أ ش أ واصل المتظاهرون بميدان التحرير اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي؛ احتجاجا على الإعلان الدستورى الجديد الذي أصدره الرئيس محمد مرسي يوم الخميس الماضي. وساد الهدوء أرجاء الميدان والشوارع المحيطة به بعد يوم من الاشتباكات المتواصلة بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي شهدت أمس تحولا جديدا بعد انتقالها من شارع قصر العيني -بعد بناء الجدار الأسمنتي في بدايته- إلى ميدان سيمون بوليفار بالقرب من السفارة الأمريكية؛ حيث لأول مرة منذ بدء الاعتصام لا يستيقظ المعتصمون على أصوات وروائح قنابل الغاز المسيل للدموع التي تطلقها قوات الأمن لإبعاد المتظاهرين نحو الميدان بعيدا عن المنشآت الحيوية بالمنطقة. وواصل المعتصمون إغلاقهم لجميع المداخل المؤدية إلى الميدان لليوم الرابع على التوالي؛ حيث استمر تحويل حركة سير السيارات من أمام المتحف المصري إلى شارع قصر النيل، وأمام جامعة الدول العربية إلى كورنيش النيل؛ وكذلك من شارع قصر العيني إلى منطقة جاردن سيتي. وقام المتظاهرون بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات والانتشار في كل أرجاء الميدان لجمع القمامة والمخلفات ووضعها على جوانب الميدان وحرقها، كما شهد الميدان حلقات لتنظيم الشعر حول مراحل الثورة في مشاهد مشابهة لما كان يحدث خلال ثورة 25 يناير. ومن جانبها، قامت وزارة الصحة بنشر أكثر من 15 سيارة إسعاف بشارع الفلكي لخدمة المعتصمين، فيما واصل المستشفى الميداني ببداية طلعت حرب والمستشفى الآخر الموجود بالحديقة الوسطى للميدان تقديم خدماتهما للمعتصمين. وكان 18 من الأحزاب والقوى السياسية قد أصدروا بيانا الجمعة الماضية بعد انتهاء فعاليات ما أطلق عليه "جمعة الغضب والإنذار" أعلنوا فيه اعتصامهم داخل الميدان احتجاجا على الإعلان الدستوري الجديد، ودعوا إلى تنظيم مسيرات حاشدة تنطلق غدا (الثلاثاء) من مختلف المواقع بالقاهرة والجيزة صوب ميدان التحرير لإسقاط الإعلان الدستوري. ويطالب المعتصمون بالميدان بإسقاط الإعلان الدستوري الجديد، وحل الجمعية التأسيسية للدستور والدعوة إلى حوار وطني للتوافق على معايير وآليات وطنية لبناء تأسيسية جديدة تضم كل التيارات وكل القوى الاجتماعية، وإصدار تشريع للعدالة الانتقالية يضمن القصاص للشهداء، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة ثورية وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها. يشار إلى أن الموقعين على البيان هم الجبهة الحرة للتغيير السلمي، حزب الدستور، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التيار الشعبي المصري، حزب المصريين الأحرار، حزب الكرامة، شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية)، الاشتراكيين الثوريين، الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، حركة شباب العدالة والحرية، حركة المصري الحر، حركة كفاية، الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، اتحاد شباب ماسبيرو.