أ ش أ قال برهان جبر كريستوس -وزير الدولة الإثيوبي للشئون الخارجية- إن سد النهضة الذي تعتزم إثيوبيا إنشائه سيكون لتوليد الكهرباء فقط وليس للزراعة، مؤكدا أن السد لن يستقطع من حصة مصر المائية. وأضاف كريستوس -خلال تصريحات له اليوم (الإثنين)- أن إثيوبيا لا يمكن أن تضر بمصالح الشعب المصري، متابعا: "نعلم جيدا أن إلحاق الضرر بالمصريين سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالإثيوبيين". وتابع: "سبب استخدامنا للسد في توليد الكهرباء فقط؛ هو أن النهر يمر في إثيوبيا داخل منحدر ضيق عميق، ولا يمكن استخدامه في الري، كما أن لدينا جزء صغير جدا من الأرض الذي يمكن فيه استخدام مياه النيل للري، وهو جزء غير هام"، مشيرا إلى أنه ليس من السهل رفع مياه النيل لاستخدامها في الري في الأراضي الإثيوبية المرتفعة.
وبسؤاله حول المشاكل الفنية المرتبطة بتشغيل السد، رد الوزير الإثيوبي قائلا: "الخبراء يبحثون هذه المسألة، ولدينا قناعة بأننا لن نؤثر على حصة مصر من مياه النيل، وقد درسنا المسائل الفنية وتأثير السد أكثر من مرة منذ الخمسينيات من القرن الماضي"، مؤكدا للشعب المصري إن إثيوبيا تعي أن مصر بحاجة للمياه. واستطرد: "ندرك أن 84% من مياه النهر تأتي من إثيوبيا، وإننا لا ندعي أن نهر النيل ملك لنا وحدنا، كما أننا يمكن أن نصيغ إطار مشترك للمنفعة المتبادلة من نهر النيل بين مصر وإثيوبيا"، موضحا إمكانية استفادة مصر والسودان من الكهرباء التي ستنتجها إثيوبيا من النيل. وعلق الوزير الإثيوبي حول الكيفية التي ستستفيد بها مصر من الكهرباء المولدة من السد، قائلا: "مصر يمكن أن تستورد هذه الكهرباء منا، لأن الكهرباء التي سننتجها من السد ستكون أكثر من حاجتنا، وسنصدر الفائض لجيراننا بما في ذلك مصر والسودان". وحول دور إسرائيل في بناء السد، قال الوزير إنه لا يوجد دور لأي أحد في هذا المشروع بما في ذلك إسرائيل، ولا يموله أي طرف، مضيفا: "هذا المشروع إثيوبي خالص، ولا يمكن أن نأخذ جزء من مياه النيل ونعطيه لإسرائيل، لأن هذه المسألة مستحيلة جغرافيا، فإسرائيل أقرب جغرافيا إلى مصر". وأردف: "سنتتج من هذا المشروع 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء، ولا يمكن لأحد أيا كان أن يقول لنا ماذا علينا أن ننتج لأنفسنا". وأكمل: "مصر ستنتفع بالكهرباء المنتجة من هذا السد، فأنتم تزرعون وتصدرون لنا المحاصيل، ونحن ننتج الكهرباء ونصدرها لكم"، لافتا النظر إلى أن مخاوف الشعب المصري من بناء السد ترجع إلى عوامل نفسية، بأكثر من كونها تستند إلى أرض الواقع. وبسؤاله حول العلاقات بين مصر وإثيوبيا حاليا وفي المستقبل رد قائلا: "مصر تعد دولة هامة جدا بالنسبة لنا؛ لأننا مرتبطون بعلاقات تاريخية معها في مجالات الثقافة والأديان، كما أننا مرتبطون مع بعضنا باعتبارنا دول جيران، والشعب المصري هم إخواننا وأشقائنا ونحن نقدر العلاقات مع مصر بشكل كبير، ونريد أن نرى مصر مستقرة ومزدهرة لأنها تلعب دورا هاما في إفريقيا والمنطقة". يشار إلى أن سد النهضة أو سد الألفية الكبير هو سد إثيوبي تحت الإنشاء، يقع على الحدود بين إثيوبيا والسودان، وإنشائه أثار قلقا لدى خبراء مصريين بخصوص تأثيره على تدفق مياه النيل وحصة مصر منها.