أكّد الدكتور محمد البرادعي -زعيم حزب الدستور- أن الدولة ببساطة "تنهار والوقت لا يسمح بدبلوماسية الكلام"، مشيرا إلى أن "الجيش هو الحصن الوحيد الموجود الآن على الساحة". وقال البرادعي -خلال حواره ببرنامج "هنا العاصمة" الذي يُذاع على قناة CBC- إن مصر أصبحت "في قاع برميل الفشل"، مبيّنا: "مصر أصبح ترتيبها مخزيا في قائمة الدول الفاشلة التي لا تستطيع توفير أسباب الحياة لشعبها". وأضاف: "المنظّمات الحقوقية الدولية وصفت قوانين تمّ وضعها في مصر مثل قانون الجمعيات الأهلية وقانون التظاهر، بأنه خيانة للثورة"، مشيرا إلى أن مسئول هندي اتصل به وأخبره بأن الثورة "يتمّ تصفيتها". وأشار البرادعي إلى أن مصر تعيش "نفس سياسات النظام السابق"، محمّلا الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين مسئولية ما وصفه ب"تصفية الثورة". وحول اتهام المعارضة بأنها تعارض فقط دون تقديم بديل، أكّد: "هذه اتهامات باطلة، وتقدّمنا بمشاريع لإصلاح البلاد، وأزعم أننا أصحاب المشروع الوحيد على الساحة الذي ينهض بمصر". واستطرد: "عرضنا ملفات كثيرة منذ أن كان المجلس العسكري في سدة الحكم ثم تقدمت بمشروعات أخرى للرئيس مرسي وتقدمت بالنصح له كما تقدمت بالنصح للرئيس المخلوع حسني مبارك وسأستمر في ذلك حتى ننزل نقف في وجه مرسي كما نزلت للوقوف ضد مبارك"، مؤكدا: "مرسي سلطان جائر وسأظل أقول أمامه كلمة الحق". وتساءل البرادعي: "لماذا يؤكد الرئيس مرسي دوما على شرعية الصندوق وأن ذلك يعني الديمقراطية؟"، مؤكدا: "الديمقراطية لا تعني الصناديق، مبارك أيضا جاء بشرعية الصناديق وظل يحدثنا عن ذلك طويلا". وأردف: "الرئيس مرسي يستخدم عبارات مبارك الرنانة دون واقع فعلي فتآكلت شرعيته خاصة بعد أن تظاهر ضده نصف المصريين في الشوارع واعتصموا ضده". وشدد البرادعي على أنه لا يستطيع إنكار وجود بلطجية وراء العنف، مستدركا: "لكن هناك أيضا غاضبين فقدوا الأمل وفقدوا قيمة الحياة الإنسانية وتحولنا إلى غابة وهم من يقوموا بالعنف". وعن أداء وزارة الداخلية قال البرادعي: "لا أعرف لحساب من تعمل الشرطة حاليا؟"، مضيفا: "الشرطة كانت تعمل منذ شهرين بشكل جيد وبدأت في إعادة بناء جسور الثقة مع الشعب ثم تراجعت مع الوزير الجديد"، مشيرا إلى أنه "لا يجب تقويض دور الشرطة لصالح مليشيات خاصة وتوكيل الأمن للمواطنين يقودنا إلى الصومال خاصة بعد ظهور الإسلاميين في صورة الشرطة بأسيوط". وأعرب البرادعي عن أنه غير نادم على عدم خوض انتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أنه "لو كنت مكان الرئيس مرسي ما كنت سأكون في وضعه الحالي فأنا لن أخسر ضميري من أجل المنصب وعلى الرئيس أن يعي أن مصر تنهار". ورفض البرادعي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مؤكدا أنها ليست الحل الوحيد للأزمة الراهنة، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي من الممكن أن يفوز في تلك الانتخابات "فمصر تحتاج إلى حلول جذرية للتعليم والحياة الرغدة".