بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أهلاً بكم ومرحباً في هذا اللقاء المتجدد على موقع "بص وطل". ورد إليّ سؤال: ما شرعية قراءة الفنجان ولو على سبيل التسلية؟ لما جاءنا الإسلام -والحمد لله- أخرج هذا العقل من ظلماته إلى النور، ومن المنهج الخرافي إلى المنهج العلمي. قضية قراءة الكوتشينة وقراءة الفنجان وأشياء من هذا القبيل لا أساس لها لا؛ لا من الواقع المعيش ولا من الشرع الشريف، ولا هذا الأمر موروث أو متتبع ومجرب.. أبداً، هي أهواء وانطباعات. وجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجنا من هذه الأهواء والانطباعات؛ ولذلك فقراءة الفنجان وقراءة الكوتشينة وإضاعة الوقت فيها غير جائز شرعاً.. فشخص يقول لي: غير جائز يعني إيه؟ يعني حرام ولا مكروه، ولا إيه يعني بالظبط؟ هو غير جائز شرعاً دي كلمة عملوها علشان لما يبقى الحاجة لها وجوه كثيرة؛ فيبقى غير جائز شرعاً معناها ما تعملهاش... ساعات تبقى حرام بقى؛ لما يبقى عندك الوقت هذا تضيّع به فرضاً؛ يقعد يقرأ في الكوتشينة وفي الفنجان وفي كذا إلخ، وفي هذه الأوهام حتى يضيع الفروض. ومن ناحية ثانية ربنا أمرنا بالحفاظ على العقل، ولذلك فتضييع العقل جريمة وحرام.. واحد جاهل بهذا وعمل الحكاية دي سنين؟ نقول له طب خلاص اللي فات مات؛ بس ابدأ بقى من بكرة، تخلص من هذا، من تضييع الوقت؛ لأن تضييع الوقت ده نوع من أنواع اللغو، ونهينا عن اللغو {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} هذا هو حال المؤمن الذي يحبه الله ويحبه رسوله.. هذا هو الإنسان الذي من أجله خلق الله هذا الخلق، ولذلك نحن نقول إن قراءة الفنجان وقراءة الكوتشينة غير جائز شرعاً، وأنه في كثير جداً من الحالات؛ بل يمكن تشمل كل الحالات أنه يكون حراماً. السؤال الثاني يتكلم أيضاً عن نفس الطريقة وهي قضية العقلية الخرافية أو العقلية التي فيها شعوذة هل يمكن لأي إنسان أن يُمسّ بواسطة الجن؟ الجن حقيقة.. ولماذا قلنا حقيقة برغم أننا لم نرها؟ لأن الله ذكرها، ولأننا لما آمنا بصدق الكتاب وبصدق الرسول وبصدق الوحي، والوحي ذكرها: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ}، الجن موجود. وتكلم ربنا عن الشيطان وعن ذريته وقال {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ}؛ فإذن هو يراني وله قبيل (ذرية)، وأنهم يتسلطون علينا. إذن الجن موجود.. هذا الجن وسواس خناس؛ يعني يلقي في بالي من الشر ثم يُخَنِّس (يجري)؛ فقضية مس الجن؛ الجن ده {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}، القرآن الذي ذكر لي أن هناك جن، ذكر لي أنه ضعيف، بيخاف مني أصلاً، وبيتعلم مني أنا، ولذلك فالإنسان أقوى بكثير جداً من الجن. وعلى ذلك فما نراه من دعوى أن الجن قد لمسه أو مسه أو دخل فيه أو كذا إلى آخره؛ أمر يحتاج إلى مزيد النظر؛ لأن الذي يحكم هذا هي عقلية مستعدة لتصديق الخرافات أكثر من استعدادها لتصديق العلم والعلاج... وكذا إلى آخره. لما يجيني واحد يقول لي: أنا ملبوس أديلي 30 سنة؛ ما ينفعش؛ ده كيد الشيطان ضعيف، ده خناس وسواس ، ده لما بيسمع الأذان أو القرآن بيجري، ولذلك الجن موجود ولكن ما نراه من الناس ومن أحوالها -الحقيقة- فيه مبالغات كثيرة وناتج العقلية الخرافية. إلى لقاء آخر،،، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إضغط لمشاهدة الفيديو: