السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا: أحب أن أشكر أسرة "بص وطل" على هذا المجهود الرائع جعله الله في موازين حسناتكم أجمعين.. أنا أعاني مشكلة، ولعلي أجد لديكم كيف أتعامل معها بناء على خبرتكم.. أنا الأخت الكبرى لشقيقي -هداه الله- والذي يبلغ من العمر 19 سنة، وقد تخرج في الثانوية العامة هذا العام، وعائلتي تعاني منه كثيرا فيما يخص سلبيته تجاه نفسه، لا يفكر كيف سيكون مستقبله، لا يحب أن يتعلم، لا يريد أن يفعل شيئا لنفسه، كل شيء يعمله بالقوة بناء على توجيهات والدي. والآن هو يدرس بمعهد للغة الإنجليزية والحاسب الآلي، ولكن ليس برغبته الشخصية، وإنما لأن والدي قام بإجباره، والدي إنسان يسعى جاهدا لتغييره، سواء بدعمه ماديا أو حتى عن طريق التوجيه والإرشاد. حياة أخي للأسف كلها تتمحور حول أصحابه، وهذا همه الوحيد، لا يتحمل أي نصح وإرشاد من أحد، يحسب نفسه فاهم كل شيء بالحياة، إذا قدم له والدي النصح يستمع وينصت لكلامه، ومن ثم وكأنه لم يسمع شيئا هو ليس سيئا في معاملته كثيرا مع عائلته، بل هو إنسان خدوم لعائلتي فيما يحتاجونه. ولكنه لا يفكر في نفسه، وسلبي جدا ولا حتى تكون لديه غيرة أبدا من أولاد العائلة الذين في سنه، لديه صديق تعرف عليه في الآونة الأخيرة كان يدرس في نفس صفه، ولكن في مدرسة أخرى بعد أن أكمل دراسته التحق بشركة من أرقى الشركات. فكان تفكيره في هذا الولد وكيف يعمل على تكوين نفسه وكان ينظر لمستقبله، فأخي مستغربه وفي نفس الوقت معجب به، ويقول لنا هذا صاحبي غريب، يفكر في كيف ستكون حياته وأنه سيتزوج في المستقبل وكل علامات الإعجاب لدى أخي تجاه زميله هذا واعتقدنا أنه سيتأثر بهذا الزميل، ولكن وكأنه لم ير ويسمع شيئا بعدها. لديه نوع من الاتكال على والدي، ولذلك لا يريد أن يطوّر في نفسه حتى يتحصل على وظيفة جيدة، يحسب أن كل شيء سيصل إليه بدون تعب ودراسة، وللمعلومية هو إنسان غير متفوق بدراسته للأسف، ولكن ينجح في كل مرحلة بأقل الدرجات، بالنسبة لرفقائه الذين يشاهدهم تقريبا يوميا أكملوا الجامعة الآن، أما هو لا يريد أي شيء فيه دراسة فأقدم لكم مشكلتي وكلي أمل في الله ثم فيكم.
ALKASER
السلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة..أما بعد،،، لو سألتك صديقتي لماذا تنجحين في المدرسة ستكون الإجابة أن لديك هدفا تودين الوصول إليه، ونوع الدراسة الذي تدرسينه فيه مواد سهلة تستوعبينها بسهولة ومواد صعبة لا تفهمينها، لكن لأن لك هدفا أمام عينيك غايتك الوصول إليه تحاولين التغلب على الصعاب للوصول إليه. بمعنى أنه يلزم لكل منا هدف في حياته يحارب من أجله الصعاب ليحققه، فإذا كان الآخرون هم أصحاب الهدف، فهل يمكن لأي كائن على ظهر الأرض أن يحارب صعاب هدف للآخرين؟ بمعنى الهدف في تعليم أخيك تعليما عاديا هو هدف والدك ....فهل من السهل أن يحارب أخوك صعاب هدف أبيه؟! وللأسف لم يفكر أبوك قبل أن يفرض على أخيك هدفا في إمكانات أخيك، وقدراته في التعليم، فالدرجات القليلة والنجاح "على الحركرك" يعني أقرب للسقوط منه للنجاح كان يحتاج وقفة من الوالد ليسأل ابنه..لماذا درجاتك قليلة؟ هل تفهم من المدرس؟ هل تحتاج درسا خصوصيا؟ وإذا كانت نفس الدرجات القليلة مع المدرس فأين العيب؟؟ هل تجد صعوبة في الدراسة عموما؟ إلخ.. الأسئلة التي قد تسفر عن كراهية أخيك للتعليم الأكاديمي النظري الذي يبدأ بالابتدائي وينتهي بالجامعة ليخرج لمجال العمل عاطلا جديدا، وحبه للتعليم العملي الصناعي، الزراعي، التمريض، الفندقة بما فيها خدمة الغرف، والطبخ، المدارس العسكرية والجوية...إلخ المدارس التي أصبحت تأخذ أعلى مجاميع الابتدائية والإعدادية، ويخرج منها عمال متعلمون حاصلون على شهادات عليا ووظائف عليا أيضا. ولن أذهب بعيدا وأقول لك إن عمال مصانع الملابس الجاهزة متخرجون من كليات أو معاهد عليا بعد الثانوي الصناعي، كذلك طلاب أكاديمية مبارك في مدينة أكتوبر وهي عبارة عن مدرسة ألمانية بخبرات ومعدات ألمانية لتدريب الطلاب على كل شيء يخطر لك على بال بداية من هندسة ميكانيا وكهربة السيارات إلى الخياطة والتطرير والعمل على ماكينات التريكو... إلخ. ولنا في المشهورين حاليا من أصحاب الورش، والمصانع الصغيرة والبرامج التلفزيونية للطبخ وخلافة أسوة لنتعلم أن التعليم العام والحاسب واللغات ليسوا هم الطريق القويم لمن لا يرغب فيهم، فرغبة أخيك هي الأهم واختياره لنوع التعليم إذا ما فشل وتخاذل عن النجاح فيما فرضتم عليه، أوجب عليه الآن وقبل أن تضيع الفرصة أن يختار أحد أمرين: إما النجاح فيما بدأ مع الاستمرار فيه، أو التوقف عنه ويكون في البيت دون مصروفات للدراسة، أو لما يحتاجه الطالب ليكون أمام نفسه يسألها ماذا يريد؟ ثم يختار لنفسه، ثم يقرر ما يختاره، ثم يقنع والده أن هذا الطريق هو طريقه الذي سيحارب كل الصعاب لينجح فيه. الخلاصة صديقتي: أن الأوان قبل بداية العام الدراسي الجديد، ودفع المصروفات أن يخير أبوك أخاك بين النجاح والاستمرار في الدراسة، أو التوقف والجلوس في البيت ليحدد ماذا يريد؟ وكيف يخطط لمستقبل حياته؟ وهل سيظل ينتظر دعم الوالد المادي والمعنوي حتى يختار له زوجة أيضا؟ والسؤال الأهم من هو؟ وماذا يتمنى أن يكون. وعلى ما أعتقد أن هذه الأسئلة لو تمت في جلسة ود بين أبيك وأخيك ستفتح قلب كل منهما للآخر، على أن يتقبل أبوك فكرة ما يختاره أخوك، وأن يكون الحوار "رجل لرجل" عملا بالمثل القائل: إن كبر ابنك خاويه، فالأخوة بين الأب وابنه تفتح القلوب وتحقق المراد إن شاء الله.