فى ذلك الوقت من الليل تسكن جميع الاصوات فى المنزل ماعدا صوت بندول الساعة الخشبية. تسألت فى وجوم تأخر الوقت ولم يأتى بعد التصقت فى مقعدها بينما يتردد صوت البندول فى ارجاء البيت الخاوى، نظرت الى الساعة تراقب عقاربها النى تسرع فى عبور الدقائق دون ان تراعى مشاعرها المتأججة. لم يفعلها من قبل لماذا يعذبنى هكذا؟ قالتها وتشعر بانياب القلق تنغرس فى لحمها دون رحمة بينما البندول مازال على اصراره بالدق دون توقف. ما المشكلة فى ان تشاجرنا الكل يتشاجر انتفضت من على مقعدها وامسكت بسماعة التليفون لا لن اتصل به فهو من اخطأ فى حقى، عادت الى المقعد ولكنى قلقة عليه نظرت مرة اخرى الى عقارب الساعة وبدأت اصوات الدقات تتردد بعنف، اختلط الامر عليها لم تعد تدرى ان كانت اصداء تلك البندول ام دقات قلبها المتسارعة هل سيعود اغلقت اذنيها بعد ات تحول البندول الى مطرقة كبيرة تحطم ما بقى من رأسها، لم تعد تحتمل اكثر من ذلك انقضت على الساعة الخشبية وبكل حقد انتزعتها من مكانها والقتها على الارض ظنت ان البندول صمت الى الابد بعد ان تحولت الساعة العتيقة الى قطع صغيرة متناثرة على الارض. انزوت الى أحد الاركان لا تدرى ما تفعل خاصة بعد ان انتقم البندول منها واوجد من نفسه مئات البندولات داخل رأسها المحطم ولم تتوقف الدقات بعد.
دانه الحديدي التعليق قصة جميلة يا دانه، وأنا سعيد بدأبك وتقدمك. لغة دقيقة رغم وجود خطأ واحد (لم يأت). وعدم ثرثرة ومن ثم إحكام واختيار للحظة مهمة.. والنهاية مناسبة تماماً. أقترح فقط حذف السطر الأخير، والاهتمام بعلامات الترقيم (الفاصلة، والنقطة...). د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة