صفقة القرن بحكم التاريخ الكبير الذي حققه التوأم مع الأهلي‏..‏ وجاء رحيلهما بسبب خلافات ساحنة مع راينر تسوبيل ورغبته في الاطاحة بهما وشاركه نفس الأمر الراحل ثابت البطل مدير الكرة‏..‏ وعندما رحل التوأم حسن كان صالح سليم رئيس النادي وقتها وأهم رمز إداري عرفه الأهلي قرر تمديد تعاقد تسوبيل وباقي الجهاز الفني المعاون لموسم اضافي‏2001/2000‏ سواء بمواجهات في كأس مصر أو دوري الأبطال الإفريقي‏,‏ وشهدت مدرجات الأهلي ثورة جماهيرية ضد تسوبيل وجهازه في‏4‏ مباريات متتالية وقتها بعد اعلان التوأم حسن الانتقال إلي الزمالك‏..‏ وهتفت الجماهير ضد إدارة النادي رافضة استمرار راينر تسوبيل لموسم أخر‏.‏
والمثير أن صالح سليم تأثر بهذا الغضب في موقف نادر وقرر عدم تفعيل قرار التجديد للمدرب الالماني ثم عزله من منصبه وتعيين مختار مختار مدربا عاما يبدأ الموسم الجديد الذي شهد بعد انطلاقة استقدام الألماني هانز ديكسي لقيادة الفريق‏.‏
وديكسي نفسه كان ضحية لنموذج لافتة الجماهير الأخيرة التي كتب فيها الحساب في نهاية الموسم عفا عليه الزمن‏.‏
وبعد فقدان الأهلي لقب الدوري الممتاز لمصلحة الزمالك تقرر عدم تجديد تعاقده لموسم اضافي وأبلغ المدرب الألماني بهذا القرار والمثير ان الإدارة اعلنت اختيار البرتغالي مانويل جوزيه مديرا فنيا اعتبار من الموسم التالي‏2002/2001,‏ وحضر جوزيه إلي القاهرة لمشاهدة الفريق يواجه غزل المحلة مع الخواجة الألماني في نهائي كأس مصر بصيف عام‏2001..‏ وكان هو عريس المباراة واحتفت به الجماهير بوصفه المدرب الكبير الذي اعلنت عنه الإدارة وتناست الخواجة الألماني الذي انهي مشواره ببطولة كأس مصر‏.‏
من الوقائع الشهيرة في التاريخ الأهلاوي المعاصر اقدام احد أكبر رموز النادي والكرة شخص لعب دورا قياديا في إدارة الكرة لأكثر من‏4‏ عقود علي تقديم استقالته من منصبه احتراما للجماهير بعد فقدان بطولة وأيضا للهتاف ضد الجهاز الفني والمطالبة برحيله‏.‏
هذا الاسم الكبير هو طارق سليم عضو لجنة الكرة الحالي وأحد رموز تطبيق مبدأ الحساب في نهاية الموسم‏..‏ وهو الذي تقدم باستقالته من منصب المشرف العام علي الكرة ولحق به علاء عبدالصادق ساعده الأيمن ومدير الكرة بعد خسارة الأهلي لقب الدوري الممتاز موسم‏2003/2002‏ بعد الهزيمة الشهيرة أمام إنبي بهدف مقابل لاشيء في الأسبوع الأخير للموسم لينتقل الدرع إلي الأهلي‏..‏ في تلك المباراة هتفت الجماهير بقوة ضد اللاعبين والجهاز الفني الذي كان يقوده الهولندي جو بونفرير المدير الفني‏..‏ والذي تمت إقالته من منصبه بعد المباراة مباشرة وتقدم سليم وصادق باستقالتهما من منصبيهما احتراما لإرادة الجماهير خاصة بعد التقارير المضادة لهما حول غياب القبضة الحديدية علي اللاعبين وسهر عدد منهم خارج القاهرة قبل مواجهة إنبي‏.‏
ولم يكن الموسم الكروي قد انتهي وقتها حيث كانت هناك ارتباطات بأداء مسابقة كأس مصر والتي أحرز فيها الفريق اللقب تحت قيادة جهاز فني جديد قاده فتحي مبروك كمدير فني ومحمود الخطيب كمشرف عام علي الكرة تفرغ وقتها الأخير لإدارة الفريق ونال إجازة من عمله‏...‏ ولم يأت الجهاز الفني الجديد سوي بدعوة جماهيرية أجبرت طارق سليم علي الاستقالة وإقالة الإدارة لجو بونفرير من منصب المدير الفني‏.‏
أهم سيناريوهات تدخل الجماهير في دائرة اتخاذ القرار بالنادي الأهلي كانت في أكتوبر‏2003‏ عندما انهار فريق الكرة تحت قيادة البرتغالي توني أوليفيرا المدير الفني سواء بالتراجع إلي المركز العاشر في الدوري الممتاز ووداع مسابقة كأس الكونفيدرالية الإفريقية من دور الثمانية‏.‏
وقتها قامت الجماهير بالهتاف باسم مانويل جوزيه وتعليق لافتات وصور للخواجة البرتغالي عنوانها يجيني اللي بحبه تاني‏..‏ علشان الستة ترجع تاني‏..‏ وهي لافتات كانت تشير إلي الانتصار الشهير للأهلي علي الزمالك بستة أهداف مقابل هدف في الدوري الممتاز موسم‏2001‏ و‏2002‏ تحت قيادة مانويل جوزيه‏..‏ وظهرت اللافتات في لقاء الأهلي مع الزمالك بقمة الدور الأول لموسم‏2004/2003‏ والتي أقيل قبلها أوليفيرا ومنح منصبه إلي فتحي مبروك‏..‏ والمثير أن هتافات الجماهير أجبرت وقتها إدارة الأهلي علي اتخاذ قرار بالتعاقد مع المدرب البرتغالي متناسية مبدأ لديها أعلن عنه عند رفض تجديد عقد جوزيه صيف عام‏2002‏ وهو تفكيره في الرحيل قبل وفاة صالح سليم‏.‏ وذهب مسئولو النادي إلي البرتغال وتفاوضوا مع إدارة نادي بيلينسينس من أجل فسخ التعاقد بينهما وبين جوزيه للانتقال إلي قيادة الأهلي‏..‏ وسدد الأهلي الشرط الجزائي المنصوص عليه في تعاقد مانويل جوزيه وأعاده إلي منصب المدير الفني مرة أخري وأنهي تجربة فتحي مبروك سريعا‏..‏ وكان في استقبال الخواجة البرتغالي آلاف الجماهير في ملعب مختار التتش حاملين لافتات معدلة كان مضمونها جالي اللي بحبه جالي‏..‏ الستة هاترجع تاني‏.‏ ولأن مانويل جوزيه رجل عرف عنه الذكاء الحاد فأتقن سريعا فنون اللعبة وتتمثل في ضرورة اكتساب حب جماهير الأهلي والحصول علي دعمها في مشواره‏..‏ بل دخلت طرفا معه في خصومات مع لاعبين وأندية واتحاد الكرة وبقي هو المعشوق الأول للجماهير حتي اختار وقت الرحيل عن تدريب الفريق‏..‏
مسئولو الأهلي في نموذج آخر استعانوا بالجماهير لتحديد خارطة طريقهم في قرار عصيب سيطر علي النادي في صيف عام‏2009..‏ عندما رحل مانويل جوزيه عن تدريب الفريق وتم تنصيب حسام البدري خليفة له وطلب الأخير إعادة عصام الحضري مرة أخري إلي صفوف الفريق لحاجته إلي جهوده‏..‏ وكان الحارس المخضرم نفسه طلب العودة بعد تألقه اللافت مع المنتخب الوطني في كأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا‏..‏ والمثير أن الجماهير هي من رفضت إتمام الصفقة وواصلت الهتاف ضد الحارس المخضرم في المدرجات وأبرزها ما حدث عندما خسر الفريق أمام حرس الحدود بهدفين وفقدانه لقب كأس السوبر المحلي‏..‏ بالرغم من ذلك الانهيار لم يكن للجماهير تراجع عن مبدأ رفض عودة الحضري ولم تنس له خطيأته الشهيرة بالهروب من الأهلي في فبراير‏2009.‏
‏..‏ واضطر حسن حمدي رئيس النادي والذي كان يميل إلي رفض عودته لحسم الملف تماما ورفض الفكرة وأعلن احترام مشاعر جماهير الأهلي التي لا أحد ينسي مدي عدائها للحارس عندما كانت تحيي المنتخب الوطني في مبارياته وتنهال في نفس الوقت علي الحارس المخضرم بالهتافات العدائية في مشهد ظل يتكرر لمدة عام كامل بعد واقعة الهروب الشهيرة إلي إف‏.‏ سي‏.‏ سيون السويسري‏..‏ وكانت لاستفتاءات الأهلي الجماهيرية عبر منافذه الإعلامية حول عودة الحضري من عدمه في مايو الماضي بعد طلب الحارس العودة وبكائه في برنامج تليفزيوني هي كلمة السر وراء رفض طلبه بعد أن أظهرت أغلبية لدي الجماهير ترفض إعادة الحضري‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.