يستعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين لاجراء تعديل وزاري في حكومته غداة الهزيمة الكبيرة لليمين في الانتخابات الاقليمية بينما يقول مسؤولون يمينيون ان ذلك سيجبره على اعادة النظر في استراتيجيته خلال ما تبقى من ولايته. وتوجه رئيس الوزراء فرنسوا فيون صباح الاثنين الى الاليزيه ليبحث مع ساركوزي تداعيات الانتخابات، وهي الاخيرة قبل الانتخابات الرئاسية العام 2010. وقال فيون مساء الاحد ان هذه الهزيمة الانتخابية "تشكل خيبة امل للاكثرية"، مضيفا "اتحمل جزءا من مسؤوليتي".ولكن يبدو واضحا ان فيون لن يقدم استقالته. وفي الدورة الانتخابية الثانية التي اكدت بوضوح نتائج الدورة الاولى، حصد اليسار 54 في المئة من الاصوات متقدما في شكل كبير على اليمين الذي نال 35.5 في المئة، وذلك وفق نتائج شملت غالبية المناطق. وحصلت الجبهة الوطنية الحزب اليميني المتطرف بزعامة جان ماري لوبن، على اكثر من تسعة في المئة من الاصوات. واعلن الاليزيه ان الرئيس الفرنسي سيجري تعديلا "محدودا" و"تقنيا" لحكومته. وتوقعت الصحافة الاثنين ان يتم اعلان هذا التعديل في اليوم نفسه. وقال كلود جيان كبير مستشاري ساركوزي ان "الانتخابات تشكل دائما دلالة ورسالة"، مؤكدا ان ساركوزي "مصمم على تلقي" هذه الرسالة. ويزداد الاستياء لدى فئة من اليمين الحاكم التي تطالب باعادة نظر في الاولويات خلال القسم الثاني من الولاية الرئاسية والتخلي عن بعض الاصلاحات التي اسيء فهمها لدى القاعدة الناخبة للاكثرية. وفي هذا الاطار، قال جان فرنسوا كوبيه زعيم الكتلة النيابية لحزب التجمع من أجل حركة شعبية الحاكم "لا أحد يتصور انه لن يكون هناك اصلاح لنظام التقاعد". وفي ضوء الانتخابات الاقليمية، سيتولى اليسار ادارة 21 من 22 منطقة في فرنسا الداخل. اما منطقة الالزاس (شرق) فباتت اخر معاقل اليمين بعدما صمدت في وجه تحالف الاشتراكيين والخضر. وفي فرنسا ما وراء البحار، فاز اليمين بمنطقتي ريونيون (المحيط الهندي) وجويانا (اميركا اللاتينية). وتحدثت صحيفة لو باريزيان الاثنين عن "عودة اليسار"، فيما عنونت صحيفة ليبيراسيون "يوم اليسار". وبذلك، يكون الاشتراكيون المنقسمون والذين افتقدوا الى اي مشروع متجانس منذ بداية ولاية ساركوزي العام 2007 قد حققوا عودة لافتة. وحقق هذا الفوز لزعيمتهم مارتين اوبريه الشرعية التي تحتاج اليها لتكون بديلا من الرئيس اليميني. وعليه، ستنافس اوبريه كلا من مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان وسيجولين روايال التي فازت الاحد في منطقتها بواتو-شارانت (غرب) للحصول على ترشيح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية العام 2012.