السلام عليكم.. مشكلتي ممكن تكون كبيرة، أنا حاسّاها كده بس مش عارفة أعمل إيه، الحكاية بدايتها من وأنا في الجامعة اتعرّفت على شاب في أول سنة، ولأني كنت لوحدي ومش معايا حد فبقى هو أعز صديق ليّ.. ومرّت أول سنة وصداقتنا بتزيد، ولكن في تانية جامعة أعزّ صاحباتي حوّلت من كليتها للكلية اللي أنا فيها؛ لأنها تعبت فيها وماقدرتش تكمّل، هي صحيح بقت في أولى بس طبعا كنا معاها على طول أنا وزميلي، حتى لو الجدول مختلف كنا برضه بنروح نقعد معاها، هو دايما كان لما باقول له إني هاروح الجامعة حتى لو مافيش محاضرات كان بيصرّ إنه ييجي معايا علشان كان بيخاف عليّ. المهم في أثناء الدراسة بدأت زميلتي تسألني عنه كتير، وكل ما تشوفه يبقى باين عليها الفرح أوي، وأنا في الفترة دي كنت بحبه بجد ولكني ماقدرتش أقول له؛ لأنه صديقي وماقدرش أخسره، وكمان لما حسيت إنها أعجبت بيه وهي صديقة عمري قلت خلاص الموضوع انتهى هما الاتنين أصحابي. مرت سنين الكلية بسرعة وهي اهتمامها بيه بيزيد، يعني سؤالها عنه وكلامها عليه وأنا مش قادرة أنطق ولا أقول حاجة، هو في الفترة دي ماكانش علاقته بيها كبيرة وحتى ماكانش بيقعد معانا كتير، وكان بيقعد بعيد شوية علشان يعني إحنا بنات ونبقى براحتنا.. خلّصنا الدراسة وهي لسه فاضل لها سنة وكنت أوقات بازورها في الكلية وكانت بتطلب مني إني أقول له ييجي معايا، يعني هي قالت لي أنا عارفة إنك لو قلتي له أكيد هييجي؛ لأنه مش هيسيبك تيجي لوحدك، بس أنا كنت باقول لها إنه بيدوّر على شغل ومش فاضي.. والحمد لله أنا وهو اتخرّجنا بتقدير كبير ولقى شغل على طول وطبعا مابقيتش أشوفها زي الأول، خصوصا إنهم نقلوا مكان سكنهم وبقوا بعيد عننا، وأنا انشغلت بالشغل، بس هي دايما كانت بتتصل وتتكلم وفي نص الكلام تسأل عنه. مرت 4 سنين وأنا وهو بنشتغل مع بعض، وبقينا كأننا شخص واحد، وقال لي الكلمة اللي استنيتها وخفت منها، قال لي إنه بيحبني من أيام الجامعة، لكن عمره ما صرّح لي علشان كان عايز يتقدّم لي وهو جاهز في كل حاجة، وكمان علشان نبقى ناضجين ونعرف نقرر. أنا فعلا بحبه وهو كمان بيحبني، لكن صديقتي عمرها ما قابلتني إلا وسألتني عنه، وهي لسه ماتخطبتش وخايفة تكون مستنياه هو؛ أول ما قال لي أنا عيّطت وسبت الشغل ومشيت وهو طبعا مافهمش فيه إيه، وبعدها تعبت ودخلت المستشفى فترة بس الحمد لله بقيت كويسة.. وأهلى قالوا لي إني لما كنت تعبانة كان بييجي على طول وكان بيعيّط بس عمره ما دخل لي، وهو قال لأختي الصغيرة إنه حاسس إن هو السبب بس مش عارف ليه، وقال لها إنه خايف لأكون بحبه زي أخويا وإني أكون اتصدمت من اللي قاله. أنا دلوقتي مش عارفة أعمل إيه، أنا قعدت من الشغل وماقدرتش أقول لصاحبتي عن السبب، ومنعت أي حد من بيتنا إنه يتكلّم في الموضوع، هو على طول بييجي علشان يطمّن عليّ بس بارفض أقعد معاه، ولما مرة أصر إنه يشوفني وقعدنا مع بعض لقيته تعبان أوي وقعد يعيّط جامد، وقال لي أنا آسف ولو مش عايزاني خلاص المهم أبقى جنبك. وقال لي إني كل حاجة بالنسبة له وإن حياته من غيري صعبة أوي، مش عارفة أعمل إيه، صاحبتى عمرها ما اعترفت لي بحبها ليه بس باين أوي من اهتمامها ورفضها لعرسان كتير من غير سبب، رغم إن كلهم كويسين، وعمري أنا ما حاولت إني أصدها عن اللي هي بتقوله، أنا كنت باكلمها عليه كل ما تسألني. أنا بحبه وهو بيحبني وبيطمن عليّ من زمايلنا في الشركة، فقالوا لي إنه دايما تعبان وبيغيب كتير، ولولا معزّته وشغله الكويس كان اتفصل؛ لأنه مابقاش زي الأول، ودايما بياخد مهدئات الدكتور كتبها له.. هو حياته بتدمر وأنا بحبه أوي ونفسي أقول له ومستعدة أضحي بأي حاجة علشانه، بس الحاجة دي يستحيل تكون صديقة عمري. أعمل إيه أضيع أنا وهو ولا أضيّع صاحبتي، وأنا مش قادرة أعرف إنه تعبان وماكونش جنبه، أنا آسفة عارفة إن رسالتي طويلة بس أنا عارفة إنكم هتستحملوني وهتقروها؛ شكرا.
nehad
أحيانا لا تكون التضحية في سبيل أصدقائنا هي الحل مطلقا لو كانت هذه التضحية على حساب سعادتنا، بعدما قرأت مشكلتك عدة مرات وقلّبتها في رأسي من عدة أوجه لم أجد أبدا هناك أي مشكلة في تقدّم هذا الشخص الذي كان صديقا لكِ، حتى ولو كانت أعز صديقاتك تحبه، ولهذا عدة أسباب.. أولا: صديقتك هذه لم تخبرك أو تخبره بأي مشاعر، وحتى إن كانت فهو لم يأخذ الخطوة تجاهها، والمفترض أنك لا تعلمين أنها تحبه؛ لأنها لم تصرح لكِ من قبل بمثل هذا الأمر. ثانيا: صديقك وحبيبك اختارك أنتِ بعد فترة طويلة، وبعد أن علم أنه صار جاهزا ليكون زوجا مناسبا لكِ متحملا للمسئولية، فلم يرد الارتباط بكِ في سن صغيرة لا يعلم وقتها إن كان سيكون ملائما لكِ أم لا. حسنا.. أنتِ الآن تسببتِ في صدمة لهذا الشخص لظنه أنه قد خسرك للأبد، وتسببتِ له في صدمة كبرى قد تكلّفه وظيفته، إذن فلا تتأخري عنه؛ يجب أن تخبريه فورا بحقيقة مشاعرك تجاهه، وأنك موافقة على تقدمه لكِ، فالأمر في النهاية محسوم لصالحكما؛ أنتِ تحبينه وهو يحبك وصديقتك لا وجود لها في حياتكما، ففي النهاية ستظل هي صديقتك لا أكثر ولا أقل، فلا تشعري نحوها بشعور من الذنب في أمر لا تعرفينه حقا. أيتها الصديقة لا تتأخري لحظة عن هذا الشخص حتى لا تخسري بعد ذلك كل شيء، واعلمي جيدا أن سعادتك أهم بكثير من سعادة الآخرين خصوصا لو كان هذا الأمر في يديك، أما عن كونك لم تصديها عن سؤالها عنه فالأمر طبيعي ولا يحتاج منك إلى تبرير ولا يوجد ما تبررين به، فصديقتك لم تتحدث عن الأمر. أيتها الصديقة لا تفكري كثيرا فتخسري هذا الشخص وتخسري بعده الكثير من الأشياء وتندمي في وقت لا يصح فيه الندم؛ استخيري الله وتوكلي عليه واقبلي طلبه في خطبتك.. والأمر في النهاية بين يديكِ وليس لأحد من سلطان عليكِ. رعاكِ الله وحماكِ من الشرور ووفّقكِ لما فيه الخير والصواب والصلاح.