أولاً ميرسي على الموقع الرائع ده. ثانياً مشكلتي تتلخص في إن واحد بيحبني جداً بقاله سنة وشوية وصارحني بحبه قريب، وأنا ما كنتش عارفة أقول له إيه لأني مش عارفة أحدد بحبه ولا لأ، وهو كلم صحابي وقال لهم إنه بيموت فيّ؛ بس أنا اتكلمت معاه مرة حسيت إنه عاقل جداً وشخصية قوية جداً؛ بس شكله مش حلو أوي، وأوقات باقول إن آخر صبري يكون ده، والله هو شكله مقبول؛ بس مش مواصفات فتى أحلامي، وأوقات باحس إني عايزة أشوفه واتكلم معاه. وأنا قلت له لو عايزني اتقدم لي علشان مش بحب اعمل حاجة من ورا أهلي، وهو قال لي مش عايز يتقدم إلا لما يبقى قادر على طلبات الخطوبة ومصاريف خروج وحاجات كده، وأنا فعلاً محتارة أكمل معاه ولا أبعد واستنى نصيبي مع حد تاني؟ صحابي بيقولوا لي إنه بيحبني جداً وما ينفعش تضيّعيه من إيدك وأنا مش عارفة أحدد أكمل ولا لأ؟ أرجوكم تردو علي بسرعه لأني فعلاً مخنوقة بسبب الموضوع ده.
لولا صديقتنا العزيزة, فتى الأحلام نموذج ليس له وجود في الحقيقة؛ لأنه من صنع خيال كل فتاة, تتخيله وسيماً وقوياً كنجوم السينما والروايات, مهذباً وحنوناً وكريماً كوالدها أو خالها أو عمها أو أخيها, أي تجمع من كل رجل تراه في حياتها صفة تحبها, ليكون في النهاية فتى أحلامها, ومن الصعب -بل يكاد يكون من المستحيل- أن تجده في الحقيقة هو هو كما تخيلته؛ فقد تجد مظهره كما تريد والاختلاف من حيث الشخصية, وقد تجد العكس؛ ولهذا فعليها أن تتنازل إذا وجدت في رجل ما أغلب الصفات التي تخيلتها وفقدت صفة أو اثنين.
ووجدت أنت في ذلك الشاب الشخصية التي طالما حلمت بها, ولكنه يفتقد الوسامة والمظهر الخارجي الذي طالما حلمت به, وأتفق معك على أنه من حقك ومن حق كل فتاة أن ترفض العريس الذي تقدم لها لو أنها رأت فيه ما لا يرضيها, وقال عمر بن الخطاب "لا تزوّجوا بناتكم من الرجل القبيح؛ فإنهن يعجبن منكم كما تعجبن منهن"؛ هذا كله ونحن نتحدث عن الزواج الذي هو شرع الله, ولا تنازل فيه عن رأيك مهما كان؛ أفتتنازلين إذن عن هذا الحق في علاقة ارتباط, وتستمعين لرأي صديقاتك؟
المنطق والدين والرأي الصائب يقول إنه عليك أن تعيدي التفكير فيه لو كان تقدم للزواج، وتستخيري الله في أمر قبولك أو رفضك؛ لأن الزواج لا يقوم على الوسامة فقط؛ ولكن الأمر الآن يتعلق بعلاقة ارتباط يحرم عليك شرعاً وعرفاً القبول بها؛ ولهذا فعليك أن تعيدي التفكير جيداً؛ فهو الآن قد صرح لك بأنه غير قادر على الزواج؛ فهل من المعقول أن تغضبي الله تعالى وتخوني ثقة أهلك وتقبلي بمن لا ترضينه فقط لأن صديقاتك ينصحنك بعدم تركه حتى لا تخسريه لأنه يحبك! فأرجوك فكّري جيداً وربنا يهديك للخير.