أنا فتاة عندي 15 سنة، أعلم أني في فترة المراهقة، كنت وأعتقد أني مازلت بحب واحد وإحنا بعدنا بسببي؛ بس مش هو ده الموضوع، الموضوع أني من يومين كلمت واحد على النت في كلام مش كويس كنت في لحظة ضعف، رجع لي عقلي وقلت له بلاش، وأنا كنت باكذب عليه في اسمي وسني وكل حاجة، وبعدين لما قلت له بلاش نتكلم في الموضوع ده وقلت له على اسمي وسني وكل حاجة عني حقيقية وهو قال لي: أنا آسف، وأنا قلت له: أنا آسفة إننا عرضنا نفسنا لإهانة نفسنا في الكلام في مواضيع زي دي، ووعدنا بعض لو حسينا في مرة إننا ضعفنا قدام حاجة كده ندخل نصلي، وبعدين بقينا نتكلم مع بعض عادي وبكل احترام. وفي يوم قعد يسألني أسئلة غريبة: أنا اتكلمت مع صحابي في مواضيع كده ولا؟ وأنا قلت: له لا، وهو فعلاً لا، وقال لي: أنت كلمت ولاد في كده؟ قلت له: لا، وبعدين قلت له: كفاية كلام في المواضيع الزفت دي، وهو قال لي: أنا مش قصدي حاجة، أنا حسيت إنك بنت كويسة وعاوز أقول لك خدي بالك من نفسك. هو عنده 21 سنة، وبقينا نتكلم كل يوم، وإداني رقم موبايله، وقال: تبقي تكلميني لو حبيتي، وهو عاوز يقابلني، وأنا مش عارفة أنا حابة إني أشوفه بس بارجع أقول لا، وأنا دلوقتي محتارة مش عارفة أعمل إيه، أنا باميل ليه كل يوم عن الأول، وفي نفس الوقت مش متأكدة من مشاعري ممكن علشان لقيت واحد يفهمني صح ويتكلم معايا بصدق.. بجد ساعدوني أنا حاسة دماغي هتنفجر من كتر التفكير. ع.س يستطيع الشيطان أن يكون ملاكا.. والقزم عملاقا.. والخفاش نسرا والظلمات نور؛ ولكن بالنسبة إلى الحمقى والسذج فقط. (حكمة قديمة) صديقتي: لا أدري إن كان سنك الذي لم يتجاوز 15 عاما هو حجة في صالحك أو ضدك، وهل فعلا أنت في الخامسة عشرة أم مجرد حجة واهية تجعلنا نجد العذر لك لارتكاب خطأ مثل هذا؛ ولكن سنتعامل مع رسالتك على أن كل ما فيها صادق.. فالأمر ليس صدمة أنك بنت الخامسة عشرة تتحدثين في مثل هذه الأمور التي وصفتيها أنت أقرب وصف محترم يمكن أن يوصف به كلام مثل هذا؛ ولكن ما يحيرني فعلا هو ذلك السبب الذي دفعك إلى التحدث عن هذا مع شاب لا تربطك به صلة، وعلاقتكما مجرد علاقة على النت عبر الأسلاك؛ حتى لو تصورتيها أنت حبا أو حتى مجرد بوادر حب. الأمر لا يحتاج مني حديثا طويلا في القول أن هذا ليس حبا أبدا، ولن يكون في يوم من الأيام؛ ليس لأنه حب على النت؛ ولكن لأن المحبين وأصحاب المشاعر والذين يتمتعون بنوايا طيبة ومشاعر صادقة لا يقولون هذا الكلام لا في بدايات علاقة ولا في آخرها؛ فالمسألة أسمى بكثير مما حدث لك ومعك وبسببك، وكنت مشاركة فيه بنسبة كبيرة جدا. وواجب أيضا أن ألفت انتباهك إلى أن بحثك عن الحب وأنت الآن ابنة الخامسة عشرة، وبهذا الشكل لن يعرضك إلا لهذا النوع من الأشخاص المستغلين لحديثي السن، وهذا النوع معروف على مستوى العالم يبدأ بما حدث مجرد كلام، وينتهي بمأساة حقيقية لكلا الطرفين، ودلائل هذا واضحة جدا أنه فعلا نوع مدرب على الاستدراج، ويعرف ماذا يقول وماذا يفعل مع فتاة صغيرة عديمة الخبرة والتجربة مثلك؛ فرقم الموبايل الذي أعطاه لك، والاهتمام، وكلام من نوعية خدي بالك من نفسك، وعايز أشوفك، وما تتكلميش مع حد في الموضوع ده، ولازم نتوب ونصلي بعد ما نعمل كده؛ كل هذا كلام فارغ لا يصدر إلا من مجرم احترف الاستغلال واستدراج صغيري السن؛ وخاصة البنات في مثل سنك لتحقيق أغراضه التي يعلمها الله وحده ولا أحد غيره.. ساعدي نفسك يا صديقتي على تجاوز خطأ فادح مثل هذا الذي وقعتي فيه بإرادتك ليس فقط في التحدث إلى من لا تعرفين عبر الشات والتحدث في كلام وموضوعات لا يليق لبنت محترمة أن تتحدث فيها، بل كذلك من وهم النفس بوجود مشاعر تجاه مجرم مثل هذا؛ بل وتصديق أنك وجدت من يفهمك ونجح في أن يحوز على ثقتك به وهو الذي يخدع نفسه ويدعي إيمانا وتدينا زائفا بأن يتفق معك على الصلاة بعد ما يفعل، والغريب أنه عاد ليفعل وكأن لا صلاة ولا ذكر ولا لقاء نظر فيه الله إليه وهو يصلي، والله أعلم بنواياه؛ هذا إذا كان صلى ويصلي فعلا. هذا لا هو صادق ولا أهل للثقة ولا المعرفة ولا أهل لمشاعرك التي تهدرينها وتستنزفينها مع شاب مستهتر مثل هذا.. اتركي هذا الأمر وأقلعي عنه تماما، وانسي أنك تحدثت مع شاب مثل هذا في أمور غير لائقة؛ شريطة ألا تعودي، واحمدي الله أن الأمور وقفت عند هذا الحد ولم يتجاوز أكثر من ذلك.. ساعدي نفسك يا صديقتي فمازال هناك متسع لتجاوز خطأ مثل هذا أملا في مستقبل أفضل وأنظف، وأملا في إيجاد شريك للحياة في الوقت المناسب بعيدا عن المرضى ومستغلي الأطفال والمجرمين في حق أنفسهم وفي حق مجتمعهم.. ساعدي نفسك لأن الله يساعد أولئك الذين يساعدون أنفسهم، ويحجب عونه وتوفيقه عمن لا يساعدون أنفسهم وينتظرون أن يقوم عنهم الآخرون بكل شيء حتى تصحيح الأخطاء وإعادة ترتيب النفس وإعادتها إلى فطرتها السليمة..