أ ش أ قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لم يكن بمقدوره البقاء على رأس السلطة في البلاد إذا كان الشعب ضده، مؤكّدا أنه يُحارب من قوى خارجية عديدة؛ على رأسها الولاياتالمتحدة والعديد من البلدان العربية وتركيا والدول الغربية بأكملها. وأوضح بشار -في مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا اليوم" التليفزيونية الروسية وبثّتها اليوم (الجمعة)- أن المشكلة ليست بينه وبين الشعب؛ لأن جزءا كبيرا من العالم ضده، والشعب ضده، وهو لا يزال في السلطة؛ فهو في هذه الحالة سيكون بمثابة الرجل الخارق (سوبرمان)، إلا أنه إنسان طبيعي، وهذا الأمر ليس منطقيا؛ وذلك على حد تعبيره. ونفى بشار أن يكون ما تشهده سوريا في الوقت الراهن حربا أهلية، وإنما الأمر يتعلق بما وصفه ب"الإرهاب والدعم الذي الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا"، مشدّدا على أن هناك بعض الانقسامات، إلا أن الانقسامات لا تعني حربا أهلية. وقال بشار إن عدوه في هذه الأزمة هو "الإرهاب وعدم الاستقرار في سوريا" وإن الأمر لا يتعلّق بالأشخاص، ولا يتعلق ببقائه أو رحيله عن السلطة، بل يتعلّق بأن يكون البلد آمنا أو غير آمن، وأن هذا هو العدو الذي يقاتله السوريون؛ وذلك على حد قوله. وأشار إلى أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله تعود إلى الشعب، وليست متعلّقة برأي البعض، وأن الطريقة الوحيدة تتمّ من خلال نتائج صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ببساطة ما إذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل. وقال الأسد إن آخر اتصال بينه وبين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان في شهر مايو من العام 2011 لتهنئته بفوزه في الانتخابات، مضيفا بقوله: "ليس بيننا وبين الشعب التركي أي عداوة، ونحن نعتبرهم أخوة لنا"، نافيا مسئولية دمشق عن قصف بعض الأهداف على الأراضي التركية، وإنما ذلك حدث بالخطأ. وفي سياق متصل؛ أكّد بشار أن العرب ليسوا أعداءه بالكامل، وأن غالبية الحكومات العربية تدعم نظامه ضمنيا، لكنها لا تجرؤ على قول ذلك علانية، وذلك لأنهم يتعرّضون لضغوط من الغرب. وأعرب بشار عن رفضه لأي خيار من شأنه حل الأزمة السورية على حساب العلاقات السورية-الإيرانية، وأن السبب في ذلك هو أن دمشق كانت لديها علاقات جيدة مع إيران منذ عام 1979 وحتى الآن، وأن هذه العلاقات تتحسّن باستمرار. وحذّر بشار من أن أي غزو أجنبي لسوريا ستكون كلفته كبيرة، وستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحمّلها، معللا ذلك بقوله: "إذا كانت هناك مشكلات في سوريا؛ خصوصا أنها المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة؛ فإن ذلك سيكون له أثر "الدومينو" الذي سيُؤثّر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وسيكون لع تداعيات على باقي أنحاء العالم".