أسماء مصطفى شهر رمضان المبارك هو تقريبا المناسبة الوحيدة في العام التي يجتمع على حبها المسلمون حول العالم، وينتظرها الجميع بشوق حقيقي؛ لما في هذا الشهر من طمأنينة وسلام نفسي يمنحهما الشهر الكريم بسخاء، فرمضان شهر البركة والبهجة، لذلك تجد الناس تتفنن في الاحتفال به كلٌ على طريقته، تعالَ بنا في جولة سريعة حول أشهر دول العالم الإسلامي لنشاهد أغرب عادات استقبال الشهر والاحتفاء به. أندونيسيا تمنح إجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وتعقد المعاهد والمدارس برنامجا خاصا في رمضان وهو عبارة عن أنشطة خاصة للتلاميذ في أثناء الشهر، تتضمن إفطارات جماعية، وخواطر إيمانية، ومحاضرات ودروس وعبر من أحداث رمضان عبر التاريخ، ودروس خاصة للشباب.
باكستان يقام حفل كبير للطفل الذي يصوم لأول مرة، ويزف كأنه عريس، وفي الاحتفال يرتدي ملابس تشبه ملابس العريس مع تاج ذهبي على رأسه، ولا تخلو مائدة الإفطار الباكستانية من أكلة الباكورة وهي عبارة عن خليط من البطاطا وطحين الحمص مع التوابل المقلية وكذلك الزلابية، وتصنع سلطة الفواكه في المنزل ويقدم عصير "روح أفزا" الشعبي على الإفطار بدلا من الماء. ماليزيا في الأرياف يفطر الناس إفطارا جماعيا كل يوم، ويتشاركون في الإفطار وما يحضرون جميعا من طعام، وما بين الإفطار والسحور تطوف السيدات لقراءة القرآن بالمنازل. نيجيريا تستضيف كل أسرة مسلمة فقيرا مختلفا يوميا على الإفطار، وهناك ما يسمى ب"قارئ النص" وهو مقرئ قرآن يتميز بحلاوة الصوت والأداء الجيد، يستعين كل قارئ بمفسر للقرآن يفسر ما يقرأ على الناس على أنغام مميزة. موريتانيا يقرأ أهل موريتانيا القرآن الكريم كله في ليلة واحدة، ومن أشهر طقوس رمضان للموريتانيين حلق الرؤوس قبل حلول الشهر بأيام حتى يتزامن نموه من جديد مع أيام الشهر المبارك ويسمى «شعر رمضان» -على عكس الحال في مصر- رمضان هو موسم الزواج والأفراح، تيمنا بالشهر الكريم وتفاؤلا باستمرار المعاشرة الزوجية لهذه الأسرة الجديدة. أوغندا يصوم المسلمون في أوغندا 12 ساعة سنويا لا تقل ولا تزيد، وذلك لوقوعها على خط الاستواء تماما. المغرب بمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بتهنئة بعضهم بعض قائلين: عواشر مبروكة بالعامية المغربية، وتعني أيام مباركة، والعواشر هي: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار. تركيا بعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت التركية، خصوصا التي ما زال كبار السن أو الأجيال الكبيرة يعيشون فيها معبرين بذلك عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم, وبدء الصوم في اليوم التالي، كما تفوح من البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد؛ حيث جرت العادة على نثر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طوال أيام رمضان الكريم.
تعددت طرق الإحتفال ويظل الشهر واحد، شهر مبارك يمنح البهجة والراحة النفسية التى يندر أن نشعر بها في باقي أيام العام رمضان حول العالم * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: