أنا بنت عندي 20 سنة، اتعودت على المشاكل من زمان أوي؛ بس كان دايماً عندي أمل في بكرة، وفي اللي جاي، وخصوصاً في جوازي بعد كده من الإنسان اللي هيعوضني كل اللي شفته.... أبويا وأمي منفصلين من زمان، وأنا ليّ أخ واحد شقيق وأخ وأخت من أمي... اتجوزِت بعد حوالي سنة من طلاقها بوالدي.. أنا كنت عارفة إن الحياة بينهم مستحيلة، وفي نفس الوقت هي كانت صغيرة أوي على إنها ما تتجوزش، وغير كده إنتم عارفين المجتمع ما بيرحمش المطلقات.. بس المشكلة إنها اتجوزت بني آدم أقل ما يقال عنه إنه مريض نفسي، وهي نفسها اتصدمت فيه؛ بس كان قدر ولازم نتحمله؛ خصوصاً بعد ما إخواتي الصغيرين بقوا موجودين وسطينا... الكلام كتير لكن عشان ما اطولش؛ مشكلتي الأساسية إني مستنية البني آدم اللي هييجي وياخدني ويعوضني، واللي أحس معاه كل المشاعر الحلوة اللي أي بنت بتحسها؛ خصوصاً إني لا عمري كلمت شاب ولا مشيت مع حد والأمور دي.. فقلت كل ده ربنا هيرزقني بيه في الحلال، ومن غير ما أبدأ غلط.. المهم اتقدم لي كذا واحد وما كانش بيحصل نصيب.. وفي الآخر جاي عريس ظروفه المادية ممتازة مهنة زي الفل، شكلاً كويس، وفيه كل حاجة أي بنت تتمناها؛ أخلاق ودين وأدب..... إلخ. قعدت معاه أول مرة وحسيت إني مش مرتاحة وتاني مرة، وهكذا وبرضه زي ما أنا. المشكلة هنا كانت في أمي.. أمي كانت حاسة إن عمري ما هاتجوز الجوازة اللي هي بتحلم بيها ليّ عشان الظروف بتاعتنا؛ وخصوصا إننا من محافظة كله عارف بعضه، وإحنا ظروفنا الاجتماعية مختلفة تماماً عن أي حد تاني، وأكيد إنتوا على علم بالمجتمع وتفكيره. فلما العريس ده جه فعلا وافقت، وبقى بالنسبة لها يا حياة يا موت، وفعلاً اتخطبت له على غير رغبة مني تماماً، وكنت في خطوبتي زي اللي ميت لها ميت.... وكله بقى يقول لي إنه كويس ولقطة، وحرام تفوّتيه، واصبري عليه يمكن تقدري تحبيه، وبقالي على الحال ده حوالي شهرين ونص تقريباً، ولسه برضه مترددة؛ مع العلم إن هو سافر بعد خطوبتنا ب20 يوم، وكل اللي بيني وبينه تليفونات... هوه بيحبني جدا، وبيتمنى لي الرضا أرضى.. وبيعمل أي حاجة؛ عشان بس يحس مني إني مبسوطة، في حين إني باتعامل معاه بأسلوب مش لطيف وغصب عني وهو مستحمل كل ده... هوه كويس فعلاً أنا مش بانكر، بس أنا مش حاسة منه أي حاجة ومش قادرة أحس وحاولت كتير وحاسة إن مش هو ده البني آدم اللي استنيته واللي كان نفسي فيه... الحيرة هنا إني عايزة أوقّف الموضوع، وكله بيقول لي ده لو مشي مش هييجي حد زيه تاني، وخصوصاً في الظروف اللي الناس فيها دلوقتي والجواز والبنات... ومش هتلاقي حد يحبك كده، وخدي اللي يحبك وما تاخديش اللي تحبيه.. وفي نفس الوقت أنا بجد مش قادرة أحبه، وخايفة أتجوزه، وما احسش بالإحساس اللي طول عمري باستناه.. لأن عمري ما حسيت إحساس الحب اللي بجد، وخايفة ما اجربوش. وخايفة أرفضه وأرجع أندم أو ما ألاقيش الحب اللي بجد نفسي فيه، وفي نفس الوقت أخسر إنسان كان بيحبني.. أنا ما بحبوش، ومش متخيلاه جوزي ومش عارفة هاقدر أحبه ولا لا... وأرجوك ما تقولّيش إن أنا لسه صغيرة، وبافكر بقلبي وبس؛ لأني والله العظيم، اللي مر عليّ في حياتي خلاني بتفكير 60 سنة، وشفت كتير أوي، وبشهادة من الجميع إن تفكيري وأسلوب حياتي غير أي حد من سني.. أعمل إيه؟
Merenda
صديقتنا: هناك حكمة رائعة تقول (الخوف من الفشل طريقك إلى الفشل) وضدها يكون (رفضك للفشل طريقك للنجاح)؛ بمعنى أنني لا أرضى أن أكون فاشلاً في أيٍّ من فقرات أو مراحل حياتي، ومن ثم فأنا دائماً أبحث عن النجاح وعن طريق النجاح، وإذا ما تعثرت في طريقي هذا لأي سبب من الأسباب فإن رفضي للفشل يجعلني ألقيه خلف ظهري لأعاود سلسلة النجاح، أو يزيدني قوة فأحول هذا الفشل إلى نجاح.
أما الخوف الدائم من الفشل يكبل أيدينا وأرجلنا ويشل تفكيرنا ويجعلنا غير قادرين على اتخاذ القرارات، وإذا ما اتخذناها فإننا نتخذها متسرعة هوجاء نتخبط في نتائجها.
والقلق سمة طبيعية للإنسان وهو مقدم على مجهول أو على جديد لا يمكنه تحديد أو تخيل كل أبعاده، وهو في بنات حواء أكثر، وهو عندك أكثر وأكثر؛ لأنك دائماً تستعرضين -شعورياً ولا شعورياً- تجربة والدتك أمامك وتخافين من تكرارها.
وأنا لن أنكر عليك خوفك، وأقول لك بأن عليك أن تتخلصي منه في غمضة عين؛ فذلك شبه مستحيل أن يتخلص الإنسان من مشاعر شخصية وسلوكية تربى عليها، ومن تجارب غرست في نفسه خبرات وتصورات صحيحة أو مغلوطة؛ لكننا فقط سنعمل معاً على أن ننحي مشاعرك جانباً لنفكر في الموضوع من منظور جديد؛ لنبدأ معاً وضع الخطوط العريضة لموضوعك.
سنبدأ خلال مرحلتين: المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل القرار: أمسكي قلماً وورقة وضعي عنوان (المواصفات التي أريدها في فارس أحلامي)، اكتبي فيها كل ما تتمنين في فارس أحلامك، وانسي خطيبَك هذا لفترةٍ. اكتبي كل شيء حتى لو كان شيئاً مجنوناً أو رومانسياً حالماً جداً أو غير واقعي، أو خارجاً من الناحية الاجتماعية؛ اكتبي كل ما يحلو لك وتحبينه وتريدينه.
هذه الخطوة ستفيد بشدة في أن تتخلصي من المشاعر السلبية والأفكار السيئة والخيالات المخيفة، وستفيدك بشكل أكبر في تحديد ما تريدين وتوافقين من أجله وما ترفضين لأجله.
بعد ذلك عليك تصفية هذه القائمة من الأشياء غير المنطقية أو غير الواقعية في أي رجل.
ما يتبقى لديك، قسميه إلى أسس وكماليات؛ فهناك من الصفات ما لا اختلاف على أساسيته، وهناك ما هو أساس عند البعض وما هو غير ذلك عند أخريات.
الدين / الأخلاق / التعليم / العائلة والحسب / الشكل العام / القوة البدنية / الدخل الوفير / السكن في بيت العائلة أو خارجه / الغيرة / العناد / التحكم / الشخصية / الحنان وطيبة القلب / إمكانية تعبيره عن أحاسيسه / قدرته على الإحساس بك وبما في داخلك ومشاعرك / .... إلخ.
وأنت وحدك من يستطيع تحديد إن كانت أساسية أو ثانوية. وبعدها ضعي المميزات والسلبيات كإجابة للسؤالين: ما الذي يجعلني أوافق عليه وأكمل معه؟ وما الذي يجعلني أرفضه؟ وكوني صريحة إلى أبعد الحدود مع نفسك. وبعدها انظري أيا من هذه العيوب يمكنك تحملها أو التعايش معها أو غير ذات أهمية لتنغض عليك حياتك بعد ذلك. بعد ذلك خذي قرارك معتمدة على ما وصلت إليه بعقلك فقط، وتوكلي على الله واستخيري وامضي في الطريق الذي اخترته دون النظر خلفك أو الالتفات للوم الغير أو وخز المشاعر والتجارب السيئة.
المرحلة الثانية: ما بعد القرار: وفي هذه المرحلة يجب ألا تعيدي التفكير في قرارك ما دام لم يجد جديد يستدعي منك ذلك. فإن اخترت طريق الانفصال فليكن وإن اخترت المتابعة فبها ونعمت..
وأنا لست ملمًّا بتفاصيل الموضوع مثلك، لكني أشعر أنك فقط لم تعط نفسك الفرصة بحرية لمحبته، والاقتراب منه نظرا لخوفك من فشل التجربة ولضياع حلم يغسل كل تعب الماضي.
وتذكري أن الحلم أكبر في نفوسنا من تحقيقه؛ فالإنسان يظل يحلم بالشيء فإذا ما وقع يجده عاديا من أرض الواقع لا من أرض الأحلام؛ وأنت حلمت كثيرا بمن يحملك على جناحه ويمحو منك كل آثار البؤس والشقاء ويبدل دموع الأحزان بسعادة الأولين والآخرين؛ لكن هذا لن يكون لأن أي شخص سيأتي سيكون من واقعنا؛ ولذلك لن يكون كالحلم.
أعطي نفسك مهلة لحبه، واذكري اسمه كثيرا، واحملي قلادة أو علاقة مفاتيح تحمل اسمه، وعندما تتحدثين عنه لإحدى صديقاتك أو قريباتك قولي عنه خطيبي، واذكري اسمه، فهذا يؤدي إلى برمجة لا شعورية تتفاعلين معها بعد ذلك بالإيجاب.
ثم حاولي وأنت وحدك تذكر كلماته الحلوة التي قالها لك، وحاولي انتظار موعد اتصاله أو لقائه وجهزي بعض ما تحكينه له في المرة القادمة وأرسلي له رسائل تخبرينه فيها بضيقك أو بحزنك أو بفرحك.
واكتبي خاطرات ومذكرات تقولين له فيها ما تخافين أو تخجلين من البوح به له في الحقيقة، وأفرغي كل ما في نفسك. وليكن هذا كله خالصا من داخلك فقط وليس الدافع وراءه الهرب من مشكلات وتعب الحياة فحسب ولو إلى الجحيم. وفقك الله ورعاك وأصلح له نفسك وحالك وهداك إلى ما فيه الخير.