تفقّد بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- الخميس الماضي الحدود المصرية الإسرائيلية، واستمع للمشاكل التي تعترض الجنود الإسرائيليين على هذه الحدود، وحاول معهم تحديد مطالبهم والعمل على تلبيتها. فقد تابعت كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الزيارة المهمة التي رافقه خلالها العديد من المسئولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، على رأسهم قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الجنرال يوآف جلانت، نتيجة لأهمية الزيارة التي تأتي بالتزامن مع إعلان تل أبيب عن نيتها الشروع في إقامة جدار عازل مع الحدود المصرية، ومن قبلها شروع الحكومة المصرية في إقامة جدار فولاذي مع قطاع غزة لمنع التهريب. كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية يوم الجمعة أن نتنياهو تفقّد خطوط التماس المصرية الإسرائيلية، وذلك بعد تزايد أعداد المتسللين الأفارقة إلى الحدود الإسرائيلية من نظيرتها المصرية، حيث أشارت التقارير الإسرائيلية إلى تسلل ما يزيد عن 800 - 1000 متسللاً خلال الشهر الماضي فقط، معظمهم من الدول الإفريقية، وأقلية منهم من تركيا، ونقلت الصحيفة عن قائد الجبهة الجنوبية الجنرال جلانت أنه من الضروري إقامة الجدار الفاصل على الحدود المصرية، خاصة حول مدينة إيلات، في محاولة لتقليل أعداد المتسللين إلى إسرائيل لخطورتهم على الميزان الديموجرافي لها. قال المحلل السياسي للصحيفة "روني سوفير" أن ثمة تهديداً ديموجرافياً على المجتمع الإسرائيلي من تزايد أعداد المتسللين إلى الداخل الإسرائيلي، ما يخلق بدوره مشاكل اجتماعية واقتصادية، وطالب نتنياهو بالإسراع بإلقاء القبض على المهربين والمتسللين حتى لا يتأثر الاقتصاد والمجتمع الإسرائيليين من هذه الأعداد القادمة من دول العالم الثالث، فيما ذكرت الصحيفة أن المهرب البدوي يأخذ ألفي دولار من المتسلل لمساعدته في الدخول إلى إسرائيل عبر سيناء، والحل الوحيد القائم حاليا هو تفعيل وتنشيط العمل العسكري أو المراقبة العسكرية على الحدود وإقامة الجدار، لتقليل العمليات الإرهابية أيضا، وهو هدف لبعض المتسللين -على حد قول الصحيفة. ومن جانبها قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية في اليوم نفسه الموافق الثاني والعشرين من الشهر الجاري، إن نتنياهو الذي استمرت زيارته ست ساعات كاملة، رصد 1.35 مليار شيكل لإقامة هذا الجدار والذي سيستمر البناء فيه من عامين إلى ثلاثة أعوام، مشيرة إلى إلقاء القبض على 160 كجم هيروين، و1.3 طن حشيش خلال العام الماضي فقط ، فضلا عن تهريب البضائع التجارية بين الحدود المصرية الإسرائيلية، والتي تصل قيمتها إلى 10 مليون شيكل سنوياً، وذلك زعم الجنود الإسرائيليون على الحدود أن الجنود المصريين يُطلقون النيران على أي شيء وكل شيء، وأحياناً يطلقون النيران على هؤلاء الجنود، ظناً منهم أنهم المتسللون الأفارقة، خاصة وأن السودانيين منهم هم الجنسية الأكثر نزوحاً من حيث عدد المتسللين إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية، لذلك كان اللقاء الأخير الذي جمع نتنياهو بالرئيس المصري حسني مبارك، قد تطرّق خلاله رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ضرورة إقامة جدار على الحدود المصرية الإسرائيلية بهدف تقليل أعداد المتسللين.