لما لقيتكم بتردوا على كل الناس اتشجعت إني أكتب، وقلت أكيد هالاقي حد يهتم بمشكلتي إن شاء الله. أنا شاب عندي 27 سنة، حاسس إني عايش في زمن مش بتاعي، ودايما باقعد أضحك مع نفسي وأقول أنا أكيد نزلت الزمن ده غلط.. يمكن علشان أنا رومانسي شوية ولما بحب بحب بجد. المهم.. أنا حبيت بنت من 4 سنين وعشت معاها 4 شهور من أجمل وأصعب أيام حياتي، حاولت أتقدم لها بس أبوها رفض يقابلني علشان كنت لسه ساعتها طالب، وبصراحة كان عنده حق.. ونتيجة لأني متدين وهي كمان نفس الشيء كنا مش مرتاحين في تعاملنا مع بعض لأن مافيش أي علاقة رسمية بيننا، وعدم الارتياح ده فضل يزيد مع الوقت وعمل عليّ وعليها ضغط فظيع، فلقيتها جاية في يوم بتقول لي إحنا مش هينفع نكمّل مع بعض لأننا مش متفاهمين.. حاولت أقنعها إن ده نتيجة الظروف الصعبة اللي إحنا فيها بس للأسف ماقتنعتش، ولأني باحترمها قبل ما أكون بحبها وافقت إن إحنا ننفصل، وقررت إني مافرضش نفسي عليها مهما كنت بحبها.. لكن عمري ما نسيتها، وكنت دايما متابع أخبارها من بعيد لبعيد، وكان عندي أمل ضعيف أوي إن مش هي دي النهاية، وإن ممكن ييجي يوم ونرجع لبعض تاني، وعدت 4 سنين اتخطبت هي فيهم مرتين وماحصلش نصيب.. مش عايز أقول لكم كان بيحصل لي إيه لما كنت باعرف إنها اتخطبت، ومش عايز أقول لكم برضه كان بيحصل لي إيه لما كنت باعرف إن ماحصلش نصيب.. المهم إني بعد 4 سنين اتجننت وقررت إني هافاتحها في الموضوع تاني، على أمل إني دلوقتي ظروفي اتغيّرت وبقيت شغّال في مكان محترم وباخد مرتب كويس يخلّيني أفتح بيت وأكوّن أسرة، الحاجة الوحيدة اللي خلّتني أعمل كده إني كنت متأكد إنها بتحبني زي ما بحبها، بس الظروف ماكانتش مساعدة.. خلّيت صديقة مشتركة تفاتحها في الموضوع، وطبعا هي اتخضّت وماصدّقتش إني لسه بحبها وعايزها بعد المدة دي كلها، وبعد 10 أيام تفكير كنت باتحرق فيهم في كل يوم مليون مرة كان ردها إنها تعبت من الخطوبات اللي فاتت، وإن ماعندهاش استعداد تدخل تجربة جديدة وإنها قررت إنها ماتتجوزش.. طب ليه خدت 10 أيام تفكير؟ أكيد ده معناه حاجة! أنا فعلا محبط جدا وحاسس إنها أجبرتني إني أتخلّى عن حلمي في الارتباط بالبنت اللي بحبها، وأمشي في طريق جواز الصالونات، مش قادر أفهم هي ليه عملت كده في نفسها وفيّ، وهل ممكن الإنسان يبقى قدامه طريق السعادة وطريق الشقاء ويختار الشقاء؟! أنا قررت أخطب أي واحدة وخلاص، لأني فعلا محتاج حد في حياتي يغيّر شكلها الكئيب، شكرا لسعة صدركم وآسف على التطويل، بس كنت محتاج أتكلم.
a.nmostafa
"مش قادر أفهم هي ليه عملت كده في نفسها وفيّ، وهل ممكن الإنسان يبقى قدامه طريق السعادة وطريق الشقاء ويختار الشقاء؟!" سأبدأ بكلامك يا عزيزي، وأرد لك ذات السؤال، لماذا تفعل ذلك في ذاتك وتختار طريق الشقاء؟! في البداية فتاتك كانت أكثر نضوجا منك، فعندما وجدت أن هذه العلاقة تدخل إلى طريق مسدود اختصرت الموضوع وأبلغتك بنهاية العلاقة بينكما.. ولكنك لم تقنع بذلك بل تذكرني هنا بفيلم "الوسادة الخالية" إن كنت قد رأيته.. فهي قد نسيتك تماما، حتى أن صديقتكما عندما حاولت إعادة المياه إلى مجاريها على حد قولك "اتخضّت" لأنها قد نسيتك، حتى أنها قد خُطبت مرتين وصدّقني إن فسخ خطوبتها في المرتين لم يكن بسبب حبها لك، الأمر فقط مجرد نصيب لأي سبب الله أعلم به، فلا توهم نفسك بأن ذلك نتيجة أنها ما زالت باقية على حبك.. في المقابل كنت أنت تتمزق بوهم الحب والارتباط، وتتابع حياتها، وتترك حياتك، حتى أصبحت تدور في دائرتها هي فقط.. حتى عندما عرضت عليها حبك مرة أخرى أخذت فرصة عشرة أيام كاملة تفكر فيك، وهذا ليس تصرّف محبة عاشقة كانت تنتظر عودة حبيبها، بل تعاملت معك كأي عريس مثل السابقين، تقيّم مميزاتك وعيوبك وفي النهاية خرجت بكونها للمرة الثانية غير مقتنعة بك وأبلغتك هذا بكل بساطة.. ولكنك أنت ما زلت تريد المزيد من خداع الذات، فتُمنّي نفسك بأنها ما زالت تحمل لك أكثر مما أبدت.. صدقني يا عزيزي لا تحمّلها ما لا تطيقه، فهي كانت متسقة مع ذاتها تماما، فهي لم تجبرك على عدم الارتباط بالفتاة التي تحبها كما تقول، هي فقط قررت استخدام حقها في الاختيار.. كما أنها لم تجبرك على أي شيء، أنت من أجبرت نفسك ووضعت نفسك في هذا القالب وأضعت من عمرك سنين توهم نفسك بأنها تحبك وأنك تحبها وأنت لم تكن ببالها قط، فهي قد نفضت يديها منك تماما من أول لحظة قررت فيها قطع علاقتها بك.. عزيزي.. لا تقرر الآن، تعافى أولا من علاقتك بهذه الفتاة وبعدها قرر، ربما تجد من تحبها وتراها أهلا لتكمل معها وتراك هي أيضا كذلك، وإن لم يكن فليس زواج الصالونات بالزواج السيئ، هو أحد وسائل التعارف وقد تجد من يميل إليها قلبك فتحبها أيضا.. المهم أن تتخطى هذه العلاقة وتعود إليك نفسك مرة أخرى..