استنكر الدكتور عمرو الشوبكي -الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية- خروج الإخوان في هذا التوقيت للمطالبة ب"تطهير القضاء"، قائلاً كيف يطالبون بعزل قضاة هم من أشرفوا على الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشحهم الرئيس محمد مرسي. ونفى الشوبكي في لقاءه مع قناة الجزيرة مباشر مصر اليوم (الجمعة) وصف القضاء ب"المسيس"، مؤكدا أنه لو كان القضاة مسيسين لقاموا بتزوير الانتخابات الرئاسية. وأكد على أن كل مؤسسات الدولة تحتاج إلى إصلاح وليس تطهيرا، لأن عبارة "تطهير القضاء" -بحسب الشوبكي- هي إقصائية، تهدف إلى استبعاد عدد من القضاة قد يصل إلى 3500 قاضٍ الذين تجاوزوا سن المعاش، الذي يود مجلس الشورى تخفيضه إلى حد 60 عاما. وحول قرار قاضي المعارضات بإخلاء سبيل مبارك في قضية قتل المتظاهرين، قال الشوبكي إن مبارك كان يجب أن يُحاسب سياسيا لا جنائيا، إذ إن محاسبته جنائيا ستكون على أحداث جرت خلال 18 يوما أثناء ثورة 25 يناير، والتي تم فقدان كل الأدلة الجنائية التي تثبت من هو المتورط في قتل المتظاهرين خلالها، فضلا عن أن القضاة يحكمون بما لديهم من أدلة وفق القوانين المعمول بها، بالتالي فإن محاسبة مبارك يجب أن تكون سياسية، على ما جرى من انتهاكات خلال فترة حكمه الثلاثين عاما. وعن إصلاح مؤسسات الدولة، قال الشوبكي إنه لا يمكن إصلاح مؤسسات الدولة إلا في جو من التوافق السياسي أولا، ثم يأتي بعد ذلك الإصلاح المؤسسي، إذ إن الانشقاق السياسي يجعل هناك تخوفات بين القوى السياسية وبعضها البعض من أي تغيير في أي مؤسسة، كما هو حادث من تردد عبارة أخونة الدولة. وانتقد الشوبكي أداء المعارضة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أنه تحركاتهم دائما ما كانت رد فعل لتحركات الإخوان، ولا تقوم المعارضة بإيجاد بدائل، أو مبادرات. كانت قوى سياسية أبرزها جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنوا مشاركتهم في تظاهرة بعنوان "تطهير القضاء" أمام دار القضاء العالي، ونشبت اشتباكات بين متظاهرين مشاركين بجمعة "تطهير القضاء" ومعارضين لهم في محيط ميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير.