السلام عليكم, أنا بابعتلكم على طول عشان باثق في رأيكم، بس المرة دي أنا بجد تعبانة أوي وعايزاكم تساعدوني أوي، رغم إن المشكلة مع أختي مش مع اللي بحبه بس بجد حاسة إن بسببها البيت ممكن يتدمر أو هيحصل مصيبة. مبدئيا كده إحنا 3 بنات وبابا مسافر بيشتغل برة وبينزل كل صيف، وماما بجد أحلى وأطيب أم، بس أختي الوسطانية في ثانوية عامة مغلباها ومغلبانا كلنا معاها ومتعبة جدا. والحكاية بدأت لما كان عندها 15 سنة مثلا، إنها بتكدب كتير ومش بتسمع الكلام وعلى طول لوحدها، واكتشفنا إنها تعرف ولد صاحب جارنا وأصلا مش مستوانا خالص في كل حاجه، هو من الزنوج اللي هما سود أوي بس مصري، ولبسه بتاع الولاد اللي مش كويسة اللي هو بنطلون ساقط، وأسلوبه زي الزفت في الكلام لأن ماما لما عرفت وكلمته فكلمها بطريقة وحشة، وقال لها اشمعنى موافقة على موضوع أختها (اللي هي أنا) وإحنا لأ يعني. وكل شوية ماما تقفشها، وسبحان الله بطريقة غريبة، كأن ربنا عايز ينبهنا، وده غير بقى تصرفاتها اللي إنها بترد بطريقة وحشة، بتاخد فلوس من ورانا ونسألها تكدب وتطلع هي اللي أخدتها فعلا، لدرجة إني بقيت باخبي فلوسي. رغم إن إحنا والله مش محرومين من حاجة وبابا ربنا يا رب يخليه لنا بجد مدلعنا، والحاجة اللي بنطلبها مش بيحب يحرمنا منها، يمكن يكون بيعمل كده عشان يعوضنا غيابه كمان. وإحنا طبعا فيه حاجات مش بنرضى نقولها لبابا عن أختي زي حوار الولد ده، عرفه مرة واحدة من المرات وساعتها ضربها وبهدلها وكانت هتموت في إيده، ومن ساعتها أنا وماما خفنا بجد يحصل حاجة أكبر من كده ومش بقينا نقوله. وهي بقى ذلانا بالموضوع بتاعي، إن أنا مرتبطة وماما عارفة يعني، فهي بقى ماسكاها لنا بطريقة مش طبيعية، وكل ما نفتح الموضوع تقول لماما بطريقة سخيفة اشمعنى بنتك ساكتة لها وسيباها بتتكلم وتقابله وأنا لأ؟ وماما حاولت تفهمها 100 مرة إن فيه فرق في السن بيني وبينها وإن ده يفرق عن اللي بحبه، وأنا الإجازة الأخيرة لبابا ماما لمحت له على موضوعي وقالت إن فيه حد عايز ييجي بس مستني يلاقي شغل وأنا كنت قاعدة، وبابا عشان بيحبني أوي وبيثق فيّ أوي هزر معايا ساعتها وقال لي خلاص ربنا يسهل لو طيب وكويس خلاص. هي عموما بتغير مني أوي مع إني والله حاولت أقرب منها وأتكلم معاها بس هي اللي بعيدة؛ مستنية ردكم بفارغ الصبر، بليز ريحوني أعمل إيه، وآسفة إني طولت عليكم أوي بس كنت عايزة أختصر لكم اللي حصل في الكام سنة، وشكرا أوي.
no.more
صديقتي العزيزة.. يجب عليك أنت تدركي جيدا أن أختك تمر بواحدة من أخطر المراحل العمرية التي من الممكن أن تمر بها أي فتاة، ألا وهي مرحلة المراهقة، فهي الآن في ذروة هذه المرحلة، وعليه يجب عليّ أن أوضح بعضا من أبجديات هذه المرحلة العمرية، حتى تكونين على دراية بالآلية والطريقة والعقلية التي تحكم تصرفات أختك وردود أفعالها، فلو أدركتِ العقلية جيدا ربما يصبح التواصل معها أكثر سهولة. في فترة المراهقة يعيش المراهق مرحلة تمرد عاصفة على الأهل وعلى الثوابت التي تربى عليها، وعلى كل الأفكار والعادات والتقاليد التي تشربها خلال سنوات عمره الماضية، فقد عاش هذه السنوات أسيرا لتعليمات الأب والأم وتقاليد الأسرة، وبمجرد أن يشعر أن حريته أصبحت ملك يمينه يرفض أي تعليمات أو إملاءات أو شروط، ولا يقبل سوى بما يقتنع به هو فقط، وما دون ذلك يرفضه ويتمرد عليه ويعتبره محاولة لتقييد هذه الحرية. وبناء على ما سبق فاتباع الطريقة التقليدية في تقويم سلوكها لن يجدي نفعا، بل على النقيض سوف تأتي بنتائج عكسية وردود أفعال عنيفة كتلك التي تهديها، وربما ساهم ذلك في إذكاء نار التمرد تلك عدد من العوامل. العامل الأول هو غياب الأب عن المنزل وهو ما كان له أثران سلبيان، الأثر الأول هو غياب الرادع الذي يمكن إن يخيفها ويردّها عن نزواتها وشطحاتها ويحكم سلوكها، أما الأثر الثاني فعهو غياب الوعاء العاطفي الذي كان من الممكن إن يحتويها ويرشدها ويخبرها عن عالم الرجال الذي بدأت تكتشفه لتوّها، الأب الذي يرشدها لكيفية التفريق بين من يحب ومن يتسلق الحب سلما للوصول لأغراضه الدنيئة. العامل الثاني الذي ساهم في تدهور الوضع بهذه الصورة المريعة هو عدم قدرة الأم على احتوائها واحتواء أسرارها، وإرشادها إلى كيفية التصرف السليم في هذه المواقف بعيدا عن زي الوعظ الذي ترتديه ويزيد من نفورها منها، وربما نلتمس العذر للأم في هذا الإطار بسبب الدور المزدوج الذي تلعبه، وهو دور الأب والأم في شخص واحد، وبالتالي كانت النتيجة أنها لم تعد تلك الأم الحنون التي تستوعب شطحات فتاتها، ولا أصبحت ذلك الأب الذي يمثل الرادع لها والسقف الذي ترتطم به عندما تحيد عن الطريق القويم، فالفتاة عندما لا تجد الحنان لدى أبيها تبحث عنه لدى أول رجل تقابله. ويبقى السؤال الأهم حول السبيل للخروج من هذا المأزق حتى لا تتطور هذه العلاقة التي من الواضح أنها علاقة مشبوهة استغل فيها هذا الفتى المنحرف سلوك الفتاة الطائش. الحل يكمن لديك أنت، وهو وإن كان يحتاج إلى بعض الجهد، ولكنه ضروري ولا مناص منه، وأعني أن تحاولي اكتساب ثقتها الضائعة فيك، ودون هذه الخطوة لن تسمع هي لأي شخص في هذا العالم سوى لهذا الفتى الساقط تماما كبناطله الرقيع، ويمكن أن تفعلي هذا من خلال: أولا أن تحاولي إقناعها بأنكما سواء في نفس التجربة، ألا وهي تجربة الارتباط، حتى تأمن لك وتبدأ تحكي لك أسرارها كما ستحكي أنتِ بعضا من هذه الأسرار، نعم ستحكين لها جزءا من أسرارك ولكن بما لا يورطك معها في أي مشكلة، فلتتنازلي عن جزء من هذه الأسرار حتى تتشجع هي وتبادلك التصرف بمثله ووقتها ستبدئي في المقارنة غير المباشرة بين تصرفات من يسعى لخطبتك وتصرفات من يسعى للإيقاع بها. الموضوع يحتاج إلى بعض الوقت ويحتاج إلى تخطيط طويل المدى تشارك فيه الأم، وذلك حتى تجعلي أختك تكتشف حقيقته بنفسها، وأهم تفصيلة في هذا المخطط أن تنصحيها بأن تطلب منه يأتي ليتقدم لخطبتها، أو على الأقل يعلن التزامه بهذه الخطوة خلال مدة زمنية معينة، وستروق الفكرة لها وستعرضها عليه وسيرفض مرة وثانية بحجج مختلفة، ولكن في إحدى هذه المرات سوف تنفد حججه وسيظهر على حقيقته وستكتشف هي أنه كان يتلاعب بها كدمية جميلة ستصبح مع الوقت مملة بالنسبة إليه تحت ضغط الخطوبة والالتزام و"الخنقة". ربما سيساعدك في هذا الإطار دخولها الجامعة وانفتاحها على عالم جديد وأشخاص جدد، وستبدأ هي من تلقاء نفسها بالمقارنة والنفور مع الوقت، وستتسع الفجوة بينهما حتى تأتي لحظة الفراق المنشودة. لا تحاولي أن تُدخلي أيا من أقربائك في الأمر كي يرهبه ويبعده عن طريقها، فذلك سوف يهديه لقب الفارس المُحارب مجانا، وسوف تزداد هي تعلقا به وسيزيد ذلك من دفاعها عن قضية خاسرة لا تستحق هذه الحرب. أنا واثق من أن هذه الطريقة سوف تؤتي ثمارها رغم طول المدة التي تحتاجها، ولكنها الطريقة الأكثر أمانا في هذه الظروف المعقدة التي يغيب فيها الأب، وتفتقر الأم لوسيلة تمكنها من استيعاب صغيرتها عاطفيا. وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.