أنا متزوّجة من 7 سنين ولديّ طفلة واحدة، متزوّجة من رجل لا يعرف ربنا ولا بيتّقيه فيّ، لا بيصلّي وبيشرب مخدرات، وطبعا ماعرفتش بده كله إلا بعد الزواج؛ لأن فترة خطوبتنا كانت صغيرة، وكان ظاهر بأسلوبه إنه إنسان مميّز، ولكن بعد الزواج ظهر على حقيقته؛ على طول عايشة في خصام وإهانات. استمريت معاه الفترة دي كلها على أمل إن ربنا يهديه، حاولت معاه كتير للإصلاح، لكن دون جدوى، قرّرت أكتفي بطفلة واحدة على أمل إصلاحه، ناس كتير بينصحوني بالانفصال، بس أنا رافضة علشان خاطر بنتي تتربّى بينّا، على الرغم من إنه مابيصرفش على البيت إلا قليل جدا، طلباته كتيرة في مصاريفه الشخصية الشرب وخلافه، مستحملة ده كله بس وصلت لدرجة اليأس في إصلاحه وفي العيشة معاه، ومش عارفة أعمل إيه؟
Shnouq
صديقتنا العزيزة.. رسالتك تطرق بقوة مَن يتعجّل في الزواج ويقصر فترة الخطبة، وتقرع ضمير مَن لا يسأل كثيرا وكثيرا جدا عمّن يُعطيه ابنته؛ فهي أمانة يجب على الأب أن يؤدّيها بعد التأكّد التام مِن أن مَن سيُعطيها له يستحقها، ولا يخدعه بصلاح الظاهر بينما الباطن خراب. وقد شعرت بما تريدين إيصاله تماما، وفكّرت كثيرا في مدى ما تعانين كل لحظة وكل دقيقة، وحجم الضغط النفسي الرهيب الذي تتحمّلينه معه كل يوم ولمدة 7 سنوات متصلة من العذاب. الزواج الذي هو الرحمة والمودّة والسكن والعشرة الطيبة، يتحوّل مع شخص كهذا إلى جحيم ونار وعذاب لا يُطاق؛ فلماذا؟؟ لأنه شخص غير مسئول، ربما أخطاء في التربية ربما صحبة سوء ربما ضعف في نفسيته.. هو يدمّر حياته وحياة مَن حوله، ثم يهرب إلى عالمه الخاص المغيب حتى لا يشعر بالدنيا وهي تسقط فوقه؛ فهل هذا يمنعها أن تسقط ويمنع حياته أن تتحوّل إلى جحيم؟ إنه فقط يغمض عينيه عن رؤية الحادثة! ولكن دائما هناك فرصة أخيرة أطالب بها مَن هي مثلك.. مجرّد فرصة تتحركين فيها بعزيمة ورغبة حقيقية في الإصلاح حتى إذا لم تجدي؛ فإنكِ تتركينه غير آسفة عليه. وربما كتابتك للرسالة في وقت ضيّق من زوجك، جعلها مغلّفة بروح اليأس من إصلاحه والمبالَغة في ذِكر العيوب والمآخذ دون الالتفات إلى ما فيه مِن مميزات أجبرتك على الاستمرار معه لمدة سبع سنوات، وأجبرته على الحفاظ على بيته.. هو إذن رجل فيه بقية من خير، يمكن أن نختبرها كاختبار أخير.. يمكن أن نلمس فيه هذا الجزء المضيء. أخبريه بأنه ينتحر بالتدريج.. اذكري لي كل الأسانيد العلمية التي تثبت مدى مسئولية المخدرات عن إتلاف المخ وتدمير مراكز المناعة، صارحيه بأنه يدور في حلقة مفرغة لا خلاص منها إلا بإعادة النظر في الحياة، وإعادة ترتيب الأولويات والنظر في الحاجات الأساسية للإنسان بالترتيب الصحيح. الحياة لها معنى كبير جدا، عليكِ أن توصليه برفق وعبر خطة محكمة إلى قيم حياتية لم يعرفها، وإيصال رسائل مفادها بأن عليه أن يرتقي، ويغيّر مِن نفسه ليصبح إنسانا حقا. كما قلت لك هناك محاولة أخيرة لتصحيح المسار، دبّري خروجات تستنشقان فيها هواءً نقيا، أعطيه الفرصة ليلعب ويجري مع ابنته في حديقة، ربّي فيه مشاعر الأبوة بزيارة عائلية لأهله أو لصديق. اشغليه بمفاجأة لطيفة أو أكلة يحبّها أو أثني عليه ذات مرة.. أهّلي نفسك له بشكل جديد يكسبه رضا وشبعا شعوريا يُعيده إلى بشريته. لا أملك إلا أن أدعو الله لك بإصلاح الحال، وأن يمنّ عليك بالسعادة، وأن يغيّر زوجك للأفضل، وأن يُلهمك الصبر والقدرة على استعادة حياتك.. ويسّر الله لك كل أمر وكفاك كل شر وألهمك الرشاد.