أ ش أ أكد الفنان أحمد بدير أنه علق جميع أعماله الفنية خلال الفترة الحالية حدادا على ما يدور في مصر ودخولها إلى منعطف خطير أدى إلى إهدار دماء مصرية جديدة بصرف النظر عن انتماءاتهم لكونها دماء مصرية ولا يحق أن تهدر على أيدي مصرية، موضحا أن مصر دخلت مرحلة التشكيك وهي أصعب من الحروب لقتل الانتماء داخل وطن. وقال الفنان أحمد بدير -في تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الأوسط- اليوم (الثلاثاء): "مصر دخلت في نفق مظلم من الصعب العودة بها مرة أخرى بعد اختطافها على يد فيصل واحد من خلال بث الرعب بين أطياف المجتمع المصري من خلال عدة محاور: الأول اعتبار فئات الشعب المصري أقلية ولا بد من الارتضاء بالحكم دون مناقشة أو عدم الاعتراض، والاعتماد على مبدأ أن ذلك في مصلحة مصر بالرغم سحبها إلى حرب بجميع مسمياتها (كلامية -دماء- تكسير عظام)، والمحورالثاني: العودة إلى حكم الحزب الأوحد ولكن بصورة جديدة من خلال الترهيب بالدين وجعل الشعب المصري فى زاوية واحدة وعدم إعطائه الفرصة للتعبير عن رأيه وتوجيه التهم إليهم بأشكال مختلفة". وأضاف: "المحورالثالث هو أن كل القرارات تصدر بالطريقة القديمة وهي تفيصل القرار على مقاسات رؤيتهم لمستقبل مصر حتى تصبح البلاد في قبضتهم لعدة قرون"، موضحا أن هذه الفرصة لا يمكن تركها بسهولة ولا بد من اغتنامها بأي شكل من الأشكال سواء بالترهيب أو الترغيب وإن كان الأخير غير موجود. وعن سؤاله مصر إلى أين؟ أجاب الفنان المخضرم: "تم خطفها ولكن علينا أن نعود بها إلى ميدان التحرير الذي كان منبع الحرية بعد 30 عاما من الظلم والخوف، لجام الخوف تم كسره ولا يمكن الرجوع إلى الماضي لكون مصر بها شرفاء وأصوات حرة بشبابها القادر على عودتها مرة أخرى". وعن سبل الخروج من الوضع الراهن، كشف بدير: "المعارضة لا تملك إلا المعارضة وعلى الرئيس المنتخب أن يكون قادرا على احتواء جميع أطياف الشعب المصري وليس توجيه التهم إليهم بالتشكيك في وطنيتهم وحبهم لمصر". وتابع: "الرئيس المنتخب وضع بذرة الفرقة بين المجتمع المصري من خلال الترهيب، فهو جار على الملاذ الأمن للشعب وهو القضاء، بتوجيه تهم الفساد له بالرغم أن القضاء قال كلمته بتتوجيه رئيسا للمصريين وحلفه اليمين أمام أعظم محكمة وهي المحكمة الدستورية العليا التي قاموا بمحاصرتها لعدم صدور قرار يتعارض مع قراراتهم للهيمنة علي مصر". وشدد: "ما يحدث للإعلام والقضاء والمتظاهرين يجعلنا نفكر ألف مرة قبل انتخاب أحد يحمل صوت الدين بعد تحويله إلى منهج سياسي يدفعنا إلى حافة الهاوية، ولكن الخوف أن مصر تقع فريسة لأطماع خارجية في ظل حالة الفرقة التي تمر بها مصر". وقال الفنان الكبير: "لي عدة مطالب للخروج من الأزمة الحالية تتمثل في أن يكون الأزهر هو الأداة الدينية التي تصدر الفتوى لأنه منبر عريق دائما نحتكم إليه وليس حزب أو تيار ديني، وكان عليه إصدار فتوى بأن دم المسلم على المسلم حرام في موقعة الاتحادية، واتخاذ موقف واحد، والثاني: رجوع الجيش إلى أحضان الشعب مثل سابق عهده ويكون الملاذ الأمن لهم في حالة الطغيان على حريتهم وقراراتهم التي سلبت منهم والتي قدموا عدد كبير من الشهداء من أجلها، والثالث: الشرطة تكون على موقف الحياد وليس المتفرج من خلال التحقيق مع أبرياء وخطفهم من خلال أشخاص ينتمون لحزب بعينه ومطالبتهم باعترافات تحت ضغط نفسي وترهيبي سواء كان بالضرب أوبأساليب أخرى، والرابع :حزب الكنبة وهو الذي بدأ يخرج عن صمته طوال عامين كاملين خوفا على حريته وأن يجعل لنفسه موقفا من أجل عودة مصر التي تم خطفها على يد قراصنة الحرية لتكميم الأفواه". وأردف: "على الرئيس مرسي أن يدرك جيدا أننا شعب صعب المنال وتحويل دفته نحو فكر بعينه وجعلها لعبة فى يد تيار بعينه، وهذا مستحيل لأننا شعب يحمل هوية لا يوجد مثلها في العالم وهي الهوية المصرية بجميع أطيافها، الثورة الثانية قريبة جدا ربما تكون تحت أقدام الرئيس مرسي وهو لا يرى ذلك". وكانت قد ألمت بالفنان أحمد بدير وعكة صحية مما أدى إلى قضاء فترات راحة بمنزله لتلقي العلاج اللازم، حيث علق قراءة سيناريو مسلسل "الميراث الملعون" للمؤلف محمد صفاء عامر وتدور أحداثه في صعيد مصر حول الميراث. ويجسد بدير في المسلسل أخ يبحث عن الميراث مع أخيه الفنان صلاح السعدني الذي يحاول أن يستعمل المكر من أجل الحصول على ميراثه عن أبيه. وعرض للفنان أحمد بدير في عيد الأضحي الماضي فيلم "ساعة ونصف"، الذي تناول حادث قطار الصعيد الشهير الذي اشتعلت فيه النيران في العياط جنوبالجيزة، ويسرد مجموعة متشابكة من الحكايات والقصص الإنسانية المختلفة، كما سلط الضوء على مشاكل الفقراء وسلبيات المجتمع؛ وتدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد.